القاهرة - الدار البيضاء اليوم
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عضو مجلس الوزراء وزير التسامح، أن وجود قنوات للحوار والتفاهم والعمل المشترك مع جميع البشر ضرورة لكي تكون الإمارات دولة ناجحة، تنعم بالأمن والاستقرار والرخاء، وتحقق التنمية والتقدم في كل الميادين، بل وكذلك دولة تناصر قضايا الحق والعدل والسلام في كل مكان. مشدداً على أن الانفتاح على العالم هو أحد أهم ملامح الرؤية الحكيمة لمسيرة الدولة، وقيادتها الرشيدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة،
وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، الذين يؤكدون دائماً أن التسامح والتفاهم والتعايش بين الجميع هو الطريق إلى مجتمع ناجح، وإلى عالم يسوده السلام والرخاء.
وأعرب الشيخ نهيان، في كلمته خلال افتتاح مهرجان «هاي أبوظبي»، ظهر أمس، في منارة السعديات بأبوظبي، عن ثقته بأن المهرجان بكل ما يحتويه من ثراء فكري وثقافي وفني سيخرج بالعديد من الفوائد والإنجازات المهمة التي تهدف إلى تحقيق التطور في الثقافة والآداب والفنون العربية، بما يسهم في إثراء الحياة للجميع، داعياً كل فئات المجتمع إلى حضور فعاليات المهرجان، والاستمتاع بما يقدمه من تجارب فريدة، مضيفاً أنه على ثقة تامة بأن المهرجان سيكون ناجحاً في تحقيق أهدافه المرجوة، وفي تأكيد مكانة أبوظبي الثقافية والفنية في العالم، وفي الإسهام في تطوير الواقع الثقافي العربي نحو الأفضل.
منصة مهمة
يمثل المهرجان، الذي تنظمه وزارة التسامح، بالتعاون مع مهرجان الهاي للآداب والفنون، على مدى أربعة أيام، يمثل منصة مهمة، يشارك بها الجميع بالدراسة والنقاش حول قضايا التنمية الثقافية والفكرية والفنية، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو المستوى الدولي، كما أنه فرصة لتعزيز مكانة اللغة العربية على المستوى العالمي، من خلال المشاركة الواسعة للمبدعين الإماراتيين والعرب في أنشطته التي تتعلق بالأدب والشعر العربي، وأدب الأطفال والفنون المرتبطة به، وكذلك حول قضايا التنمية البشرية، وقضايا الشباب والمرأة والأسرة، مؤكداً أن المهرجان يعتمد في ذلك كله على أسلوب فريد في التنظيم، بحيث تستمر الأنشطة خلال اليوم كله، وبشكل متوازٍ يكفل للمتابعين الحصول على حقهم في المعرفة واللقاء مع المبدعين والمشاركين.
وشهد افتتاح المهرجان، الذي يقام بمشاركة 99 كاتباً وفناناً ومفكراً عالمياً، كل من رئيس المجلس الوطني الاتحادي صقر غباش، ووزير شؤون المجلس الأعلى للاتحاد أحمد جمعة الزعابي، وزير دولة ميثاء الشامسي، والدكتور زكي نسيبة وزير الدولة، ورئيس دائرة تنمية المجتمع الدكتور مغير الخييلي.
فرصة للحوار
عبّرت المدير الدولي لـ«مهرجان هاي»، كريستينا فوينتس لاروش، عن سعادتها بانطلاق النسخة الأولى من مهرجان «هاي أبوظبي»، الذي يكتسب أهمية متزايدة بوصفه حواراً عالمياً يشهد مشاركات مثمرة وآراء جديدة ملهمة. لافتة إلى أن المهرجان يضم العديد من الأفكار والحوارات، وهو ما يجعله مناسبة احتفالية مهمة، تتخللها عروض أداء مسائية متميزة.
ووصف مدير مهرجان هاي بيتر فلورنس، التسامح بالخيط السحري الذي يربط بين الناس على اختلاف أفكارهم وشخصياتهم وجنسياتهم وثقافاتهم. لافتاً إلى أهمية المهرجان باعتباره مساحة للحديث، وكذلك الاستماع للآخر، والتواصل معه. وأضاف: «نحن على موعد في الأيام الأربعة المقبلة مع تجربة فريدة من نوعها، نلتقي خلالها بأبرز العقول الأدبية والشعرية والفكرية، للتعرف إلى قصصهم ومشاركاتهم الملهمة، ما يمكّننا من تصوّر ما سيؤول إليه العالم مستقبلاً. ويعد المهرجان بمثابة منصّة شمولية، تستضيف مختلف الأصوات الملهمة الناطقة بلغات عديدة ضمن حوارات مثمرة، ما يجعله ملتقى بارزاً لتصوّر المستقبل وتخيل ملامحه. ويسرنا أن نرحب بكل الزوّار من مختلف الأعمار في منارة السعديات، لينضموا إلينا ضمن هذه التظاهرة الثقافية الاستثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى».
بين التسامح والأدب
وأكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة محمد بن راشد الأديب محمد المر، أن أهم ما تعلمه من قراءاته، أن الإنسان يجب ألا يكتفي بما لديه، وأن يتسم برغبة مستمرة في تطوير ذاته ومجتمعه، وهو ما يتطلب جهداً وصبراً.
وتحدث المر، خلال الجلسة التي عقدت عصر أمس، ضمن فعاليات المهرجان، تحت عنوان «حياة مع الأدب»، عن مفهوم التسامح في حياته، موضحاً أنه تشكل من خلال ثلاث مراحل، الأولى تشكلت بفضل قراءاته لكوكبة من الكتاب المصريين، الذين كانوا أعلام التنوير العربي في تلك الفترة، مثل سلامة موسى، والعقاد، وغيرهما ممن تشكل فكرها بالتزامن مع ثورة 1919، وهي ثورة مفصلية في تاريخ مصر، لأنها كانت بمثابة بداية تشكل الدولة الحديثة، ورافق هذا تقدم كبير في الفكر، وتحرير المرأة، ووضع دستور 1923 الذي يعد أعظم الدساتير في المنطقة العربية. مشيراً إلى أن أبرز ما اتسم به هؤلاء هو تصالحهم مع أنفسهم، ومع الفكر الغربي، على عكس تيار الفكر التابع للإسلام السياسي، فكانوا يجمعون بين التمسك بأصولهم العربية الإسلامية من جهة، وانفتاحهم على الثقافة الغربية من جهة أخرى، وهو ما فتح ذهنه على أهمية التعرف إلى الحضارة الغربية والاستفادة منها.
أما المرحلة الثانية من علاقته بمفهوم التسامح، فتمثلت في سفره للدراسة في أميركا، وانفتاحه هناك على الثقافة والفنون المختلفة، في حين ارتبطت المرحلة الثالثة بعودته إلى الإمارات مرة أخرى.
أما الكاتب رشيد خيون فقد ركز مداخلته على دور الأدب والشعر في التسامح، مؤكداً أن الأدباء أكثر تأثيراً على الناس من الفقهاء، على عكس الشائع، فالفقيه يعتمد على قواعد وقوانين وفتاوى، أما الأدباء فيعتمدون على العواطف، ما يجعلهم أقرب إلى التأثير في الناس.
5000 طالب
رافق فعاليات اليوم الأول من «هاي أبوظبي» برنامج أطفال المدارس، الذي يشارك فيه 5000 طالب من 75 مدرسة حكومية وخاصة، وعبّر الكاتب البريطاني، آندي استانتن، عن سعادته بتقديم جلسة التقى خلالها بهذا الكم من أطفال الإمارات، الذين يعد التواصل معهم بمتعة الكتابة للطفل نفسها، وأنه لم يجد أي عناء في التواصل معهم والحديث، بل وجد كثيراً من الجمال والخيال الذي يتمتعون به، وأنه يحمل قلب طفل يستطيع بسهولة اكتشاف الجمال، وهو ما وجده في أبوظبي. وعن ملامح التسامح والتعايش التي لاحظها خلال مشاركته بالمهرجان، أكد أن المجتمع الإماراتي لا يجد عناء على الإطلاق في التعايش والتواصل، فهو مجتمع تعد التعددية من أهم ملامحه.
وقد يهمك ايضا :
الشيخ عبد الله بن زايد يؤكّد أنّ المسار السياسي هو السبيل لحل الأزمات
الاقتصاد الياباني يصارع للإفلات من براثن الانكماش