بقلم - جمال اسطيفي
دأبت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على توقيع مجموعة من اتفاقيات الشراكة سواء مع بلدان إفريقية، في إطار تقوية الجامعة لموقعها في الاتحاد الإفريقي "كاف"، وأيضا مع بلدان خليجية وعلى وجه التحديد الإمارات العربية المتحدة وقطر.
واضح أن توقيع اتفاقيتي شراكة مع الاتحادين الخليجيين، يحمل أيضا رسائل سياسية، مفادها أن المغرب الذي اختار الحياد في الأزمة الخليجية، منفتح على الجميع، ولا يمكن أن يكون مع طرف ضد الآخر، أو تابعا لهذه الجهة أو تلك، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية ناصر بوريطة الذي قال في ندوة صحفية مشتركة مع وزير الخارجية الأردني، إثر لقاء جمع الملك محمد السادس بملك الأردن، إن السياسة الخارجية هي مسألة سيادة للمغرب وأن التنسيق مع دول الخليج خاصة العربية السعودية ودولة الامارات يجب أن يكون من الجانبين، قبل أن يضيف: "ربما قد لا نتفق على بعض القضايا، لأن السياسة الخارجية هي مسألة سيادة. وفي المملكة المغربية هي قائمة على مبادئ وعلى ثوابت..... وأنه وجب الحفاظ والحرص على هذا التنسيق من الجانبين، و في حال انعدام ذلك، فمن الطبيعي عدم استثناء و البحث عن بدائل أخرى".
لقد كانت الرياضة دائما في صلب التجاذبات السياسية، بل ومن خلالها يتم بعث الرسائل، وقد تابعنا كيف أن السعودية ظلت تبعث الكثير من الرسائل من خلال ملف ترشح المغرب لتنظيم مونديال 2026، إذ لم يكتف تركي آل الشيخ رئيس الاتحاد العربي ورجل النظام السعودي في المجال الرياضي بالإعلان فقط عن الدعم الرسمي لبلاد الحرمين لملف أمريكا، بل إن الأمر وصل به إلى حد التطاول على رموز المغرب، في واقعة لم يسبق لها الحدوث في تاريخ العلاقات بين المغرب والسعودية، وحد حشد الدعم لأمريكا في موسكو وجمع الوفود وصرف المال والعتاد، علما أن قمة عربية كانت عقدت في الرياض وكان من أبرز خلاصاتها دعم ملف ترشح المغرب.
على المستوى الرياضي الاتفاقيات التي تبرم هنا وهناك لابد أن تطبق بما يعود بالنفع على كرة القدم المغربية، ذلك أنه ليس مقبولا أن تكتب جميع الاتفاقيات بنفس المضامين حيث الحديث "عن تبادل الخبرات في مجالات التحكيم والتكوين والاستفادة من التجهيزات الرياضية للبلدين لتسهيل استعدادات المنتخبات الوطنية، وإمكانية إجراء مباريات ودية بين كل من المنتخبات والفرق، سيحدد تاريخها من قبل لجنة مشتركة بين الطرفين".
في الاتفاقية الموقعة مع الاتحاد القطري بدا مستغربا ألا تتضمن الاتفاقية أمرا مهما جدا وهو استفادة اللاعبين المغاربة المصابين من الخدمات المتميزة التي يقدمها مركز أسبيطار، الذي يعد واحدا من أفضل المراكز الطبية في العالم، وهو ما كان سيرحب به القطريون بكل تأكي..
وفي هذا السياق فقد سبق للاتحاد الجزائري لما كان رئيسه هو محمد روراوة أن وقع اتفاقية تمنح الأولوية للاعبين الجزائري لإجراء الفحوصات ومتابعة العلاجات.
إن الاتفاقيات بقدر ما لها رسائل سياسية في سياقنا العربي الذي لا يمكن فيه فصل الرياضة عن السياسة، لكنها أيضا اتفاقات إذا أبرمت يجب أن تفعل، وألا تظل حبرا على ورق.