الرئيسية » مراجعة كتب

دمشق - سانا

يعرض كتاب تاريخ الكتابة للمؤلف يوهانس فريدريش نظرية الكتابة من حيث نشأتها وتطورها التدريجي متوقفا عند جميع الأنظمة الكتابية في العالم منذ فجر التاريخ حتى الوقت الحاضر حيث تناول كتابات الشرق القديم وكتابة غرب آسيا وبحر ايجه إضافة إلى الكتابة الأوروبية وكتابات جنوب شرق آسيا والشرق الأقصى وافريقيا. ويفسر الكتاب الصعوبات التي واجهها مبتكر الكتابة في تاريخه الطويل من ناحية تمييز الأصوات ويبين أن طريقة ابتكار الكتابة كانت أمرا تدريجيا وفي غاية الصعوبة. وقد استهل المؤلف كتابه الذي قام بترجمته الدكتور سليمان الضاهر بدراسة تحليلية لمرحلة ما يسميه بـ الكتابة بالموضوعات والتي استخدمها الانسان قديما وسادت في مرحلة ما قبل تاريخ الكتابة ولا تزال سائدة عند بعض الشعوب البدائية حتى وقتنا الحاضر وانتهى في هذه المرحلة إلى أن الرمز الواحد كان يشير إلى عبارة كاملة أو جملة كاملة وهو ما يسميه الكتابة بالعبارة مؤيدا فرضيته بنماذج كتابية عند شعوب مختلفة. ورأى أن طريقة ابتكار الكتابة كانت أمرا تدريجيا وفي غاية الصعوبة فالإنسان في المراحل الأولى لم يستطع أن يدرك الصوت المفرد أو المقطع لذلك يستبعد المؤلف أن يكون المخترع القديم للكتابة قد توصل مباشرة إلى تجزئة الكلمة بلغته إلى مقاطع ولهذا فالإنسان في مرحلة تالية بدأ بتأسيس كتابة مقطعية أكثر تطورا ومن هنا يعرض المؤلف صعوبة عملية الانتقال من الكتابة بالكلمة إلى الكتابة المقطعية. وجاءت فصول هذا الكتاب كدراسة تحليلية تناولت بالتفصيل العلاقات البينوية والمنطقية والتاريخية بين أربعة أنظمة كتابية مختلفة مرت بها الإنسانية وهي الايديوغرافيا أي الكتابة بالفكرة وفيها يدل الرمز الواحد على عبارة أو جملة كاملة واللوغوغرافيا أو الكتابة الصورية أي الكتابة بالكلمة حيث يشير الرمز الواحد إلى كلمة واحدة والكتابة المقطعية التي تتركب الكلمة فيها من عدة مقاطع وأخيرا الكتابة الأبجدية الكتابة الصوتية الكاملة لكل رمز فيها صوت خاص وفيها يدون الصوامت والصوائت. وتناول المؤلف بالدراسة والمقارنة جميع أنواع الكتابات العالمية مميزا بين الكتابة المبتكرة كالمسمارية والهيروغليفية والكتابة المقتبسة كاللاتينية معتمدا في ذلك على تحليل البنية الداخلية والأشكال الخارجية لرموز هذه الكتابات ولهذا زودت هذه الدراسة بنماذج عن جميع أنواع الأنظمة الكتابية منذ القدم حتى الكتابات المبتكرة والحديثة. ويقدر المؤلف عاليا الدور الذي قامت به الحضارة السامية في تاريخ الإنسانية قائلا "إن التطور الأوروبي الكبير والمتعدد الجوانب يبدو مقلدا وسلبيا بشكل مطلق بالمقارنة مع الشرق القديم الذي ابتكر أول كتابة للإنسانية فالكتابة تعود بجذورها إلى أصول سامية شرقية حيث ابتكرت الكتابة لمرة واحدة وإلى الأبد. ويعتقد فريدريش كغيره من العلماء البارزين في تاريخ الكتابة أن الإنسانية اجتازت طريقا صعبا ومعقدا من مرحلة التعبير عن الافكار والكلمات المفردة بوساطة الرسوم إلى التمييز الواعي للمقاطع والأصوات. وأشار إلى أنه في المراحل الأولى لتطور الكتابة يمكن مصادفة محاولات للتعبير بواسطة الرسوم لذلك فان افتراض وجود مرحلة الكتابة بالفكرة أمر مشروع حتى وأن لم يبرهن على وجودها بالوثائق والوقائع موضحا ان اشكال الرموز تتحول بسرعة وببساطة من الكتابة الصورية إلى الكتابة الخطية وللتدليل على صحة ذلك يمكن ملاحظة تطور الكتابة عند سكان الاسكيمو وكتابة باموم اما فيما يتعلق بالبنية الداخلية للكتابة فان عملية التطور من الكتابة بالفكرة إلى الكتابة بالكلمة لم تواجه صعوبات خاصة مع أن الانتقال لم يكن دائما يسيرا. كما حاول المترجم من خلال كتابه التقريب بين المصطلحات التي وردت في الكتاب والمصطلحات اللغوية والنحوية والتاريخية وأسماء النقوش وأسماء الأماكن الجغرافية والإعلام المألوفة لدى الدارسين والمؤلفين العرب موضحا أنه عانى صعوبات جمة في ترجمة المصطلحات وبعض المفاهيم التي لم يكن لها مقابل في العربية وتكاد تخلو منها حتى الكتب التي أعدت لدراسة المصطلحات وترجمتها مما دفعه إلى نحت مصطلحات جديدة بالعربية. يذكر أن الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب يقع في 512 صفحة من القطع الكبير.

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

"الأسلحة النووية" لا تزال تهدد العالم في القرن الـ…
"الدّولة وتدبير الحراك" كتاب جديد للدّكتور المغربي محمّد الغلبزوري
"المسغبة" ملحمة سردية لـ ثائر الناشف عن فواجع الحرب…
صدور رواية "سماء قريبة من الأرض" عن الحرب والمقاومة…
صدور رواية "جنة الأكاذيب" وديوان "زئبق وفضة" للكاتب خالد…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة