بقلم - جمال اسطيفي
ستتحول الأنظار يومه الجمعة إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث سيواجه الرجاء في نهائي كأس "السوبر" فريق الترجي التونسي.
لأول مرة سيجرى السوبر الإفريقي خارج القارة السمراء، وهي فرصة لتسويق المباراة خارج حدود القارة، وللفريقين ليقتربا من جماهيرهما المتواجدة بالدوحة، وفرصة أيضا لقطر التي احتضنت العديد من البطولات الكبرى لتواصل مسلسل التنظيم المبهر تحضيرا لكأس العالم 2022.
لم يكن موسم الرجاء موفقا، فقد خرج الفريق من عدة مسابقات، إذ أقصي من دوري أبطال العرب وكأس العرش، كما خرج من كأس "الكاف" وفرط في اللقب الذي كان بحوزته، ولم يتبق له لينقذ موسمه إلا كأس السوبر.
مهمة الرجاء لن تكون سهلة للظفر باللقب، فالمنافس من عيار ثقيل جدا، كما أنه يوجد في أفضل أحواله، ففي الدوري التونسي الذي يحتل فيه الصدارة بـ40 نقطة، لم يخسر إلا مباراة واحدة وتعادل في أربع، بينما فاز في 14 مباراة.
أما في دوري الأبطال، فإن الترجي أنهى دور المجموعات متصدرا بـ14 نقطة، دون أية هزيمة.
رغم باعهما الطويل في المنافسات الإفريقية، فإن الرجاء والترجي أحرزا لقب هذه البطولة مرة واحدة فقط، فالرجاء أحرز لقبه الوحيد سنة 2000، بعد شهور فقط من هزمه للترجي في مباراة تاريخية لدوري الأبطال، اما الترجي فأحرز لقبه الوحيد سنة 1995.
المثير أيضا أن كلا الفريقين سبقا لهما خسارة اللقب على يد فريق ينتمي لبلد الآخر، فالرجاء خسر لقبا أمام النجم الساحلي التونسي سنة 1998، بينما خسر الترجي لقبا أمام المغرب الفاسي في 2012.
وإذا كان الضغط في هذه المسابقة يكون أكثر دائما على الفريق الذي يحمل لقب دوري الأبطال، خصوصا أن 23 لقبا من أصل 26 حسمت لصالح الفرق المتوجة بدوري الأبطال، إلا أن الرجاء بإمكانه أن يخطف اللقب، خصوصا إذا كان في أفضل أحواله.
صحيح أن تشكيلة الترجي نارية ومتوازنة وتضم لاعبين مميزين كأنيس البدري وخليل شمام وطه ياسين الخنيسي، وكوليبالي، لكن المباريات النهائية عودتنا على أن الحسم فيها يكون للجاهز ولمن يجيد التعامل مع كل تفاصيل المباراة، ناهيك عن أن حالة التفاؤل داخل الترجي فاقت الحدود، إذ هناك من يتحدث عن أن خصم الترجي في المباراة قد يكون هو الترجي، لكن الرجاء عودنا على أنه يكبر في المواعيد الكبرى ويفاجيء الجميع..
قبل عشرين سنة، هيأ الترجي كل شيء للاحتفال بدوري الأبطال والمشاركة في الموندياليتو بالبرازيل، لكن الرجاء بجيل رائع من اللاعبين قلب الطاولة على الترجي، وعلى حكم المباراة الذي كان من الرأس الأخضر وجاء من أجل مهمة واحدة إهداء اللقب للترجي..
الترجي أجل الاحتفال للاحتفال بمئويته إلى ما بعد التتويج باللقب، فهل يفسد الرجاء مرة أخرى أفراح هذا الفريق ويعيد التاريخ نفسه؟
كل التوفيق للرجاء في مباراة اليوم، وقلوبنا مع ممثل المغرب..
#جمال_اسطيفي