وجدة - إبن عيسى إدريس
تعيش مدينة وجدة فوضى عارمة في الشوارع والأزقة والساحات العامة. ولم يعدّ الأمر يتعلق باحتلال الرصيف أو الملك العمومي، بل تجاوز الحد مداه، وأصبحت كل الطرق الرئيسية محتلة من طرف الباعة الجائلين وأصحاب العربات الثلاثية و"الفراشة". وبات من المغامرة اقتحام أو المرور عبر الطرق المؤدية إلى ساحة سيدي عبد الوهاب، أو شارع علال الفاسي، أو شارع ساحة المغرب العربي أو شارع مولاي الحسن أو شارع عبد الخالق الطريس.
وبحكم السكوت المطبق للمسؤولين، تعاظم مشكل احتلال الساحات والطرقات الرئيسية، وهكذا تحولت طريق بودير من صيدلية ابن سينا إلى غاية مسجد مولاي الحسن إلى ما يشبه "سويقة"، مخصصة لأصحاب العربات الثلاثية والمجرورة بالدواب والحمير. وفي تحد سافر لكل القوانين، فرض الباعة الجائلين سيطرتهم على هذه الطريق الحيوية، يفتحون ممرات صغيرة بالنهار في وجه حركة السير. ويقطعونها بشكل كامل بعد السادسة والنصف مساءً. ولقد فتحت شهية البعض للاستيلاء على الملك العمومي واستغلال الفضاءات الفارغة دون مراعاة للمصلحة العامة، وشكل تراخي الجهات المسؤولة، عاملًا أساسًيا في تمدد الفوضى إلى الأحياء الشعبية أيضا. ونذكر على سبيل المثال ما يجري على الطريق 115 في حي كولوش وحي النصر وطريق بوقنادل وسويقة بنغلاديش وغيرها.
وإنها الفوضى بكل تجلياتها والتي يتحمل فيها الجميع مسؤوليته، منتخبون وسلطات محلية ورجال أمن وفعاليات المجتمع المدني، إذ ليس من المعقول أن نشاهد يوميًا مناظر تعيدنا سنوات إلى الوراء، ونقبع صامتيين بدعوى الظرفية، وهل نذكر من جديد بالمشاريع والمليارات التي أنفقت على تأهيل مدينة وجدة وعلى تجديد ساحة سيدي عبد الوهاب؟. كيف سيكون انطباع الزائر المغربي أو الأجنبي وهو يرى مدينة بعيدة عن التمدن والركب الحضاري؟ !، مدينة غارقة في الفوضى واحتلال الملك العمومي.