روح العمل المشترك

الدار البيضاء اليوم  -

روح العمل المشترك

بقلم: محمد الروحلي

تحت شعار "رؤية جديدة لدعم وتحصين الحاضر والمستقبل المشترك"، تم مؤخرا بدار المحامي بمدينة الدار البيضاء، تجديد اتفاقية الشراكة والتعاون بين الجمعية المغربية للصحافة الرياضية والرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين. حدث لم يأخذ -كالعادة- ما يكفي من الاهتمام والنقاش الضروري على مستوى أجهزة الإعلام الوطنية، رغم أن الأمر يتعلق بموضوع يهم رجال الإعلام أنفسهم، وتجلى هذا " التجاهل" من خلال التعامل السطحي، مع الأمر حتى على مستوى الحضور أيضا، فإنه رغم ذلك يشكل حدثا هاما لكون المبادرة تدخل في إطار تكريس البعد الوحدوي والتضامني، وجعل تحصين الجسم الصحافي من الدخلاء مبدأ أساسيا وخيارا استراتيجيا، يهم كل المنتمين للجسم الصحافي الرياضي عبر الهيئات الشرعية التي تمثلهم.

ويعتبر تجديد اتفاقية هذه الاتفاقية، أيضا، إجابة صريحة على كل التساؤلات والهواجس، التي تشغل بال المتتبعين والمهتمين على حد سواء، كما يعتبر أيضا إجابة صريحة على كل الذين يدفعون في اتجاه التشتيت والتشردم والانقسامات عبر إنشاء كيانات وهمية لا تمثيلية لها، والغرض فقط البحث عن مكان تحت الشمس أو تلبية لنزعة فردية ليس إلا.

فالاتفاقية التي وقعت منذ أربعة سنوات، وتم تجديدها خلال الأسبوع الأخير من السنة التي ودعناها، جاءت في سياق خاص فرضته مستجدات الساحة الإعلامية، خاصة بعد ظهور نماذج مسيئة للعمل الصحافي الرياضي، وتحويله إلى وسيلة للتفرقة والاسترزاق واللعب على النعرات، وكما أكد ذلك أصحاب المبادرة في حينها، فإن العمل الوحدوي جاء من "منطلق وحدة الانتماء للجسم الصحافي الرياضي الوطني والتشبث بالقيم والمبادئ والمواثيق الوطنية والدولية المنظمة للعمل الصحافي".

وما يشجع على التجديد، والذهاب بعيدا في خيار وحدة الصف هو "وجود قواسم مشتركة وقوية، ووعي تام بأهمية التنسيق والتعاون وتوحيد الرؤى والمواقف خاصة في ظل التحديات والمخاطر المحدقة بصورة وسمعة الصحافة الرياضية الوطنية من خلال ظهور ظواهر وممارسات سيئة وهدامة".

مع أن الضرورة تقتضي الانتباه إلى كون البعض يسعى إلى الركوب على التناقضات والاختلافات الطبيعية والعادية من أجل الوصول إلى أهدافه، ألا وهي تحجيم دور ووظيفة الإعلام الرياضي الوطني باختلاف أجناسه، والتشجيع على الانقسام ومحاربة التلاحق الطبيعي بين الأجيال و السعي سعيا وراء تبخيس العمل، ومعارضة خلق شروط التجانس والتكامل.

وكما تؤكد ذلك البلاغات المشتركة الصادرة عن الجمعية والرابطة، فان الاتفاقية تجديد للعهد وتكريس خيار أساسي يدخل في ظل القواسم المشتركة التي تجمع كل الإعلاميين، اذ يبقى الهدف الأسمى هو الحفاظ على مكانة رجل الإعلام في صناعة القرار الرياضي، والتوحد في الكثير من الأوراش، وفي مقدمتها ورش التكوين الذي سيساهم بالضرورة في إنتاج إعلام رياضي محترف، يمكنه من مسايرة التطورات التي تشهدها الساحة الرياضية.

إلا أن ما يعاب حقيقة على أغلب الصحافيين الرياضيين المهنيين خاصة، عدم الانخراط بعمق في تكريس كل هذه الرغبة التي تتملك الجميع في تكريس العمل الوحدوي، وكأنه مجرد شعار يتردد في مناسبات معينة، في وقت كان من الضروري تكريس التصور على مستوى التعامل اليومي في الملاعب والندوات وعلى مختلف وسائل الإعلام، وجعل التضامن منطلقا لخدمة المهنة، وليس خدمة فئات أو أشخاص، وليس دعوة لركوب موجة أصبحت للأسف سائدة هذه الأيام ألا وهي: انصر أخاك ظالما أو مظلوما.

والخلاصة أن الصحافيين الرياضيين مطالبون في ظل الانتشار ودعوات تكريس التعدد الهدام، إلى الدفاع عن مهنتهم في مواجهة الدخلاء والمرتزقة والانتفاعيين والوصوليين، وتحصين الجسم الصحفي الرياضي ضد الاختراقات والحملات المغرضة والممنهجة التي تسعى بكل قوة من أجل تكريس الشتات والتشردم والانقسامات.

فتوحدوا يا معشر الصحفيين الرياضيين، ففي الاتحاد قوة …

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روح العمل المشترك روح العمل المشترك



GMT 01:14 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

جيرار على طريقة لويبيتيغي

GMT 09:47 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح بموشحات أندلسية

GMT 12:56 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عبد السلام حناط رجاوي عريق في قلب كوكبي أصيل!

GMT 11:09 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

البنزرتي مرة أخرى

GMT 13:09 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد..أزمة نتائج أم أزمة تسيير ؟

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام

GMT 05:34 2018 الإثنين ,11 حزيران / يونيو

تعرف على أبرز علامات ظهور "ليلة القدر"

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca