باريس - بترا
توفي في باريس الاحد المخرج السينمائي آلان رينيه الذي قدم احدث افلامه قبل اسابيع في مهرجان برلين السينمائي ويعد احد اقطاب صناعة السينما الفرنسية المعاصرة وصاحب إسهامات رفيعة في مجال تطوير اساليب جماليات خطابها الانساني . قدم رينيه عددا وفيرا من الأفلام المتنوعة أبرزها: ليل وضباب، فان جوخ، هيروشيما حبيبتي، العام الماضي في مارينباد، مورييل، الحرب انتهت، عمي الاميركي، حب حتى الموت، تباينت اساليبها ومصادرها الادبية وهي تعالج سوداوية الواقع المشرع على آمال وطموحات لافراد وجماعات وجدوا انفسهم في دوائر من الخوف والتهميش والنسيان. مناخات خاصة تشبه الشعر، برع المخرج الراحل في استكشافها بافلامه من خلال عين كاميرا وهي تعاين ارجاء الامكنة التي تسري فيها الاحداث المليئة بتحولات مصائر شخوصه على ايقاعات موسيقية محملة بالاشارات والدلالات البليغة ولا ينأى احيانا عن اللجوء الى الاستعانة بتعابير الصورة الفوتوغرافية بغية تدعيم رؤى وافكار مستلة من الزمن . أنجز الان رينيه في رحلته الطويلة مع السينما اعمالا سينمائية تنحاز الى الجانب البصري حيث بدت اشتغالاته كانها تغرف من فضاء مسرحي ورسوم تشكيلية، مثلما تتكىء على جماليات مستمدة من هندسة العمارة ثم يصوغها امام عشاق السينما بترانيم موسيقية عذبة. ظل المخرج الراحل امينا على اشتغاله بالسينما واستمر في تحقيق أفلامه التي تسرد اهتماماته بالانسان .