رونارد وزياش

الدار البيضاء اليوم  -

رونارد وزياش

بقلم - بدر الدين الادريسي

لا حاجة للتأكيد لحد الجزم بأن الناخب الوطني هيرفي رونار حر في اختياراته، وبأنه لا يوجد أي مدرب يحترم نفسه يقبل بالإملاءات أيا كانت طبيعتها وأيا كان مصدرها، فرونار إن وضع لائحة لأي استحقاق أكان وديا أو رسميا، إلا ووضعها متحررا من كل الضغوط ومن أي إملاءات، هاجسه الأوحد أن يتطابق مع المعايير الشائعة بين المدربين والناخبين والتي منها الجاهزية والتنافسية والتجاوب الكامل، الذهني على وجه الخصوص مع قواعد الإشتغال، هذا على الأقل من نفهمه من خطاباته.

لذلك كلما إستغرقنا في استقراء كل لائحة يكشف عنها رونار، والمؤسف أنه أدمن الكشف عن لوائحه بعيدا عن المؤتمرات الصحفية التي تخلي الطرف وتقدم المبررات للغيابات أو الإقصاءات، فإننا لا نمارس وصاية من أي نوع على الناخب الوطني، ولا نضعه تحت الضغط، بل كل ما نسعى إليه هو أن نحلل ونناقش ونسأل، في جملة واحدة نحاول أن نفهم..

فما الذي نحتاج أن نفهمه من اللائحة الأخيرة التي كشف عنها هيرفي رونار تحسبا لمباراتي الأسود الوديتين أمام بوركينا فاسو وتونس؟

أمران إثنان..

أولهما ما تعلق بالطريقة التي إعتذر بها العميد المهدي بنعطية عن المجيء للمغرب لقيادة الأسود في وديته، والتي كشف عنها في مواقع التواصل الإجتماعي، وأعتقد جازما أن رونار أول من هاله الأمر، وهنا نتساءل عن جدوى آليات التواصل التي أقرها رونار مع لاعبيه، بخاصة مع عميده، بفرض أن هذه الآليات موجودة فعلا، فقد كان حريا ببنعطية أن يثير موضوع الإعتذار عن لعب المباراتين الوديتين مع مدربه أولا، لا أن يأخذ رونار علما بها كأيها الناس منشورة على منصات التواصل الإجتماعي.

ثم إن الخطير في تركيبة الإعتذار وسرد مسبباته، أن بنعطية بدا كمن يعطي الدروس لرونار، فبنعطية لا يريد بحسب نص الإعتذار أن يأخذ مكان لاعب آخر أكثر جاهزية منه، وكأني برونار يتعامل مع لاعبيه بمكيالين، لاعبون يتجاوز عن ضعف تنافسيتهم ولاعبون يصر على إقصائهم إن ضعفت تنافسيتهم، وهنا لا بد من تعديل الأوتار وتفسير سبب هذه الإزدواجية في فرض وتطبيق المعايير.

أما ثاني الأمرين فهو الغياب المستفز لعنصرين نجمع على أنهما يتطابقان مع كل المعايير التي ما فتئ رونار يتحدث عنها كمحدد أول للمفاضلة بين اللاعبين، والمقصود هنا حكيم زياش وزهير فضال.

بالعودة إلى ما كان قد ساقه رونار كمبرر لإقصاء زياش من لائحة 23 لاعبا خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون، فقد مارس رونار نوعا من التعويم على السبب الحقيقي في استبعاد زياش، إذ تحدث عن أن حكيم هو ثالث اختيار عنده على مستوى صانعي الألعاب بعد بوصوفة وبلهندة، ولكنه شدد على ضرورة التحلي بخاصيات ذهنية تتطلبها منافسات «الكان»، وأظن أن ذلك هو ما أقصى زياش من رحلة الغابون، إلا أنه بنهاية كأس إفريقيا كنا نظن أن سبب الإقصاء إنتفى خاصة مع المستويات الرائعة التي يقدمها زياش رفقة أجاكس في البطولة الهولندية وفي اليوروبا ليغ.

الأمر لم يحدث لأن زياش خرج بالفعل من مفكرة رونار، وإذا كان من حق الناخب الوطني أن يبعد من أراد ويأتي بمن أراد ما دام أنه هو المتحمل لمسؤولية الإختيارات والنتائج، فإن من حقنا كمغاربة أن نعرف مسببات إبعاد لاعب فضل اللعب لمنتخب الوطن الأم على اللعب لمنتخب بلد الإستقبال، من حق لاعب لبى نداء القلب أن لا يهان بهذه الطريقة.

وشخصيا لا أعرف سببا لاستمرار رونار في تجاهل زهير فضال الذي يلعب بواحدة من أقوى البطولات العالمية ويقدم مستويات كبيرة وضعته في خانة المدافعين المميزين بالليغا الإسبانية، فلا أنا ولا غيري يمكن أن يقتنع بأي مبررات تقنية أو تكتيكية يمكن أن يسوقها رونار لتبرير تجاهله الكامل لزهير فضال، إلا إذا كانت هناك أسباب غير رياضية لا يمكن الكشف عنها الآن، ولا أجد من دليل على وجودها سوى المناداة على عبد الحميد الكوثري الذي غاب ردحا من الزمن عن الفريق الوطني لإصابات متكررة، فمع احترامي الكامل للكوثري، لا يمكن لكفته أن ترجح على كفة فضال أيا كانت الخاصية التي سيقنعنا بها.

مع الصلاحيات الكبيرة التي يتمتع بها هيرفي رونار في توجيه الفريق الوطني وتشكيله وتصميم ملامحه، هناك شيء يجب أن يذعن له رونار بتحريض من الجامعة التي هي صاحبة الشأن، ذاك الشيء هو أن الفريق الوطني لا يمكن أن يصبح حاضره كما مستقبله مملوكا لرونار وحده، بمعنى إن وجدت الجامعة فيما يفعله رونار هذيانا وتصلبا وإضرارا بمصلحة الفريق الوطني تدخلت على الفور لوقف الهذيان وجبر الضرر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رونارد وزياش رونارد وزياش



GMT 13:21 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

5 تحديات تنتظر خاليلوزيتش!

GMT 16:50 2019 الجمعة ,16 آب / أغسطس

وحيد ورونار

GMT 09:49 2019 الإثنين ,12 آب / أغسطس

رونار ضحك علينا

GMT 16:05 2019 الجمعة ,09 آب / أغسطس

لقجع والمطلب الشعبي

GMT 15:01 2019 الجمعة ,09 آب / أغسطس

مهمة ثلاثية الأبعاد

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

دي بروين يؤكّد أن مقارنته مع محمد صلاح أمر صعب

GMT 02:11 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

أنور رحماني يطرح روايته الجديدة "هلوسة جبريل"

GMT 02:28 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

فندق "غراند كونتيننتال" إيطاليا حيث الجمال والعزلة والهدوء

GMT 03:25 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار طائرة من طراز فريد على هيئة جناح فندقي

GMT 12:26 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

إشبيلية يحصل على خدمات ساندرو راميريز على سبيل الإعارة

GMT 06:32 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

كيرا نايتلي أنيقة وملفتة في مهرجان "سندانس"

GMT 02:36 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

وصفة صابلي بدون بيض سهل، لذيذ و سريع

GMT 23:24 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

ميسي يسجل هدفًا ويصنع آخر لبرشلونة أمام ليفانتي

GMT 03:05 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

الديكور الرائع يزين شقة بنتهاوس ويجعلها فريدة من نوعها

GMT 10:48 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إيران تستعدّ للمنتخب المغربي ببطولة رباعية في الدوحة

GMT 17:29 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تستضيف فرقة الأصدقاء في برنامجها على الـ"CBC"

GMT 18:38 2016 السبت ,20 شباط / فبراير

مي عز الدين في عيادة مجد ناجي على "إنستغرام"

GMT 19:57 2014 الإثنين ,04 آب / أغسطس

فراخ بانيه بالجبنة الرومي

GMT 19:39 2014 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

ملك المغرب يؤدي صلاة الجمعة مع ولي عهد أبوظبي

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوديا كاردينالي تتحدث عن علاقتها الخاصة بعمر الشريف

GMT 00:59 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

حواجب غريبة لفتاة روسية تثير ضجة كبيرة على الإنترنت
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca