السياسة في غابة يتيم

الدار البيضاء اليوم  -

السياسة في غابة يتيم

بقلم - شريفة لموير

ما كنت أبالي بخطابه لكن وضعت يدي على قلبي و هو يتبوأ منصب رئيس لجنة الخارجية في مجلس النواب و هنا أقصد النائب يتيم الماهر في البوكر و محلل القمار و هو صاحب المنهج في السياسة و من دعاة الأخلاق .وأنت تؤمن بمنهج سياسي ويستقيم رأسكَ معه ، عليكَ أن تدافع عنه بخطاب ينسجم مع جوهر ما تؤمن به ، وأن يكون دفاعكَ مسنودا بالحجة الدامغة والدليل الساطع ، وبأسلوب مرن وسلس تستطيع من خلاله إيصال ما تريده الى الآخرين ، فالخطابات وعلى مختلف أنواعها وأشكالها تحتاج إلى لباقة و حكمة و تبصر فكري عالي ، ولغة مهذبة لا تعرف التصحر

إلا أن الخطاب السياسي لهذا الأخير يضعه في خضم صراعات وتجاذبات هو في غنى عنها، لكون اسلوبه تسوده الشراسة و تنقصه الكياسة اللازمة اذ اعتاد على أن يثير زوابع تؤدي الى الشحن السلبي ، مما يصعب معه وضع الحلول ، وتصبح معه وسائل الاعلام التي تسوق الخطابات السياسية وسط قوة الخلافات أكثر خطورة من أسلحة الدمار الشامل

عرفناه بموجات العنف اللفظي و بالمسخ النخبوي في السنوات العجاف التي مرت علينا، عبر الخروج بخطابات شبيهة بالبالونات الفارغة ، وقريبة الى الألعاب البهلوانية التي ﻻ تلامس سوى العواطف الساذجة وتثير الدهشة وتطرح سؤال التربية و الأخلاق موضع إشكال ، و عن نوع الإصلاح الذي يتحدث عليه صاحبنا و هو الذي لن يصلح حتى لسانه و لم يحرك ساكنا باتجاه الفساد و الاستبداد ، خطابات يتيم الفكر و الحس ،النقابي المزعوم، لا تدفع المعطلين للعمل و لا الفقراء الى رغيف الخبز، ليبقى هدفه لعب دور البطولة و إلهاء المخيال الشعبي من خلال السب و القدف . لا يدري يتيم الفكر و الحس انه في مقامرته الخطابية يحاول أن يدجج انحدار الخطاب دون أن يدرك أن العنف اللفظي يساهم في تضخيم الأزمات ، وانتشار التمزق

هو المربي الذي كان من المفترض فيه اعتماد خطاب سياسي رزين ، يكون أساسه وطن موحد قائم على التراحم دون التخاصم ، و النقاش الجاد و المسؤول، بعيدا عن لغة الانحطاط الأخلاقي ، القائمة على استهداف الأشخاص عوض الأفكار و التوجهات

إننا لسنا من أصحاب الخطابات السياسة المعاقة ، ولا من هواة ممارسة الفرقعات الاعلامية، وما يهمنا في كل السياسة هو الوطن ومستقبله ، ومصيره ، لن نجاريك وسنخاطبك بلغة نقية بعيدة عن دهاليز السب و القذف ، نقول لك يا يتيم الفكر : إن خطابك و خرجاتك التي تهدف للاثارة والتصعيد هي سبب مباشر للفتنة في المشهد السياسي ، و هو ما لا يستقيم مع إدعائكم الإعتدال في خطابات جوفاء ،تعبر بالواضح عن عجز أصحابها وإفلاسهم في طرح الخطاب المواطن الحريص على مصلحة الوطن والشعب
فتريث أيها المعلم و النقابي ، وأنت تنثر ما يجود به لسانك على مسامعنا ، تمهل قليلا عندما تتعارض تصريحاتك بعضها مع البعض الآخر ،وتأكدوا أن الكلمة مسؤولية كبيرة ، والخطاب حجة على صاحبه ، والتصريح مقياس للإختبار ، ولغة الشتائم والطعن والاتهام هي لغة العاجزين والفاشلين ، ومن يريد الخروج علينا بمظهر الغيور على الوطن، عليه التحلي بالخطاب المسؤول، المبني على الحوار الرصين الهادف لخدمة الجميع وصولا الى تحقيق المصالح الوطنية العليا
كفانا تصريحات للبؤس؛ فما عادت آذاننا تستحمل هذا السيل الهادر من الكلام العاجز عن تقديم طرح بديل ، و ان تزكم انوفنا بالنتن من القول و الفعل

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة في غابة يتيم السياسة في غابة يتيم



GMT 01:00 2022 الإثنين ,14 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:30 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 21:38 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 07:46 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

مزوار: اذكروا أمواتكم بخير !

GMT 00:19 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

اليمن والحاجة لإعادة إعمار القيم

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 09:38 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

«بوليساريو» الداخل..!

GMT 09:46 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

برودكوم تعرض الاستحواذ على كوالكوم مقابل 130 مليار دولار

GMT 01:09 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

Poison Girl Unexpected الجديد من "ديور" للمرأة المفعمة بالأنوثة

GMT 18:56 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

الأهلي يخطف كأس السوبر بعد الانتصار على المصري بهدف نظيف

GMT 18:18 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

تامرعبد المنعم يصالح محمد فؤاد في حفلة زفاف

GMT 21:31 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مدينة تاوريرت تستقبل حافلتين من اليهود

GMT 04:47 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

توقيف أحد مهربي المواد المخدّرة في مدينة بركان
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca