بقلم - يوسف أبو العدل
الفتى الذي اختار إفريقيا "الأسود" على الأراضي المنخفضة لأوروبا.. لم يحتاج إلا مباراة واحدة ودون أعمدة المنتخب ليضهر لنا علو كعبه وتأكيده لنا أننا ربحنا "10" يمني إلى جانب زياش "الكوشي" في تشكيلة هيرفي رونار، سينفعنا بالتأكيد في أمم إفريقيا المقبلة بمصر العربية لمنافسة قوى القارة السمراء على اللقب القاري.
أسامة الإدريسي، من اللاعبين الذي أحترمهم، ليس لإمكانياته التقنية والبدنية، لكن لتفضيله حمل قميص بلد الأجداد (المغرب) على بلد "النشأة" هولندا، كما فعل سابقه حكيم زياش، إذ اختارا الدفاع عن ألوان راية عائلتهما رغم الإغراءات الهولندية وهم في قمتهم الكروية، عكس آخرين اختاروا المغرب لهروب "الطران" عليهم في أوروبا وعدم قدرتهم الكروية منافسة لاعبي منتخبات بلد إقامتهم، رغم احترامي لقرارهم هم كذلك، لكونه أفضل من آخرين اختاروا منذ البداية منتخب من القارة العجوز دون التفكير في المغرب، وهم كذلك أحترمهم لقرارهم لدواعي لا يعرفها إلا هم.
سياسة الجامعة في التحضير للمنتخبات المقبلة ضاهرة للعيان، وذلك بتعاقدها "سريا" مع منقبين يطوفون أوروبا من جنوبها إلى شمالها لاكتشاف مواهب مغربية في سن مبكر، للانطلاق في مفاوضة عائلاتهم لحملهم قميص المنتخبات الوطنية وإقناعهم بكون المغرب و"المكتاب" قد أخطئا في الماضي برحيل أبائهم عن وطنهم الأم لكن من الضروري تصحيح الوضع بإعادة فلذات الأكباد لبلدهم و ترميم ولو بشكل نسبي أخطاء الماضي.