البنزرتي وخسارة الوداد امام الاسيك

الدار البيضاء اليوم  -

البنزرتي وخسارة الوداد امام الاسيك

بقلم - محمد زايد

البنزرتي وضع نفسه وفريقه في وضع لا يحسد عليه في المباراة الأخيرة، حتى مدرب سان داونز سيكون حزينا لخسارة الوداد اليوم، لأن تعادل الفريق المغربي وتعادل الفريق الجنوب الأفريقي اليوم كان يعني تأهلهما معا رسميا لدور الربع، والآن حتى بفوز سانداونز اليوم أمام لوبي ستارز بعد ساعة، لن يضمن أحد تأهله عن هذه المجموعة، إذ سيتأجل الحسم في آخر جولة مهما كانت نتيجة مباراة الفريقين النيجيري والجنوب أفريقي.

المدرب التونسي فضل إقحام السعيدي كرسمي، الذي قدم واحدة من أسوء مبارياته بقميص الوداد في مشاركاته معه القارية، طبعا قد يعود ذلك للعامل البدني والتنافسي، ولما لا حتى عوامل أخرى تدخل تحت صندوق "إن بعض الظن إثم".

السعيدي الذي كان اليوم أكثر اللاعبين سوءا، بحكم أن كل لاعبي الفريق المغربي اليوم كانوا سيئين (باستثناء الحداد حسب رأيي الذي كان أكثرهم انضباطا وسخاء) نراه يلعب دور المتفرج في لقطة الهدف الأول، بغض النظر عن سوء تغطية غادارين وداري وسوء تقدير كومارا والتغناوتي، وهذا يدل أن اللاعب كان شارد الذهن، وتغييره كان إلزاميا عند مطلع الشوط الثاني، لإعادة خط الوسط لمنظومته الأخيرة بالثلاثي المألوف، جبران والكرتي والحسوني، وإقحام المترجي أو غابرييل كمهاجم صريح، حسب الغاية.

تاه السعيدي فتاه معه خط الوسط، ارتباك جبران وعدم توفيقه في أكثر من مناسبة، وكأن حريته قد قُيّدت بحضور عميد الفريق السابق الذّكر، واستسلام الكرتي الذي انطبقت عليه قصة الغراب الذي أراد تقليد مشية اليمام، فلا هو مشِيَ مِشية الغربان ولا اليمام، وهو ما انطبق على وليد الذي لا أجاد صناعة اللعب لاعتبارات فردية وجماعية، ولا هو انخرط في المساندة الدّفاعية بالشكل المطلوب ولعب دور الربط، حتى وأنه قبل الهدف بدقائق، تلقى عتابين متتاليين من البنزرتي لعدم عودته بالسرعة المطلوبة لمساندة الدفاع، وهي الملاحظة التي قد تنطبق أيضا ولو بشكل أقل على الحسوني، الذي استُنزف بدنيا وتأثر ذهنيا، حين عودته لخط الوسط بعد دخول غابرييل.

إنّ فضل الهزيمة كبير للانتقاد والإصلاح و"الصّفع المعنوي المجّاني"، لأن الانتصار وبذات الأداء قد يجعل من سارِد بعض الملاحظات الجماعية والفردية بمثابة "حاسِد السّعداء"، لذلك أعتقد أن ما تعرض له الفريق في المبارتين الأخيرتين سلاح ذو حدّين، بين ما هو سلبي النتيجة وإيجابي الانتظارات بعد انتقاد الذات وتصحيح الهفوات.

يبقى المسؤول الأول عن نتيجة اليوم هو فوزي البنزرتي الذي خانته قراءاته للمباراة والذي اختار عن ضوئِها التشكيل الذي رآه مناسبا، ناهيك عن تغييراته المتأخرة، والغير موفقة كإخراج الحداد، الذي لعب اليوم مركزين، وكأنه "سورين الأرجنتين" صاحب الشعر الكثيف الذي كان يشغل مركز ال3 و ال11 في بعض المباريات وكأنه يتناول قهوته المسائية السوداء كسَواد النتيجة حتما لا الانتظارات التي يجب أن يتم التطلع إليها بتفاؤل وعقلانية.

سيكون للجمهور دور كبير في حسم التأهل أمام سان داونز بعد أيام، وممثل المغرب قادر على تجاوز هذه النتيجة، لأنه فعلا يملك كل المقومات لذلك، شريطة الاستفادة من أخطاء هاتين المبارتين، وهو الهاجس الذي سيطغى بالتأكيد على كب مكونات الفريق، أولهم مدرب الفريق، فوزي البنزرتي.

أستغل الفرصة وأختم بقراءة متواضعة صغيرة لأداء كل لاعب في هذا النزال بإيجاز شديد:

التكناوتي: قدّم المطلوب ولو أنه يتحمل شيئا من المسؤولية ولو ضئيلة في الهدف الأول.
نصير: مجتهد نعم، يلعب بالغرينتا كذلك أكيد، لكن تشعر أحيانا أنه يتهور في بعض الكرات، خاصة عند البناء.
غادارين: صحيح يعطي كل ما لديه، لكن كل ما لديه هذا لا يؤهله حتى لفريق يلعب على تفادي النزول، وتشعر كأنه لا يكترث لتطوير مستواه.
كومارا: كان حاسما في بعض التدخلات كما أنه كان متهورا في إحداها، يتحمل جزءا من مسؤولية الهدفين كذلك.
داري: تشعر أنه يتفادى الوقوع في أخطاء سابقة، يبحث عن تطوير ذاته ومهاراته، خانه التركيز والهدوء في هذه المباراة.
جبران: قد تكون المباراة الأسوء له منذ مجيئه للفريق الأحمر، وذلك له ما يبرره بحكم معطيات المباراة وظروفها ورفقاء خط الوسط.
السعيدي: العنصر الأسوء، لم يكن موفقا لا دفاعيا وهي مهمته الأولى ولا هجوميا، بل وأضاع كرات عدة وبدا عليه التيه والعجز.
الكرتي: الغراب المقلد لمشية اليمام كما ذكرنا.
أوناجم: في وعي اللاعب يريد خدمة الفريق وفي لاوعيه يؤدي من أجل اشياء أخرى تتعلق بقيمته وسط المجموعة حسب رؤيته لها، فتشعر كأنه يحاول أن يشعر المتلقي بأنه العنصر الأهم، فغلب لاوعيه وعيه منذ مدة وليس اليوم فقط.
الحداد: أرغب ذات يوم أن أراه ظهيرا أيسرا، قد يصبح الرقم واحد وطنيا، خصائصه الدفاعية تتفوق على الهجومية، والنقطة المشتركة السرعة الفائقة والقدرة على قراءة اللعب.
الحسوني: أُنهك في مركزه المتقدم، وكأنه ألِف اللعب في مركزه بالوسط المتقدم، صحيح لم يقدم شيئا كبيرا، لكن في الآن ذاته لم يكن سيئا.
المترجي وغابرييل قد نظلمهما بالتقييم.
حظ موفق لممثل الوطن في العصبة، وكذلك لثلاثي الكونفدرالية، الرجاء وبركان والحسنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البنزرتي وخسارة الوداد امام الاسيك البنزرتي وخسارة الوداد امام الاسيك



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca