ماذا فعلت يا حمد الله؟

الدار البيضاء اليوم  -

ماذا فعلت يا حمد الله

بقلم - سعيد بلفقير

عيب عليك يا عبد الرزاق ما فعلت، كان رقمك بقميص المنتخب غريبا منذ البداية، كيف لهداف يحترم نفسه أن يحمل رقم 23، ولنفرض أن الهدافين بأهدافهم لا بأرقامهم، كيف لم تسجل في الشوط الأول رغم أنك كنت سجين كرسي البدلاء؟ كيف لم تخلق ذلك الرعب الذي يسبقك في كل ذكرياتك السالفة؟
كان عليك أن تستكين، أن تبتسم وتهنيء زملاءك على المباراة الكبيرة وإن كانت ودية، كان عليك أن لا تستعجل الأمور وتنتظر فرصتك المهربة منذ سنوات الضياع الأولى، كان عليك أن تضيف اسم رونار إلى لائحة من سبقوه من الأجانب الذين يفهمون فينا أكثر منا وحتى عندما يخطئون نلوم أنفسنا لأننا لم نفهم أخطاءهم على أنها نعمة لا تقدر بمال يجني منه "مول القميجة" ما لا يجنيه غيره من كبار مدربي منتخبات أوربا والعالم.
كان عليك فقط نسيان النشيد الوطني قبل أول معسكر، وأن تقدم الولاء من خلف سحاب "الشيشة" كي تنال الرضا.
أرأيت كيف تبدو الآن؟
أين هي روح المسؤولية وحب الوطن؟
أين هو الصبر على المحن؟ وإن كنا لا نراك إلا في نعمة تحسد عليها وأنت البديل للكبير بوطيب.
خاب ظني فيك يا ابن آسفي ويا أسفي عليك بعد هذا الخروج العظيم.
عذرا يا من تقرأ، هل وفيت أم أزيد جرعة اللوم والعتاب أم أن الأمر يستحق جلدا في الساحة أمام كل من يحلم بقميص يحمل آخر أعداد الممكن،23، وهو العدد الأقصى المسموح به في طائرة منتخب رونار.
هل الوطنية هي أن تظل حاملا لقميص المنتخب دون أن تنزف من روحك على العشب وتهدينا فرحا حقيقيا؟ هل الوطنية أن تحضر كالصنم لكي يقال عنك في المستقبل أنك كنت هنا؟ هل الوطنية أصلا تعني كرة القدم؟ وإن كانت تعنيها فعلا فلم لا يفعل نجومنا مثل ما يفعل النجوم في بلدان القارة السمراء، مثل ما يفعل محمد صلاح أو ساديو ماني وقبلهما جورج ويا ودروغبا و و و؟
لم أسمع أبدا بمحترف من أبناء ماما فرنسا بنى مدرسة أو جامعة أو مستشفى أو كفل يتيما أو حفر بئرا، ستقولون إن هذه الأمور من واجبات الدولة، أو ليست مصر دولة، والسينغال وليبريا والكوت ديفوار؟ لماذا ترتبط أسماؤهم فقط بالامتيازات رغم أنهم في غنى عنها؟ اللهم زد وبارك ولكن فقط تصببوا عرقا صادقا كي نصفق، فكثير منا تمنحه الكرة نفسا أخيرا به يحيى في بلد استنزفته السياسة.
هل فعلا كان على حمد الله أن يلتزم الصمت والهوان وهو الذي تجرع منه الكثير عندما قاتل ليصل المغرب إلى أولمبياد لندن ليسقطه الساقط بيم فيربيك من لائحة المسافرين إلى عاصمة الضباب؟
أين كنتم حينها؟ هل كنتم تعرفون ابن آسفي آنذاك، هل كنتم تشاهدون الكرة أم أن أقصى فهمكم لها كان مباريات الكلاسيكو بصوت الشوالي بالمقاهي الركيكة؟!
أين كنتم عندما فاجأ رونار الكعبي برسميته في أولى مباريات المونديال الأخير أمام إيران، فقطع عنه كل السبل المؤدية للمرمى لكي يقنعنا أننا شعب لا يفقه في الكرة وأن نترك له مقاليد الحكم فيها ليخرجنا بطريقة أجمل من المونديال؟
من يقول إن رونار داهية إفريقيا، أقول له اقرأ الوقائع. فهذا المدرب الذي كان نكرة ـوأنا هنا لا أنتقص من قيمة الرجل ـ حين قاد زامبيا للظفر بكأس إفريقيا، كان رفقة منتخب يخلو من النجوم عامر بالرغبة والتحدي دون أية ضغوط تذكر.
أما مع الكوت ديفوار فالنجوم لم تكن ما يعوز الفريق، بل روح رونار التي سكنته مع زامبيا وفعلا نجح الإثنان، منتخب الفيلة وثعلب فرنسا.
هنا اعتقد رونار أنه أكمل ملامح "البورتريه" لمدرب بمواصفات عالمية ليعود إلى فرنسا التي لم تعرفه يوما قبل نيله التاج الإفريقي الأول، لكن الفشل طوقه هناك وكاد يغرقه لولا طوق النجاة الذي ألقي إليه من على ظهر سفينتنا.
حمد الله ابننا الذي وإن قسونا عليه دون قصد في الماضي، يوقد فينا لهيب الأسئلة المفيدة اليوم، فمنذ أزمنة بعيدة بطولتنا لا تجد نفعا ولا محترفونا قادونا نحو اللقب، فما العمل وقبل ذلك أين هو الحساب، وآخر الهاربين منه ناصر لاغيت باسم إدارة تقنية كلفتنا الكثير من الأموال والأماني وأقراص الضغط والسكر.
حمد الله.. من يعرفه، يعرف أنه ليس من تتحدثون عنه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا فعلت يا حمد الله ماذا فعلت يا حمد الله



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام

GMT 05:34 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

تعرف على أبرز علامات ظهور "ليلة القدر"

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca