شوهة ووقاحة

الدار البيضاء اليوم  -

شوهة ووقاحة

بقلم - محمد فؤاد

لن يسكت التاريخ عن فضيحة 3 مارس 2019 التحكيمية بالملعب البلدي ببركان في قمة كروية إفريقية مغربية صرفة، ولن تسكت صحف الدنيا عن هذا الإغتصاب التحكيمي الكامروني المفضوح لقرارات لا علاقة لها لا بالمنتخب الوطني ولا بتواجد أحد الأندية الكامرونية في مجموعة الثلاثي المغربي، والعهدة للراوي طبعا لكون ما جاء في تفاصيل الشوط الأول من قرارات فاضحة وقاتلة لثلاث ضربات جزاء واضحة كان أقواها هي الجزاء العلني بعد أن تم انتزاع قميص بانون من طرف محمد عزيز في لقطة إشهارية سيضحك عليها العالم عبر مواقع التواصل الإجتماعي وفي مشاهد معادة للقطة السنة الجديدة وجائزة أفضل لقطة في ذات العام أولا قبل أن يكون هدف الرجاء القاتل ثانيا مشهدا واقعيا لا هو في الخيال ولا في الحلم وإنما من نفخة ريح صافرة نتنة من فم الحكم الكامروني، وثالث هذه الفضاعة أن يصرح لاعبو الرجاء بالتواطؤ العلني للحكم الذي كان يقول للاعبي بركان «بدون خطإ»، في إشارة إلى أن هناك مؤامرة حيكت في هذا الأمر. 

وإذا كان هذا الواقع يضعنا جميعا في عمق السؤال الكبير لهذه المصيبة، فإننا جميعا نرهن أنفسنا أمام سيناريوهات كثيرة للجواب على الأسئلة أو السؤال الجوهري في مساءلة الحكم شخصيا من خلال فتح تحقيق عميق يؤهلنا جميعا لمعرفة من كان وراء هذه الفضيحة الإفريقية بأرض مغربية ومع فريقين مغربيين وليس مع فريقين مختلفين من القارة السمراء. 

وإن كانت الكنفدرالية الافريقية نزيهة في التعامل الصارم مع مثل هذه المظاهر النتنة، فعليها أن تدخل سياق المهزلة بأشكال متعددة التدخلات أولا لمقاضاة حكم المباراة دون ان يحمل بذلته السوداء نهائيا، وثانيا لتبرير قصة القرارات المفروض أن يكون لها ثمن سخي ومن أي جهة، وثالثا إمكانية إعادة المباراة بخط أحمر وكبير بمثل معايير ما طبقته الفيفا والتي من خلالها حكمت بوقف الحكم الغاني لامبتي مدى الحياة بعد تورطه في ارتكاب أخطاء اثرت على نتيجة مباراة السينغال وجنوب افريقيا في تصفيات المونديال، وخلالها اعيدت المباراة وفازت السينغال وتأهلت، ولو انساقت "الكاف" مع هذا المبدإ الجوهري والصائب قد تنقذ ماء وجهها، وبالعودة إلى الأخطاء التحكيمية الواضحة، لا يمكن السكوت على ثلاث ضربات جزاء واضحة في الشوط الأول أولا بعد أن دفع اللاعب الناجي كرته باليد في الدقيقة 27، وبعدها تم إسقاط زكرياء حدراف في الدقيقة 34، والثالثة الثابتة هي الجر المفضوح لقميص بانون من طرف محمد عزيز في لقطة كاركاتورية لا يسكت عنها مطلقا، ورابع الفضائح هو رفض هدف الرجاء القادم بالقلب والنضال في الوقت بدل الضائع وهو أكبر جريمة تحكيمية ومزلزلة في قبة التحكيم الإفريقي بالكنفدرالية من لدن الحكم الكامروني،  وهذه النوايا السيئة لا يمكن لأي حكم في الدنيا أن يصمت عنها كليا وسيحتسب على الأقل جزاء وهدفا لا غبار عليه في زمن التنفس المطلق بالفرحة القاتلة، ولكن الحكم الكامروني ولا أريد تسميته لأنه أضر بمهنته وحرام ما سيتقاضاه كان له رأيه الخارج عن تفاصيل التحكيم العالمي، طبعا لست رجاويا ولا بركانيا لأن القضية هي قضية واحدة تهم الرجاء وبركان معا، وما حدث للرجاء يمكن أن يحدث لبركان، ولكن ما يهمنا هو التحكيم الافريقي القاتل لطموح الكرة المغربية ولو كان هذه المرة مسيئا للنيل من طموح الرجاء لحقها المهضوم، ولن أتهم أيا كان ومن كان وراء هذه المهزلة ما دام التحقيق يبقى سيد الأدلة ولو كان ذلك بمحكمة الطاس.

وأعتقد أن هذا الشكل الذي نم تدويله تحكيميا على مستوى القارة السمراء من خلال مصيبة الحكم الكامروني يأتي بعد أن كان رئيس الجامعة المغربية فوزي لقجع قد رفع اللثام عن قضية التحكيم المغربي قبل أيام لمناقشة ما أثير من لغط حول مشاكل خطيرة كان مؤداها الإعلان عن استهلال الموسم المقبل بتقنية "الڤار" لحل هذه المصيبة، ولو أقرت "الكاف" بهذه التقنية على الأقل في الكؤوس الإفريقية لكان الرجاء فائزا بلا نقاش ولكان الحكم الكامروني بعيدا عن كل الشبهات أو قد يعزل نهائيا من حمل بذلة قضاة الملاعب،  وحتما ستكون مباراة الرجاء وبركان قضية للنقاش داخل محراب "الكاف" من أجل فرض الأمر الواقع بتنفيذ تقنية "الڤار" التي تساعد على اتخاذ كل القرارات الصحيحة.

عن صحيفة المنتخب المغربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شوهة ووقاحة شوهة ووقاحة



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 19:15 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 16:52 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإصابة تحرم الأهلي من رامي ربيعة في مباراة الإسماعيلي

GMT 23:44 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شمال الأطلنطي يحسم بطولة كأس الجامعات القطرية للرجال

GMT 15:27 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

التصميم المميز للزجاجة والروح الأنثوي سر الفخامة

GMT 08:49 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أليساندرو سارتوري يسرق الأنظار إلى "زينيا" بابتكاراته

GMT 12:55 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جزيرة منمبا في زنجبار تتمتع بمناظر طبيعية نادرة ورومانسية

GMT 04:30 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإبلاغ عن العنف الجنسي يعصف بحياة السيدات في الهند

GMT 02:35 2017 الجمعة ,05 أيار / مايو

سيارة فيراري "275 غب" 1966 معروضة للبيع

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 02:01 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات مميّزة للحصول على درجة علمية عبر الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca