بدأت المسرحية

الدار البيضاء اليوم  -

بدأت المسرحية

بقلم: المهدي الحداد


بدأ المخرج جياني إينفانتينو ينسج خيوط مسرحيته المقبلة، بالتواطئ مع مسرح الفيفا الذي لا يمل من بث عروضه المسرحية والسينمائية المخزية، بأبطال وممثلين مختلفين لكن بنفس الحبكة والسيناريو والمبتغى.

نحن المغاربة أصبحنا نشكل الإستثناء بين جميع دول العالم، لأننا جزء من هذه المسرحيات التي نعتبر من بين أحداثها، وأيضا لأننا ضحيتها ونتفرج عليها، لكن دون أن نستفيد من الدروس أو ننسحب بعزة، أو نقدر على فضح ما يُعرض من قبل هذه الإمبراطورية الديكتاتورية.

الفيفا لم تتأخر كثيرا وشرعت في إعداد ممثليها لفيلم مونديال 2030، وبدأت رحلتها من أوروبا ب«كاستينغ» وهمي تجس فيه النبض، وتغري بعض الدول بإمكانية قدرتها على إستضافة كأس العالم بعد نسخة أمريكا الشمالية، وهي التي ألّفت مسبقا الشريط المقبل وحددت ملامح البطل، لكنها تبحث له عن ضحايا وضيوف شرف وطريقة يخرج منها رابحا للمعركة المُرتبة.

وسائل إعلام إسبانية قالت الأسبوع الماضي أن إسبانيا إقتُرح عليها من قبل الفيفا التقدم بملف مشترك لإحتضان مونديال 2030، وطُلب منها أن تكون مؤازرة من الجارين الغربي البرتغال والجنوبي المغرب، لكنها تحفظت قليلا وأعطت الأولوية للتنظيم الأوحادي قبل المشترك، هذا إن وافقت طبعا على التقدم بملف ترشيح.

ما قيل في الواجهة وما نشرته بعض المنابر أن إستقبال رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز ورئيس جامعة الكرة المحلي لويس روبياليس لرئيس الفيفا إينفانتينو جاء لتدارس إمكانية تنظيم كأس العالم 2030، لكن الحقيقة الخفية هي تحركات إسبانيا في الآونة الأخيرة لتوطيد علاقاتها مع الفيفا واليويفا، وخدمة أجندتها للعودة بقوة للساحة القارية والدولية كبلد تظاهرات ومسابقات ومؤتمرات كروية ورياضية.

إسبانيا لا تعرف معنى العاطفة ولن تقول للمغرب مرحبا لتشاركه تنظيم أكبر مسابقة، وإنما تبحث عن الربح الفردي والأوروبي، وتخشى المس بصورتها ولا تنجذب للمغامرة مع بلد إفريقي، وهو ما كشفت عنه صحف فرنسية ذكرت بأن إسبانيا تريد تنظيم الأورو أولا وليس المونديال، وأنها تضغط وتحاول إستضافة أورو 2028 بعد رجوع التنظيم الأوحادي، وتضع كأس العالم 2030 كخطة بديلة، مع إعطائها الأسبقية لأجندتها لكي تكون مستضيفة وحيدة، قبل التفكير في البرتغال كحل أول والمغرب كحلٍ ثان.

وعودة للسيناريو المحبوك من طرف الفيفا فهو السير نحو منح المونديال لأمريكا اللاتينية بمناسبة الذكرى المئوية، فالأوروغواي التي إستضافت أول دورة سنة 1930 ستعود بنسبة كبيرة جدا لتنظيم المونديال بعد قرن، وهذه المرة سترافقها الأرجنتين والشيلي أو كولومبيا، ولا هامش للمناورة وتكسير المداورة بين القارات، ونسفِ مخططات الإتحاد الدولي الذي صرح العديد من مسؤوليه سابقا بأن الإحتفال وعرس المئوية سيكون بمهد البطولة.

وحتى في حال شعرت الفيفا بالتهديد الأوروبي وواجهت حملة جماعية من دول القارة العجوز لتعود إليها الكأس بعد الجولة الأمريكية، فإن المرشح الأكبر للإحتضان هو إنجلترا التي تضغط وتشن حملة رهيبة على إينفانتينو وجهازه الوصي، وتطالب بسحب التنظيم من قطر 2022 ومنحه إليها.

ولأن الطلب مستبعد فالمسؤول الماكر وفريقه قد يرضخون للضغوطات ويلجؤون لإرضاء الإنجليز كخيار ثانٍ بعد أمريكا اللاتينية عام 2030، فيما رؤية الكأس الذهبية في محور المغرب وإسبانيا والبرتغال أشبه بالكذبة التي يمكن أن نصدقها.

الفيفا تنافق ورئيسها يبتسم للجميع ويخفي السم لضحاياه، ونحن نواصل بإصرار و«نية الأبرياء» الرغبة في تنظيم كأس العالم رغم الصفعات والإنكسارات والتحالفات المتكررة التي نتعرض لها، وأخشى جدا أن نسقط في الفخ مجددا ونصدق بسذاجة أن الفيفا ستحقق حلمها في مئوية المونديال، لكن للإبقاء على الأمل، قد نتفاءل قليلا بإحتضان نسخة 2034، على الأقل نكون قد صدقنا مع أنفسنا وتعلمنا الدروس، وأنجرنا ولو نصف المشاريع الضخمة التي قدمناها للجنة «تاسك فورس» كمجسمات في رسومات.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بدأت المسرحية بدأت المسرحية



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

GMT 09:38 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

«بوليساريو» الداخل..!

GMT 09:46 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

برودكوم تعرض الاستحواذ على كوالكوم مقابل 130 مليار دولار

GMT 01:09 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

Poison Girl Unexpected الجديد من "ديور" للمرأة المفعمة بالأنوثة

GMT 18:56 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

الأهلي يخطف كأس السوبر بعد الانتصار على المصري بهدف نظيف

GMT 18:18 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

تامرعبد المنعم يصالح محمد فؤاد في حفلة زفاف

GMT 21:31 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مدينة تاوريرت تستقبل حافلتين من اليهود

GMT 04:47 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

توقيف أحد مهربي المواد المخدّرة في مدينة بركان

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 21:14 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

فوائد عصير البطيخ المر في القضاء على الخلايا السرطانية

GMT 19:59 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

دار "LAVINTAGE" تغازل الباحثات عن الأناقة في مجوهرات 2018

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca