قسوة الرسائل الأخيرة

الدار البيضاء اليوم  -

قسوة الرسائل الأخيرة

بقلم - خالد الإتربي

داخل كل واحد في هذا العالم كم هائل من الاسرار، بغض النظر عن محاولة أي شخص اظهار شفافيته وعدم وجود ما يخفيه، فنحمد الله انه لم يجعل الانسان قادرًا على معرفة ما يضمره أي انسان أمامه، ونحمده على عدم تخطي أفكارنا المجنونة حدود خيالنا الواسع، فمجرد خروج بعضها كفيل وحده بإغراق عالم دمره فساد النفوس بكثير من الموبقات.

من رحمة الله علينا، عدم محاسبتنا على ما نضمر في أنفسنا أوما ننوي أن نفعله، ومن كرمه وجوده علينا، تبديل سيئاتنا حسنات، حينما نتراجع عن فعل السيئة خشية منه ومحبة فيه. لكن، هل كل ما نخفيه لا يتحمله العالم، أم هناك حقائق لو ظهرت كفيلة بتغييرعوالمنا وواقعنا وقادرة على كشف العديد من الفاسدين، وتعرية الفاشلين، وابعاد الجهلاء، وخروج الدخلاء الذين خربوا كل المجالات، بعقولهم الخربة، وافكارهم الفاشلة، التي لاتهتم إلا بمصالحها الشخصية.

نعم هناك الكثير من الحقائق التي تذبح صدوركم، ولاتستطيعون اخراجها لاسباب عدة، منها الخوف والخضوع والخنوع، والمجاملات والرشوة، لكن هناك الكثير ينتظرون الوقت المناسب لاخراج الحقائق وإراحة ضمائرهم، وتمر الايام ويطول الانتظار الى ان يقرر إخراجها وهو على فراش الموت، فمنهم من يستطيع التخلص منها، ومنهم من تحمل عناء ثقلها في دنياه وأخرته.

ولأنه من المستحيل ان تطلب من الانسان ان يخرج كل ما بداخله، لتعارضه مع الطبيعة البشرية، لكن تخفيف احمالنا قد يكون حلا وسطا، فالبوح ببعض الحقائق مع اضرارها الخفيفة، اهون كثيرا من اخفائها جميعا حتى ولو تنعمت بالأمان في معظم اوقاتك.

اعتدت مني عزيزي القارئ، ان احدثك في هذه الزاوية عن الرياضة، وارجو منك الا تعتبر ما قراته في السطور السابقة، اخلالا بما عهدته مني وعاهدتك عليه، ولكنه كلام في لب الموضوع، وصلب الحقيقة.

نعم يحتاج كل واحد فينا يعمل في هذا المجال، ان يخفف كثيرا من حمولته سواء فيمايعلمه اويفعله، نحتاج ان نتخلى عن المجاملة الزائدة، فعلى الصعيد الشخصي أكاد اشعر بالجنون حينما ارى بعض الأبواق تهلل لهاني ابو ريدة رئيس اتحاد الكرة، ونحن نمر بأسوأ مواسمنا الكروية الذي لم ينتهي الى الان، والعالم كله يحضر لبدء موسمه الجديد.
كان من حقنا أن نفرح بشكل شخصي حينما نجح بعضوية المكتب التنفيذي للفيفا، لكن ليس من حق المجاملين اعتباره انتصار لمصر مثلا، والقائل بذلك عليه ان يعطي لنا فائدة واحدة عادت على مصر من وجود ابو ريدة في منصبه السنوات الماضية.

نحتاج من العارفين ببواطن الامور، ان يشرحوا لنا ماهي العلاقة بين رئيس اتحاد الكرة وبين شركة بريزنتيشن الراعي للكرة المصرية، والشيئ بالشيئ يذكر، نحتاج من هؤلاء أيضا ان يشرحوا لنا من هي شركة بريزنتيشن من الأساس، وكيف بدات وكيف سيطرت على مقاليد الأمور بهذا الشكل، وكيف استخدمت طرق الجميع يعرفها في اسكات كل من يحاول تتبعها.

نحتاج أن نتحلى ولو بقليل من الشجاعة امام رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، بسبب افساده للرياضة المصرية، " بإفتراض صلاحها "، بتدخلاته وتهديداته، وقضاياه وإنسحاباته.

نحتاج ألا نغض الطرف عن انجازات محمود طاهر في ادارة النادي الأهلي، لمجرد الحب لمحمود الخطيب المرشح المحتمل لرئاسة النادي، كما يحتاج المساند لطاهر ان يعترف بخطاياه السابقة واخطائه الحالية في ادارة بعض الامور، كما على المفسدين في الرياضة المصرية الكف عن انفاق الاموال لتلميع انفسهم فالرائحة ازكمت الأنوف.

نحتاج من المهللين لوزير الرياضة، ان يسألوه هل ستظل الالعاب الأخرى "شهيدة"، وان يناقشوه في وعوده التي ذهبت ادراج الرياح، للأبطال الذين تحدوا الظروف الصعبة وحققوا انجازات لمصر.

لا أحد فينا جميعا يعلم متى يحين الأجل، ولايوجد بيننا من يضمن عمره ولو للحظة واحدة، تعاملوا دائما مع رسائلكم على أنها الأخيرة، حتى يخاف منها من تخصه، فالرسائل الأخيرة دائما ما تكون قاسية، لحملها الحقيقة فقط، والفاسد يريد الا يعلم احد الحقيقة سواه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قسوة الرسائل الأخيرة قسوة الرسائل الأخيرة



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 05:15 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

"جدران من الحدائق" أحدث ديكورات غرف النوم في 2019

GMT 21:16 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

سامح الصريطي يناشد بالدعاء للفنانة نادية فهمي

GMT 15:51 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

العربي القطري يتوج بكأس السوبر لكرة اليد

GMT 17:10 2012 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يوافق على إعارة كونان إلى هجر السعودي

GMT 13:26 2014 الإثنين ,08 أيلول / سبتمبر

حنان الإبراهيمي ترزق بطفلة اختارت لها اسم صوفيا

GMT 22:03 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"Cupra" تطلق أول سياراتها الكروس أوفر

GMT 04:16 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أم تستفيق بين أحضان طفلها بعد 23 يومًا من الغيبوبة

GMT 02:34 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح ديكورات منزل أكثر جمالًا في خريف 2018

GMT 13:24 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شريف يتدرب بقوة للمشاركة مع القلعة الحمراء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca