مدريد - أ..ف.ب
نال المخرج الإسباني دافيد ترويبا حصة الاسد في مهرجان "غويا" للسينما الاسبانية، اذ كان اكبر الفائزين بجوائز دورتها الثامنة والعشرين التي وزعت في حفل نظم الاحد في مدريد، في وقت تعاني السينما الاسبانية من ارتدادات الازمة الاقتصادية الحادة التي تضرب البلاد. ومنح دافيد ترويبا الأخ الأصغر للسينمائي فيرناندو ترويبا هذه الجوائز عن فيلمه "فيفير إس فاثيل كون لوس أوخوس ثيرادوس" (العيش سهل مع عيون مغمضة).وهذا الفيلم الذي ألف ترويبا السيناريو الخاص به، مقتبس من أحداث حقيقية، وهو يروي قصة أستاذ اللغة الإنكليزية أنطونيو سان رومان الذي كان يعطي دروسا بالإنكليزية خلال عهد الديكتاتور فرانكو بالاستناد إلى أغنيات لفرقة "بيتلز". والفيلم من بطولة خافيير كامارا الذي نال بفضله جائزة "غويا" عن أفضل ممثل، وهو يتتبع مغامرات بطله ابان سنوات الحكم العسكري الاستبدادي في اسبانيا التي كانت تعاني من قمع سياسي وكبت اجتماعي وجنسي.ونال الفيلم الفنزويلي "أثول إي نو تان روزا" (أزرق لكن ليس زهريا بما فيه الكفاية) لميغيل فيراري جائزة "غويا" أفضل فيلم أميركي لاتيني، في حين كانت جائزة أفضل فيلم أوروبي من نصيب "أمور" للنمسوي مايكل هانيكيه.ونالت الممثلة ماريان ألفاريز جائزة "غويا" أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "لا هيردا" (الجرح) للمخرج المبتدئ فيرناندو فرانكو الذي يروي قصة سائقة سيارة إسعاف تعاني اضطرابات في شخصيتها. ويأتي هذا الفوز الاسباني في وقت تعاني فيه السينما الاسبانية من انخفاض الانتاج جراء الأزمة الاقتصادية.وأسف رئيس أكاديمية السينما الإسبانية، خلال حفل الدورة الثامنة والعشرين من جوائز "غويا" الذي تغيب عنه وزير الثقافة خوسيه ايغناسيو ويرت، على انخفاض الانتاج السينمائي في البلاد، لكنه أشاد في الوقت عينه بجودة الانتاج الحالي.واستعرض إنريكي غونزاليس ماتشو الصعوبات التي تواجه قطاع السينما في إسبانيا، مذكرا بأن 400 صالة سينما قد أغلقت أبوابها خلال الفترة الأخيرة وألغيت آلاف الوظائف في القطاع الذي انخفضت عائداته بمعدل 102 مليون يورو.وقال "إنتاج الأفلام في بلادنا بات بالفعل عملا بطوليا". وتعرض الاقتصاد الاسباني، وهو رابع اقتصاد في منطقة اليورو، لضربة مزدوجة في 2008 بفعل ازمة الرهنيات العقارية وبدء الازمة المالية العالمية. وما زالت هذه الازمة تلقي بظلالها على كافة قطاعات البلاد.ويقفل عدد كبير من المكتبات وصالات السينما وقاعات الحفلات ابوابه في المدن الاسبانية بسبب الازمة وبسبب الضغوط الضريبية الكبيرة والقرصنة المنتشرة في البلاد منذ زمن والتي تزدهر اليوم بفعل تراجع العائدات.