#المتفرج_الغريب!

الدار البيضاء اليوم  -

المتفرجالغريب

بقلم - محمد بنيس

* أضاعته المدينة العربية.. و دفعته الريح بين الشوامخ و الصدى.. 
* المواطن العربي المتفرج.. علمته المدينة أن يتفرج.. وديعا لكن بصوت المهيب!!
* المتفرج العربي في الملعب.. يسب.. يشتم.. يوزع باقة ماجنة.. فاسقة على اللاعبين أحيانا.. و على الحكام دائما.
.. جاء من البيت للملعب بعد أن خاض معركة مع زوجته حول المصروف.. لف من الشارع الثاني حثى لا يمر من أمام البقال و الجزار.. وصل الملعب و هو يلعن كل شيء.. كل شيء.. و ينتقد كل شيء.. كل شي.. و لا بد أن يصرخ في وجه الحكام.. و يقدم لهم باقة فريدة من الشتائم الملفوفة في غنج لقيط و في رداء كاريكاتيري!
.. جاء للملعب و هو ربما يشك في زوجته.. و ربما في جاره.. و يشك أن رئيسه في العمل يسرق جهده.. و ترقيته تأتي مع وصول الأجل .. يأتي للعمل و قد رأى الشارع سيارته فارهة يركبها مسؤول انتخبه ليقوم بإصلاح حيه و زقاقه و يغلق أفواه البلاعات المفتوحة.. أن يدافع عنه في المجلس التعليمي أو البرلمان.. أن يطالب بتخفيض الأسعار و بزيادة الدخل.. لكنه سرق سرق صوته في الانتخابات و لم يدافع عن أي أحد .. دافع عن نفسه و زاد و زاد من دخله و من مميزاته.. و بعث أولاده يدرسون في الخارج و اقتنى لزوجته الصغيرة الثانية كلبا "كانيش" ليلحس وجهها و يؤنسها و يكون نلاحظه كصوت الموسيقى!!
.. ماذا يمكن أن ننتظر من هذا المواطن.. عفوا من هذا المتفرج و قد أتى للملعب يحمل بين ضلوعه بركانا من الجمر و المشاكل و الحاجة والقهر؟
.. لا بد من إسقاطها.. لذلك هو يلعن الحكام.. يلغي صفاراتهم و قراراتهم.. و كأن حكم المباراة هو سبب الزيادة في الأسعار.. و هو الذي سرق صوته و دخل البرلمان.. و هو الذي يحاربه في رزقه في عمله و يضيف أرقاما أخرى لفاتورات البقال و الجزار و الأقساط...!!
.. المتفرج العربي بعد كل هذا القهر.. يموت ضيقا و هو يشاهد أناسا يلعبون.. و يقال و الله أعلم أنهم يلعبون شيئا إسمه كرة القدم

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتفرجالغريب المتفرجالغريب



GMT 10:25 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدفاع في الريادة

GMT 10:22 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

"وشكون عرف؟"..

GMT 15:07 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

"كلمة حق"..

GMT 13:45 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

منتخبات مجنونة

GMT 14:19 2020 الأربعاء ,13 أيار / مايو

بريشة الفنان هارون

GMT 21:42 2016 الأحد ,06 آذار/ مارس

عشبة باما الصينية وفوائد علاجية مذهلة

GMT 12:54 2013 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

البربير الخضرة الغنية الرخيصة تقلل الإصابة بأمراض القلب

GMT 21:17 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

داليا كريم تنقذ أسرة فقيرة وتعيدها إلى منزلها بعد ترميمه

GMT 08:19 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تعرف علي أفضل المطاعم المميزة في روسيا

GMT 22:00 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

توقيف مدير مؤسسة بنكية للاشتباه في صلته بجريمة مراكش

GMT 20:34 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

دييجو كوستا يضاعف محنة أتلتيكو مدريد لشعوره بالإصابة

GMT 09:53 2013 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

عمرو يوسف يبدأ تصوير "نيران صديقة"

GMT 20:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يستعيد طريق الانتصارات ويفوز بصعوبة على سموحة

GMT 13:57 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

كاد المعلم أن يكون مشلولاً

GMT 02:57 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

مجوهرات KREMENTEZ اختيار المرأة الأنيقة في موسم الأعياد

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca