بيروت - أ ف ب
تطلق المغنية اللبنانية ياسمين حمدان مساء الثلاثاء في صالات "متروبوليس" السينمائية في بيروت فيلم المخرج الاميركي جيم جارموش "وحدهم العشاق ما زالوا على قيد الحياة"، الذي اطلت فيه مؤدية اغنية "حال" التي كتبتها بطلب من مخرجه.
وتحيي المغنية المعروفة باستعادتها الاغنيات العربية التراثية باسلوب موسيقي غربي معاصر حفلتين في العاصمة اللبنانية في الاسابيع المقبلة.
وكانت حمدان تعرفت على جارموش في اواخر العام 2009 خلال مشاركتها في مهرجان مراكش السينمائي.
وبعدما استمع اليها المخرج بادرها في نهاية الحفلة مبديا اعجابه بغنائها قائلا لها "لدي مشهد صغير لك".
وتقول حمدان لوكالة فرانس برس "بعد عامين على هذا اللقاء اتصل بي وارسل لي سيناريو فيلمه وتفاصيل المشهد الذي يخصني، وانطلاقا من هذه المعطيات كتبت الاغنية".
وتظهر ياسمين حمدان في المشاهد الاخيرة من فيلم "وحدهم العشاق ما زالوا على قيد الحياة"، اذ يحط بطلاه مصاصا الدماء آدم (يجسد دوره توم هدلستون) وايف (الدور لتيلدا سوينتون) في مدينة طنجة المغربية بعد رحلة طيران من ديترويت.
وبينما كان ادم، وهو مؤلف موسيقي وعازف على آلة الغيتار الكهربائية، ينتظر زوجته في احدى شوارع المدينة القديمة، يتسلل صوت ياسمين إلى اذنيه، وسرعان ما يلحق بالصوت ويراها تغني في احدى حانات المدينة، فتشرح له ايف انها مغنية لبنانية اسمها ياسمين، ويتوقع لها ان تصبح مشهورة ثم يستطرد قائلا "لكني لا اتمنى لها ذلك".
وتعتبر حمدان جيم جارموش "ملاكها" مشيرة الى انه "انسان كريم، ومخرج ومؤلف ومختلف، وهو فنان متكامل".
اما عن سبب اختيار المخرج الاميركي لها فتجيب "أعتقد أنه، من منطلق كونه موسيقيا، احب أدائي".
ولا تخفي المغنية السمراء ان مشاركتها معه اعطتها دفعا لمسيرتها الفنية.
وتقول في هذا الصدد "استوحيت من جارموش وساعدني في وقت من الاوقات ايضا بروحانيته".
وتضيف "اعطاني صدقية خصوصا انه ايقونة سينمائية وموسيقية، اذ عمل مع موسيقيين كبار كثر، من بينهم نيل يونغ. ويأتي جارموش من ثقافة مهمة تجذبني وتوحي لي وتبهرني".
وتسويقا لفيلم "وحدهم العشاق ما زالوا على قيد الحياة" في مدن اوروبية واميركية عدة، شاركت حمدان في حفلات موسيقية لفرقة جارموش "سكورل"، بالتعاون مع الموسيقيين جوزف فان ويسم وزولا جيزيس اللذين شاركا في وضع موسيقى الفيلم.
وكانت أحدث هذه الحفلات في نيويورك في الاول من نيسان /ابريل الفائت.
وتؤكد ياسمين التي غنت في بداياتها باللغة الانكليزية، والتي تاثرت بالافلام المصرية، انها متعلقة بثقافتها وبالموسيقى الشرقية التراثية التي نشات عليها، هي التي ترعرعت بين الكويت ولبنان.
وتقول "انطبعت بتاثيرات من كل مكان".
وترى ان "الجمهور العالمي بات اكثر استعدادا لتقبل الموسيقى الشرقية، وأصبح الغناء باللغة العربية رائجا"، مشيرة الى العدد الكبير من الفرق والمغنين الذين يستعيدون الاعمال الموسيقية والغنائية العربية بكشل جديد.
وبالإضافة إلى المشاركة في إطلاق فيلم جارموش، تروج المغنية الثلاثينية في بيروت لألبومها "يا ناس"، إذ تقدم فيها حفلتين في 29 أيار/مايو والثامن من حزيران/يونيو المقبل، إضافة إلى حفلة في العاصمة الأردنية في السادس من الشهر نفسه، على أن تغني بعد ذلك في بريطانيا وكندا واليونان وبولونيا وفرنسا.
وتعتبر حمدان ان البومها "يا ناس" الذي تعاونت لاصداره مع الموسيقي الفرنسي مارك كولان، يشبهها اكثر من اسطوانتها "ارابولوجي" التي اطلقتها في العام 2009 باشراف الموسيقي الفرنسي من اصل افغاني ميراويس احمدزاي.
ويتضمن "يا ناس" نحو 13 اغنية من بينها اغنية "حال" المستقاة من الفيلم، و"انت فين"، إضافة إلى "بيروت" التي كتبها الشاعر اللبناني الراحل عمرالزعني في العام 1940 عن تناقضات بيروت، وتمزج كلماتها الحنان والنقد والسخرية والحزن.
والجدير ذكره ان ياسمين حمدان كانت انطلقت فنيا في العام 1997 حين أسست مع الفنان اللبناني زيد حمدان فرقة "سوب كيلز"، ثم غادرت الى باريس حيث تستقر هناك.
وتختم ياسمين حديثها قائلة في "في هذه المهنة نتعلم ان نعرف انفسنا ونتغير مع الوقت على المستوى المهني والشخصي، مما ينعكس على الموسيقى. لقد اصبحت أكثر ثقة بنفسي، وقادرة على ان ادفع رغباتي الفنية واحلامي الى الامام".