بقلم: محمد فؤاد
في قمة التزكية التي نادينا من أجلها ليكون الهداف عبد الرزاق حمد الله عنوان العودة الأصيلة إلى الفريق الوطني، سعدنا لهذه البشرى المفترض أن تكون دعما قويا بالكان، وفي حدث لم يحلم به هذا الرجل الذي ألغى تلبية النداء في وقت سابق، لكن سرعان ما تبخرت هذه السعادة مثل جبل يتهاوى. وأنجرف حمد الله لتيار رفض البقاء ليحمل أغراضه من الفريق الوطني ويغادر من دون سابق إشعار ولا هم يحزنون وكأن مؤسسة الفريق الوطني مؤسسة لا ادارة فيها ولا رجال ولا مسؤولين كبار .
ومن فرط هذا القرار الصبياني الذي إستمال إليه بعض من الإعلاميين والتقنين وجيش من الجيل الأزرق برفع قيمة حمد الله مما فعله كضربة موجعة للفريق الوطني واعتبروه رجلا لأنه فضح المستور مع أنه لم يفضح أي شيء على الإطلاق، واعتبروه تمثالا لردة الفعل الساخرة، يكون هذا الجيش قد زرع الفتنة بكل أشكالها، وتدمقرط بالرأي الواحد وكأن هذا الحمد الله هو الرجل الذي لم تجد به أجيال المنتخب الوطني مع أنه لم يقدم على الإطلاق أي شيء لبلده منذ عهد بيم فيربيك إلى اليوم.
وأعرف حتما أن حمد الله كان ولا زال دائما هدافا من الطراز العالي، وتأصل فوق ذلك بطلائع المجد مع الأندية الأوروبية والأسيوية، لكنه لم يعط أي شيء للفريق الوطني وجيء به ليكون العلامة المتكاملة في حدث لم يكن ليحلم به اليوم بالكان. لكن قصة كان يا ما كان لم تعد إلا حكاية في حقيقة مبدئية لم يكتب لها سيناريو المجد بل كتب عليها سيناريو الشؤم الذي إختلقه هو شخصيا.
العقل يقول أن الإنصياع وراء مجرة هذا السيل الجارف من التعاطف المغربي مع حمد الله له طريقه الخاص لما يسمع من تسريبات عشوائية وينحاز الجمهور لهذا المنطق الأحادي، لكن العقل والحكمة تقول أن حمد الله أخل بادبيات الفريق الوطني كمؤسسة دولة نابعة من إدارة تابعة لجامعة ووزارة ودستور دولة، وهذه المؤسسة يمضي فيها رسالة حضوره ليأخذ من خلالها كل شيء في المعسكر. وعندما توصل باستدعاء الحضور إلى معسكر الفريق الوطني كان من خلال مراسلة إدارية من دولة يحمل جنسيتها وهي من أوصلته إلى هذا المجد حتى ولو يقول أن قدمه هو الذي أوصله الى هذه النخوة لأنه يظل دائما مغربي، وفوق ذلك يعتبر الخروج عن معسكر الفريق الوطني إخلالا بالواجب الوطني والإلتزام مع أنه كان مفروضا على حمد الله أيا كانت الأسباب من أتفه تداعياتها إلى قوة بديهيتها أن يتشاور مع الناخب الوطني أو مع رئيس الجامعة في ردات الفعل للحيلولة دون وقوع المشاكل وتطوراتها، لا أن يغادر دون أن يعطي لمن مد له يد الدعوة إستفسارا مفروضا أن يكون إثباتا قانونيا للمغادرة.
وما فعله حمد الله حتى مع هيفتي يعتبر إدانة لأنه تخلف عن موعد الكشف بالرنين النغناطيسي، وكشف بالواضح أن غير مصاب كما تم تدوين ذلك في بلاغ الجامعة من أن الرجل مصاب في الظهر، ولكن هذه القصة لم تكن إلا تغطية لأقاويل غير مفهومة المقاصد بين الحقيقة والتغليط، لأن غيابه عن الكشف وتبريره أنه لا يرتاح وغير مرتاح مع الفريق الوطني يعطينا إجابة علنية لردة فعله حتى مع طبيب الفريق الوطني. ما يعني أن كل ما ارتبط به حمد الله من حيثيات المعسكر كان مؤشرا عليه بالمغادرة إما من شخصه وردة فعله (الراس قاسح) أو ممن أفتى عليه ذلك والله أعلم. ولكن حمد الله لم يطلع الرأي العام بأي شيء لتبرير المواقف حتى ولو كانت بمعيار القنبلة، لأن مجرد الإحساس بعدم الإرتياح داخل الفريق الوطني ومع الأفراد يعني نقصا في الشخصية، وكان عليه أن يفرض ذاته بقوة الحضور ادائيا وتلاحميا لا انهزاميا، وإلا كيف نفسر شخصية أيوب الكعبي مع زملائه حتى خارج اللائحة اليوم وهو في قمة المساندة للفريق الوطني.
أنا لست ضد حمد الله على الإطلاق وكنت مع كافة الزملاء بجريدة «المنتخب» أكبر الداعمين لقدومه في عمود خاص. ولكن الحكمة علمتنا أن التسرع في إبداء الرأي يعتبر جريمة، ولكن العقل يقول ألف مرة أن حمد الله جنى على نفسه، مثلما أخطأ في كل الأروقة داخل الفريق الوطني كمؤسسة لها سلالمها الإدارية من رئيس الجامعة إلى الناخب إلى الطبيب وإلى باب المعسكر دون رسالة ممضاة. وأيا كانت الأسباب في أقوى تجلياتها بوجود نقابات كما يقال دائما وكان ذلك أيضا متواجدا أيام كان الفريق الوطني بدون محترفين وبه تكثلات من كل المدن، تظل المشكلة قائمة بما يحكى عنها، ولكن يبقى الفريق الوطني اليوم قد أرسى مع رونار محطات جيدة في مسار التاهل إلى كأس العالم وكأس إفريقيا دون حمد الله على الأقل لمداواة جرح كرة قدم مغربية بها دائما فيروس غياب لحمة نيل اللقب الجماعي. ولكن ما هو أساسي أن هذه القضية تعتبر خارج سياق مساندة الفريق الوطني الذي نحن اليوم في أمس الحاجة إلى دعمه بشكل لا شروط.