منشطات روسيا نتيجة سياسة "كسر العظام"

الدار البيضاء اليوم  -

منشطات روسيا نتيجة سياسة كسر العظام

يونس الخراشي

القضية التي تفجرت في عالم ألعاب القوى هذا الأسبوع، وفي خضمها رياضيون روس، فضلًا عن المسؤولين في موسكو، إما أنها نتيجة لسياسة "كسر العظام" التي تنتهجها أمريكا في صراعها السياسي مع الروس، أو هي نهاية طبيعية لتحقيق أجرته الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، وخلف زلزالًا كبيرًا في روسيا، ستنتج عنه هزات ارتدادية في مناطق أخرى من العالم.
 
الفرضية الأولى تستمد مصداقيتها من توالي الضربات على روسيا في المجال الرياضي، إذ بعد ضربة الكرة التي همت الاتحاد الدولي "فيفا"، وإعفاء السويسري سيب بلاتر، الذي ظل يدعم موسكو في أحقيتها تنظيم كأس العالم 2018، رغم تأكيدات واشنطن بأن موسكو حصلت على المونديال بفعل أفاعيل ما، جاءت الضربة الثانية تهم هذه المرة ألعاب القوى، وهمت رياضيين ومسؤولين في الحكومة والأمن، قيل إنهم ضغطوا لإخفاء نتائج عينات تثبت تعاطي منشطات محظورة، وتدمير أخرى قد تقود إلى اكتشاف الحقيقة.
 
الصراع الأميركي الروسي ليس خافيًا على أحد، وتجلياته واضحة اليوم في الشرق الأوسط، وتحديدا في سورية، ومن ثم فإن فرضية تحريك الأمريكيين لملفات رياضية لضرب موسكو في مناطق حساسة من جسدها، لعلها ترضخ، واردة جدا، سيما أن تنظيم الروس لكأس العالم، في ظل الحديث عن فساد للحصول على الحق في احتضانه، سيؤثر على صورته، كما أن غياب رياضيي روسيا عن الألعاب الأولمبية، وبالتحديد عن منافسات ألعاب القوى، من شأنه أن يسود صورتها، ويفيد الأمريكان في تسيد نتائج أم الرياضات، لغياب منافس شرس.
 
الفرضية الثانية واردة أيضًا، بما أن الأمر يتعلق بتحقيقات أنجزتها لجنة مستقلة، بناءًا على عمل صحافي ألماني، "يا حسرة علينا"، تحدث عن خروقات في رياضة ألعاب القوى الروسية، بشكل خاص، وانتهت إلى تقرير ضخم من 300 صفحة يؤكد بأن رياضيين روس كانوا يتعاطون منشطات محظورة بشكل منتظم، وبعلم الجهات الحكومية ذات الصلة، بل إن مسؤولين في الأمن الروسي تعمدوا إخاء الحقيقة بدورهم، وما زاد الطينة بلة هو التعامل غير الجدي للاتحاد الدولي لألعاب القوى على عهد السنيغالي لامين دياك، في وقت كان مطلوبًا منه التحري في الأمر، ومتابعة المذنبين.
 
الحالة الوحيدة التي ستبدو فيها خلاصات التحقيق "مهضومة"، وأنها ليست موجهة ضد روسيا فقط، هو مضي الوكالة الدولية لمحاربة المنشطات إلى أقصى مدى ممكن، ودخول الاتحاد الدولي لألعاب القوى، واتحادات رياضية أخرى على الخط، ذلك أن كل متتبعي الظاهرة يعرفون أن الروس لم يكونوا وحدهم المستفيد من المنشطات، زمن الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي، بل المعطيات تشير أيضًا إلى الأمريكان، ولعل في توقيف عدائين مثل جاستن غاتلين وماريون جونس، وغيرهما، دليل قاطع على أن الأمريكيين لديهم خبرات كبيرة في المجال.

في السياسة دائما الفرضيات السيئة هي التي تحظى بالمصداقية لدى الجماهير. والمشكلة اليوم هي أن يؤدي "العشب ثمن صراع الفيلة غاليًا"، فتتلطخ صورة الرياضة في العالم، وهي تتحول أكثر فأكثر إلى حلبة للحروب السياسية عوض أن تبقى حلبة "للصراع البدني المنظم وفق قواعد تحترم الروح الرياضية".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منشطات روسيا نتيجة سياسة كسر العظام منشطات روسيا نتيجة سياسة كسر العظام



GMT 12:17 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 16:26 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"كاف إقامة أمم أفريقيا 2023 في الصيف

GMT 14:10 2019 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المنع المتخذ في حق الجماهير الشرقية

GMT 09:10 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تذاكر "الديربي"..خطأ إدارة الوداد

GMT 12:20 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتيك الديربي مفاتيح القمة العربية

GMT 11:05 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 20:22 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض الجيل الثاني من "رينو كابتشر" في معرض فرانكفورت

GMT 07:04 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

اوتلاندر PHEV 2019 تتمتع بانخفاض الضرائب

GMT 05:07 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتداء بيجامات النوم خارج المنزل أكثر صيحات الموضة تنافسية

GMT 06:57 2016 الثلاثاء ,19 إبريل / نيسان

أهم 5 ألوان للشعر في موضة صيف و ربيع 2016

GMT 08:05 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

"الجينز المطاطي" يعود من جديد بعد اختفائه عن عالم الموضة

GMT 05:08 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حذاء المحارب الرانجر ""Combat Shoes يُسيطر على موضة الخريف

GMT 19:21 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عاصى الحلانى يحيى ذكرى رحيل وديع الصافى بكلمات مؤثرة

GMT 17:47 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة غنوة سليمان إثر حادث سير
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca