طنجة - المغرب اليوم
لم تمر سوى أيام بعد تقديم شاب في مدينة طنجة شكاية ضد شخصيْن زعم أنهما قاما بضربه وتعذيبه بسبب شربه الخمر، إذ كان عائدا لتوه من حفل زفاف إلى بيته، حتى تمكنت المصالح الأمنية بالمدينة من القبض على المشتبه بهما، فضلا عن ستة أشخاص آخرين ينشطون ضمن جماعة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".وألقت قوات الأمن بعروس الشمال القبض على ثمانية أشخاص يشتبه فيهم بانتمائهم إلى جماعة تعمل على تطبيق حدود الشريعة الإسلامية، وذلك في حي بني مكادة المعروف بكثافته السكانية وهشاشته الاجتماعية، خلال حملة ملاحقة نفذتها عناصر الأمن منذ أيام خلت.
وكشف مصدر أمني لوكالة الأناضول التركية أن الشرطة شنت حملة واسعة النطاق ضد جماعة متشددة دينيا، تعمل على رفع شعار "جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، أسفرت عن توقيف 8 أشخاص يشتبه في انتمائهم إليها".وفي تفاصيل العملية، أوضح المصدر الأمني أن شخصين من الموقوفين تم اعتقالهما إثر شكاية تقدم بها شاب مغربي، قال إنه تعرض للتعذيب على يديهما، بينما ستة أشخاص آخرين من الموقوفين تم ضبطهم خلال حملة شنتها أجهزة الأمن أخيرا بالحي ذاته.
وتبعا للمصدر عينه، فإن "الموقوفيْن المذكورين اعترفا خلال التحقيق معهما، بمشاركتهما في تطبيق حد شرب الخمر على الشاب الذي تم ضبطه في حالة سكر علني، بينما لا زال التحقيق جاريا مع باقي العناصر الموقوفة".وكان أمن طنجة قد رفع من وتيرة تحرياته وأبحاثه بعد أن توصل ببلاغ شاب وضعه لدى مصالح الشرطة القضائية بالمدينة، وذلك أواخر شهر غشت الماضي، يتهم فيها عناصر منتمية إلى "التيار السلفي" بالمدينة بتعذيبه جلدا، لكونه كان في حالة سكر علني.
ووفق المصدر الأمني، فإن هناك تخوفات من ارتكاب عناصر الجماعة، الذين لم يسبق لهم التورط في أي أنشطة إرهابية من قبل، لجرائم ترتبط بما يعتبرونه إقامة للحدود، من قطع يد السارق، ورجم الزناة المتزوجين، وجلد غير المتزوجين".ويعد حي بني مكادة، أكثر المناطق التي تشكل تحديا أمنيا أمام سلطات المدينة، كما أنه يعتبر أكبر معاقل تيار ما يسمى "السلفية الجهادية"، والذي التحق عدد منهم بصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية والعراق.