ست سنوات مع المنتخب الوطني ..متسيديين أفريقيا …مشاركات في كل بطولات كأس العالم…و لكن للاسف…عدم الاستطاعة للوصول لدور الثمانية في كل البطولات السابقة…الجديد في البطولة الأخيرة أنها في مصر و الجميع تمكن من مشاهدة المباريات و بالتالي كان هناك سخط كبير من الجميع..
ولكن المتابع للبطولات السابقة سوف يجد أن أغلبها المنتخب المصري لم يفز في أي مباراة في كاس العالم باستثناء ..
بطولة كاس العالم 2009 فى نيوزيلاندا بقيادة الكوتش هشام حصلنا على المركز 11 من 16 فريقًا.
جيل٩٢ في لاتفيا ٢٠١١ تحت قيادة كوتش زاهر عبد الباسط.. الذي حصل على المركز 12 من 16 فريقًا.
والثاني جيل ٩٦. اليونان ٢٠١٥ ..حقق المركز ١١ من ١٦ فريقًا تحت قيادة الصربي برانسيلاف جيمك .
واخيرا منتخب ٩٨. مصر ٢٠١٧. المركز ١٢ من ١٦ فريقًا مع المدرب الأسباني أورينجا. فيما عدا ذلك كل المنتخبات المشاركة في كأس العالم لم يفوزوا بأي مباراة ….
الرؤية العلمية والواقع الفعلي.. التخطيط طويل الأجل هو أساس النهوض بالرياضة المصرية ،فأعداد المنتخبات يجب أن لا يتم قبل البطولة بشهر او شهر ونصف، فهو لا يتناسب مع ظروف مصر و ذلك لعدة أسباب:
١- لا يوجد أعداد بدني اطلاقا في أغلب الأندية لجميع مراحل الناشئين ، و بالتالي عندما يحضر اللاعب الى معسكر المنتخب وبدء إجراء القياسات البدنية له نجد كارثة بمعنى الكلمة ، حيث تكون جميع نتائج الاختبارات البدنية poor اي أنها تشابه نتائج قياسات الفرد الغير رياضي!! في حين انه من المغروض أن اللاعب عند انتهاء مباريات الدوري المحلي يكون في أعلى معدلات الجاهزية peak…. المشكلة الرئيسية هي ان كل عنصر بدني له سن مناسب لاكتسابه ، و نحن في مصر نهدر هذه الفترة و لا نهتم بها ، و بالتالي يصعب اكتساب هذه القدرات بصورة كبيرة في المراحل التالية ، و من هنا تتسع الفجوة بين مصر و الدول الأوروبية وأميركا…
٢-البطولة المحلية للناشئين ضعيفة لا تفرز لاعبين على مستوى عالي حيث ان المسابقة تتضمن فريقين او ثلاثة ذات مستوى جيد و باقي الفرق ضعيفة جدا مما يجعل الموسم الرياضي بالكامل يحتوى على خمسة او ستة مباريات قوية على الاكثر!!
٣- عدم الاهتمام في مراحل الناشئين بتنمية المهارات الأساسية (dribbling, passing,shooting,….) بسرعات عالية جدا و تحت ضغط المدافع و في ظروف التعب..هذا ما يطلق عليه game situations اي التدريب في ظروف المباراة وان يتم ذلك بساعات تدريبية كبيرة..
٤- ايقاع اللعب Tempo في تداول الكرة بين اللاعبين اثناء الهجوم بطيء جدا، فضلا عن عدم التمركز المناسب و التحرك اللاعبين بدون كرة .
٥- الاحتكاك الدولي للاعبين المصريين ضعيف جدا، و الذي ينتج عنه مشكلتين اساسيتين: * عدم تعود اللاعب المصري على اللعب تحت الضغط الدفاعي القوي الفردي و الجماعي و الذي ظهر بصورة كبيرة في كاس العالم الاخيرة .. اللاعب المصري يجيد كل المهارات الهجومية و الدفاعية بايقاع سرعة متوسط، و التي غالبا ما تنجح في الدوري المحلي ذو الايقاع المتوسط ، و لكن في كاس العالم اذا حاول اللاعب أداؤها بسرعة اعلى ليتفادى سرعة الدفاعات فانه يخطي اداء المهارة و بالتالي يفقد الكرة turnover **الثبات الانفعالي للاعبين ضعيف جدا ، و ظهر هذا بصورة كبيرة في نسبة الرميات الحرة ، و كذلك تكرار الاخطاء turnover لنفس اللاعب بنفس الطريقة ، و ذلك بسبب ان معظم هؤلاء اللاعبين لم يلعبوا أمام جمهور و تحت ضغط نفسي ،فالمباريات الدولية بصفة دورية تعالج هذا النوع من المشكلات.
٦- عدم تجانس لاعبين المنتخب و ذلك لقلة عدد المباريات و قصر مدة تجمعهم سويا…
وأهم الحلول المقترحة:
١- توحيد برامج التدريب في الاندية المصرية (بدنيا و فنيا ) في كل مرحلة من مراحل الناشئين ، و ذلك من خلال Guide Module , أي نموذج استرشادي يقوم المدرب بدراسته في دراسات خاصة باتحاد السلة تشمل مكونات الموسم التدريبي الخاصة بهذه المرحلة من حيث(المهارات الخاصة بالمرحلة،التحركات الخططية ، العناصر البدنية الخاصة بالمرحلة ، ساعات التدريب و نسبة تقسيمها بين الفني و الخططي و البدني و ….)بتفاصيلها و هذا يعتبر الاطار الذي يجب على المدرب الالتزام به فمرحلة ١٢ سنة لها. متتطلبات تختلف عن ١٦ سنة من حيث مكونات الوحدة التدريبية و المهارات التي يتم التركيز عليها و التحركات الخططية و التدريبات البدنية ..
٢- مشاركة أي منتخب شباب يستعد لكأس العالم في بطولة الدوري الممتاز للرجال كفريق مستقل ،و الذي يوفر له ما لا يقل عن عشرين مباراة عالية المستوى تتسم بالسرعة العالية و الاطوال الكبيرة و الدفاعات القوية .ارى ان ذلك سيحدث طفرة كبيرة في المستوى ، كما انه يعتبر الحل الوحيد في ظل انعدام فرصة إقامة معسكرات خارجية للمنتخبات في ظل ازمه الدولار.. و خير مثال لهذه النقطة هو اللاعب محمد أسامة جابر ، و الذي تميز في كأس العالم الاخيرة،و ارى ان تصعيده و مشاركته مع الفريق الأول بنادي سموحة للرجال بمعدل ٢١ دقيقة اثقلت موهبته وأعطته الثقة والقدرة على مجاراة الدفاعات القوية.. ٣- تغيير منظومة التقييم للاعبين الصغار على أساس المباريات فقط ، و إضافة مسابقات بين الفرق تعتمد على سرعة اجادة المهارات الأساسية ودرجة اتقانها ٤- إعداد لجنة علمية للقيام بعملية الانتقاء selectionللاطفال الواعدين الذين تتوافر لديهم المؤهلات المورفولوجية و البدنية و الفنية و الذهنية… فالانتقاء هو الأساس لكل ما ذكرناه سابقا ربنا يوفقنا جميعا لما فيه خيرا لمصرنا الحبيبة.