المخترع الصغير

الدار البيضاء اليوم  -

المخترع الصغير

أحمد المالكي

مصطفى الصاوي المخترع المصري الصغير والذي يبلغ من العمر 17 عامًا وقد لا يدرك لماذا كل هذه الضجة عليه ؟ هل ارتكب ذنب عندما رفع علم الإمارات لأنها اهتمت به؟ وهل أصبح هذا المخترع الصغير خائن للوطن؟

من وجهة نظري مصطفى لم يرتكب أي ذنب عندما رفع علم الإمارات لأنها الدولة التي احتضنته وترعاه الآن ومن حقه أن يختار المكان الذي يعيش فيه لتحقيق طموحاته وأحلامه.

لكن ماذا لو بقي مصطفى في مصر؟ ماذا كان مصيره؟ اعتقد أنّ الإجابة يعرفها الجميع سيموت في مصر أحلامه قبل أن تخرج إلى النور وهذا ما قاله الدكتور أحمد زويل في كل اللقاءات التي يظهر فيها أنه لو لم يسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية ما كان يعرفه أحد الآن، وما كان حصل على جائزة نوبل.
وأيضًا الدكتور مصطفى حجي الذي قال في آخر مره جاء فيها إلى مصر أنه ذاهب إلى من يقدره ويقدر علمه.

وهذه حقيقه نحن في مصر لدينا مشاكل كثيرة تخص البحث العلمي ولا يوجد اهتمام حقيقي من الدولة بالعلم ولا بالعلماء.

وللأسف التعليم الآن في مصر منذ فترة طويلة، حقل تجارب لكل وزير يجلس فوق كرسي الوزارة حتى وصل بنا الحال الآن أنّ الطلبة تاْخذ العلم من مراكز الدروس الخصوصية وليس من المدرسة بهدف النجاح فقط في الامتحان من أجل الالتحاق بكليات ما يطلق عليه كليات القمة التي أصبحت منها نسخة أخرى في الجامعات الخاصه لأبناء الأغنياء.

هذا هو حال التعليم الآن في مصر الذي بدلًا من أن يخرج من مدارسنا العلماء أصبحت المدارس والجامعات تخرج لنا سنويًا أعضاء في الجماعات السلفية والجهادية وجماعة الإخوان المتطرفة، وأصبحت هذه الجماعات هي مستقبل أولادنا المظلم والذي ينتهي بهم المطاف أما في السجون، وأما في القبور بعد تجميع أجسادهم الممزقة في عملية انتحارية لأنه سوف يدخل الجنة على حسب ما أوهموه هذه الجماعات.

مصطفي الصاوي ذهب إلى دولة عربية شقيقه تعرف قيمة العلم جيدًا، وتعرف أنه من دون العلم لن تتقدم ولذلك الإمارات تسير بخطى ثابتة إلى الأمام وأصبحت اهتمام العالم كله الآن.

على عكس بعض الدول الخليجية الأخرى التي يوجه لها إتهامات بتمويل التطرف وهناك دول خليجية متورطة فعلًا، بدلًا من تمويل العلم والعلماء تمول من يقتلونا الآن.

مصطفى لم يرتكب كبيرة من الكبائر يا سادة الفتى الصغير أو المخترع الصغير عرف طريقة جيدًا وطريقة الصحيح بعيدًا عن مسؤولين لا يعرفون قيمة العلم ولا العلماء.

كم من العلماء هربوا من مصر ونجحوا الآن في الخارج؟

وسأكرر أنهم لو جلسوا في مصر كان مصرهم قتل أحلامهم وطموحاتهم

مصطفى، وقبلة الكثيرين هربوا لأنهم سئموا من الوضع في مصر، وأصابهم الإحباط من مسؤولين يتعاملون مع قضية التعليم باستخفاف رغم أنّ قضية التعليم هي قضية أمن قومي.

في الإمارات لن تسمع وزير يطلب من خريجي الجامعات بأن يتعلموا حرفة بعد دراستهم في الجامعات 4، و5، و6، و7 أعوام وهناك من حصل على الماجستير والدكتوراه وأهاليهم صرفوا عليهم دم قلبهم كما نقول وبعدها يقول لهم مسؤول إذهب وتعلم حرفة ولن تسمع مسؤول هناك يتحدث عن عدم وجود فرص عمل إلى خريجي الجامعات، وهناك لا يوجد مسؤول يقول للشباب ليس لكم حقوق في هذا البلد وهناك لا يوجد مسؤول يقول للشباب إذهبوا إلى العمل على توك توك هل أذكر المزيد من التصريحات الأخرى إلى السادة المسؤولين الذين تولوا مناصب في مصر.

اعتقد ياسادة أنه إذا عُرف السبب بطل العجب

هل عرفتم  السبب الآن لماذا هرب المخترع الصغير وغيره من أبناء هذا الوطن إلى الخارج؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخترع الصغير المخترع الصغير



GMT 01:00 2022 الإثنين ,14 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:30 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 21:38 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 07:46 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

مزوار: اذكروا أمواتكم بخير !

GMT 00:19 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

اليمن والحاجة لإعادة إعمار القيم

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 19:53 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:03 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 18:00 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

توقيف فتاة كانت بصحبة شاب على متن سيارة في أغادير

GMT 03:00 2017 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

أنطوان واتو يجسّد قيم السعادة في لوحاته الفنيّة

GMT 18:55 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 20:15 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

افتتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل في رومانيا

GMT 12:01 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

وجهات منازل رائعة استوحي منها ما يناسبك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

أفكار مختلفة لترتيب حقيبة سفركِ لشهر العسل

GMT 08:44 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منظمة "ميس أميركا" ترفع الحد الأقصى لسنّ المتسابقات

GMT 09:08 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

أفضل الطرق لتنسيق تنورة الميدي مع ملابسك في الشتاء
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca