"داعش" سرطان محور الشرّ في المنطقة العربية

الدار البيضاء اليوم  -

داعش سرطان محور الشرّ في المنطقة العربية

بقلم - أحمد المالكي

بعد الدعوة إلى تحالف دولي لمحاربة "داعش" في قمة ويلز وخطاب أوباما وإعلان استراتيجة الولايات المتحدة الأميركية في محاربة "داعش"، جاء اجتماع جدة ليكشف لغز "داعش" اللغز الذي احتار البعض في صناعة هذا السرطان اللعين ومن يقف ورائه.

وبعد إعلان روسيا والصين وإيران والأسد رفضهم لتوجيه أيّة ضربات إلى "داعش" انكشف هذا اللغز ليتاْكد للجميع أن من صنع "داعش" هو بشار الأسد لاجهاض الثورة السورية ومحاولة إبعادها وتعطيلها عن مسارها الصحيح.

 ومنذ اللحظة الأولى لظهور هذا السرطان كتبت أكثر من مرة أن "داعش" يقف ورائه الأسد ولكن هناك من يهاجم كتاباتي وكان يوجّه الاتهامات إلى السعودية والآن ظهر صحة ما كتبته على الملاْ للجميع.

 صحيح أن السعودية تدعم المعارضة المسلحة ولكن إيران تقف بكل قوة وراء الأسد وتشجّعه على ارتكاب جرائم حرب وأعلنت أكثر من مرة منذ بداية الثورة السورية أنها لن تترك الأسد يسقط ودعمته بمقاتلين من الحرس الثوري الإيراني.

 وجاء بعدها فيلم صناعة "داعش" لإجهاض أي تقدم للثوار في سورية والقضاء على الثوره السورية.

وحتى لا يقول البعض إننا نساند طرف على حساب طرف آخر هذا غير صحيح؛ منذ اللحظة الأولى نرفض أيّة تدخلات خارجية في سورية سواء من إيران أو السعودية.

 ولكن للأسف تحولت الساحة السورية إلى تصفية حسابات بين الجميع كل دولة تدعم طرف من الأطراف حتى أصبح الوضع معقدًا وفشلت كل المحاولات لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية بعد لقاءات عقدت في جنيف بما يعرف بجنيف 1 وجنيف 2، حتى أنّ المحلّلين أكدوا لو أصبح هناك جنيف 10 لن يكون الوضع على ما يرام.

لأن كل طرف يتمسك بالبقاء ولا يريد التنازل من أجل مصلحة الشعب السوري الذي دفع الثمن وتمّ قتله وتهجيره إلى خارج سورية.

 إيران التي شكّكت في التحالف الدولي للحرب على "داعش" أكدت أنّ هذا التحالف يدعم الإرهاب وإيران الحليف الرسمي والأول لنظام بشار الأسد، وهذا الكلام يدل على أن إيران هي من تقف وراء "داعش"، وتاْتي بعدها روسيا التي خرجت منها تصريحات تثير السخرية، عندما أضافت أنّ شنّ ضربات عسكرية على  "داعش"، لابد أنّ تتمّ وفق القانون الدولي ولابد من موافقة مجلس الأمن وإلا يعتبر ذلك عملاً عدوانيًا وهذه التصريحات جعلت كيري يقول إنه يتعجب من موقف روسيا وكان على روسيا أنّ تقف لمحاربة الإرهاب.
الإرهاب الذي يهدد دول منطقة الشرق الأوسط والتي تعاني منه مصر الآن وتعاني منه بعض الدول العربية نتيجة تمدد التيارات المتطرفة برعاية مخابرات غربية ومخابرات تركية وقطرية.

 وراْينا كيف تساعد تركيا في إدخال المتطرفين الذين جاءوا من كل مكان إلى سورية لينضموا إلى تنظيم "داعش"، ووصل عددهم إلى 31 ألف مقاتل حسب تصريحات "سي أي إيه" والسبب في ذلك تركيا التي تركت حدودها مفتوحة لهؤلاء حتى أنها الآن لم تعلق على كيفية محاربة "داعش"، أو أنها سوف تشارك في الحرب على"داعش"  أم لا.

 وراْينا الموقف القطري بداية من دعمهم لتنظيم جماعة الإخوان الإرهابي ونهاية بفتح طرق الحوار مع "داعش"، والتفاوض معهم للإفراج عن رهائن سواء كان الصحفي الأميركي الذي تمّ الافراج عنه أو ذهاب وفد قطري إلى لبنان للتفاوض حول الإفراج عن جنود رهائن تمّ اختطافهم من عرسال، البلدة الواقعة على الحدود مع سورية.

 بريطانيا أعلنت أنها لن تشارك في أي عمل عسكري على "داعش"، وياْتي هذا الموقف بسبب تخوف بريطانيا من وصول هجمات "داعش"، إلى داخل بريطانيا ولكن البرلمان البريطاني أعلن حزمة إجراءت ضد الشباب البريطاني الذي يسافر للانضمام إلى صفوف "داعش"، بما فيها سحب جواز السفر من المُشتبه فيهم  قبل السفر إلى سورية.

ولكن بريطانيا أعلنت أنها لن تسحب الجنسية البريطانية منهم وخاصة الذين ليس لديهم أي جنسية أخرى غير البريطانية وأنها فقط قد تمنع عودة الذين شاركوا في صفوف داعش إلى بريطانيا وقد يكون ذلك لفترة محدودة.

 بينما دعت بعض الأصوات إلى قبول عودة التائبين من سورية؛ لأن ذلك أصدق إذا تحدثوا عن تجربتهم السيئة مع الجماعات المتطرفة وبذلك يمنعوا كل من يفكر الانضمام إلى صفوف هذه الجماعات  المتطرفة.

 أميركا ليست بعيدة عن "داعش"، ويبدو أن هناك اتفاقات في الخفاء بين أميركا وإيران لتسليم المنطقة إلى إيران برعاية أميركية وواضح للجميع التدخل الإيراني في العراق.

 وبالإضافه إلى رفض أميركا توجيه ضربات عسكرية إلى نظام بشار الأسد وإذا كان هناك تراجع أميركي في العلن، فهناك تخوف من غضب الشارع الأميركي علي الإدارة الأميركية بسبب الخوف من تكرار هجمات داخل الولايات المتحدة كما حدث قبل ذلك في أحداث هجمات 11 أيلول/ سبتمبر أو بوسطن.

 وإذا أرادت الإدارة الأميركية محاربة "داعش" فقط فهذا ليس كافيًا وعليها أنّ تعمل على إسقاط نظام الأسد.

ويجب على الدول العربية عمل تحالف عربي قوي لمواجهة محور الشر في المنطقة، المثلث الإيراني التركي القطري، الذي يقف وراء صناعة التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط والمنطقه العربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش سرطان محور الشرّ في المنطقة العربية داعش سرطان محور الشرّ في المنطقة العربية



GMT 01:00 2022 الإثنين ,14 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:30 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 21:38 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 07:46 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

مزوار: اذكروا أمواتكم بخير !

GMT 00:19 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

اليمن والحاجة لإعادة إعمار القيم

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:41 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 09:52 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

أمطار صيفية تعزل دواوير ضواحي تارودانت

GMT 07:59 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

"بورش" تحتفل بالذكرى الـ70 لسيارتها الأولى

GMT 16:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 08:36 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

النفط ينخفض مع تهديد الصين برسوم جمركية على الخام
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca