بقلم : محمد امين لكواحي .
رفض اللاعب الدولي عبد الرزاق حمد الله، دعوة الناخب الوطني هيرفي رونار، دون أن يفسر سبب ذلك، وحده رونار هو من علل سبب عدم التحاق حمد الله الهداف السابق للبطولة الوطنية و أولمبيك أسفي سابقاً، على حسابه الرسمي في الأنستغرام "برفض" حمد الله دعوة المنتخب "لأسباب عائلية"؛ مع أن كلمة "الرفض" هنا هي حمالة أوجه، وليست مقترنة بموقف اللاعب نفسه، الذي ولأسباب ذاتية فضل عدم الاستجابة لدعوة الثعلب الفرنسي.
فجل المتتبع للشأن الكروي نادوا بضرورة إنصاف اللاعب عبد الرزاق حمد الله وأحقيته في أن يكون ضمن التشكيل النهائي للمنتخب، لحسه التهديفي العالي، ولعدم منحه فرصته الكاملة في منتخب الذي لم ينصفه.
لماذا رفض حمد الله دعوة رونار؟
أولاً، بالعودة للنسق التهديفي الكبير للاعب والذي تجاوز سقف الخمسة عشر هدفاً في الموسم الواحد وفي كل الأندية التي لعب لها والتي تهم قارة أفريقيا وأوروبا وٱسيا، فاللاعب لم يأخذ فرصته في المنتخب بالنظر لما يقوم به الهدافون الحاليون للمنتخب، والذي لم تتجاوز أهدافهم أصابع اليد الواحدة، وهذا حيف كبير في حق هداف من طينة حمد الله، الذي كان وجوده في استحقاقات المنتخب أن يمنح الشئ الكثير.
ثانياً، دعوة رونار قد يفسرها اللاعب ومعه الشارع الرياضي بأنه مجرد استجابة للضغط الذي مارسه الإعلام وكثير من الأصوات التي طالبت بمكانة حمد الله في المنتخب، مع أننا نعلم أن هيرفي رونار ومنذ استلامه تدريب المتخب، وهو يلوك تلك الاسطوانه المشروخة، بأنه لا وجود للاعبي الدوريات الخليجية بالمنتخب، وهو موقف يفضح تناقضه الصارخ لما صرح به من قبل، مع هجرة كثير من أسود الأطلس نحو ثراء الخليج، وهي أسماء تشكل التوابث الرئيسيه لمنتخب رونار، فهل وجد رونار نفسه مكرها للمناداة على حمد الله، لأن أمرابط والأحمدي وداكوستا وبنعطية، التحقوا بهاته للبطولات؟!
ثالثا، رونار من أكثر مستعملي مواقع السوشيال-ميديا، وعند كل توهج لأسد من أسود الأطلس، نجده يوجه المديح والتنويه للاعبي المنتخب : ( زياش، حكيمي، مزراوي...)، حتى عندما انتقل بنعطية الى الدحيل القطري، تفاعل معه بشكل إيجابي وغرد على حسابه بتويتر، بضرورة احترام قرار بنعطية، دون أن يكلف نفسه بذكر اسم حمد الله، ولو في مناسبة وحيدة، مع أنه أصبح مختصا في تسجيل الثلاثيات والرباعيات كل أسبوع، وحتى عندما ذكرت صحيفة AS ذائعة الصيت، تفوق عبد الرزاق حمد الله على كريستيانو وميسي كأفضل هداف في مطلع السنة الجارية، وهو خبر تناقلته كل وسائل الإعلام العالمية، لم يكلف رونار نفسه عناء مشاركة الخبر، وهو المقيم الدائم في منصات التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك وتويتر!!!!
رابعاً، عدم استجابة حمد الله لدعوة رونار، في اعتقادنا الشخصي البسيط، كان معدا له مسبقا، لأنه بالعودة إلى تشكيل فريقه النصر السعودي، فاسمه مدرج في اللائحه الٱسيوية، بعكس زميله في الفريق نور الدين أمرابط الذي سقط إسمه من المشاركة في دوري أبطال آسيا، وهو شيء يعكس إلى حد ما، موقف حمد الله من اختيارات رونار.
يبقى هناك سؤال واحد يفرض نفسه بقوة، هل يحق لحمد الله رفض دعوة الناخب الوطني، بغض النظر عن الحيف والإقصاء الذي تعرض له اللاعب سابقاً، وهو رفض نعلم أن ورائه دوافع شخصية وذاتية بعيدة عن الرياضة، مهما كانت الظروف، خاصة وأن زميله في المنتخب خالد بوطيب سيلتحق بالمنتخب وهو الذي فقد والده في الأسبوع المنصرم؟!.