وجدة - هناء امهني
اختتمت فعاليات الملتقى العلمي الثاني للتنمية البشرية والكوتشينغ، أمام قرابة 1200 من الشباب ومن أعمار مختلفة، غصت بهم جنبات القاعة الكبرى لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية في وجدة، بعد تقديم ستة مداخلات علمية وازنة، أطرها دكاترة متخصصون وأساتذة باحثون، ومدربون مبرزون في التنمية الذاتية والكوتشيتغ، بحيث لامسوا عن قرب أبرز التحديات التي تواجه الشباب في وقتنا الراهن، إن على مستوى إدارة الذات، الصحة النفسية عند الشباب، التحفيز، تطوير المهارات، والمقاولة والشباب.
إذ، افتتح الملتقى العلمي الثاني للتنمية الذاتية والكوتشيتغ، بكلمة مسهبة لفضيلة الدكتور مصطفى بن حمزة، الذي أكد على دور المعرفة في حياة الشباب، خاصة تلك المعرفة المرتبطة بحقول معرفية تعنى بالثقافة والتنمية، واعتبر الشباب المتعلم والمنفتح على العلوم المختلفة، محطة ضرورية في تنوير طريقهم نحو مستقبل أفضل، وعشق المعرفة لذى الشباب عنصر مهم كذلك في إبراز قدراتهم وتحدياتهم لتخطي كل الصعاب والابتعاد عن كل ما من شأنه أن ينغص حياتهم.
هذا، وأكد ياسين زروالي الكوتش ومدير الملتقى العلمي الثاني للتنمية الذاتية والكوتشيتغ لـ"المغرب اليوم"، على أهمية التفكير الإيجابي في حياتنا اليومية، والابتعاد عن كل المشاكل التي تؤرق الشباب اليوم، وركز على وجه الخصوص على الإدمان على المواد المخدرة، الابتعاد عن الضغوطات النفسية، التي تؤدي إلى الأمراض النفسية والعصبية، ولا قدر الله إلى الانتحار، بعد أن خلص في مداخلته،في طرح عدة نقاط قوة قد تجعل الشباب في مأمن من هذه الانحرافات، وبالتالي الابتعاد عن الفكر السلبي، وتعويضه بفكر إيجابي يخلق بدائل عملية وعلمية لصناعة أمل ومستقبل أفضل وأجمل.
وانصبت مداخلة حسن خرواع، دكتور الطب النفسي والعصبي، حول موضوع "الصحة النفسية عند الشباب" مسلطًا بعضًا من الضوء على مجموعة من الأمراض المتصلة بالموضوع والناتجة، عن حالات متعددة تتردد على عيادته، إثر أسباب ومشاكل معينة، وتعاني أوضاعًا نفسية مقلقة، بينما الكوتش كريم شركي محسن، تطرق في مداخلته المعنونة بـ"الشباب والحب- إدارة العواطف"، الموضوع الذي تجاوب معه أغلبية الشباب بعفوية وانسيابية، لأهمية التيمة من جهة، ولدور الحب في علاقاتنا اليومية التي أصبحت تتشنج في غياب أدنى لعنصر الحب.
وبالمناسبة، كانت مداخلة حسن رقيق المستشار الأسري، مهمة للغاية، انصبت حول إشكالية متباينة في حياتنا اليومية، وهي "أي دور للوساطة في تسوية النزاعات بطريقة ودية وفعالة؟ "، وركز فيها على حل النزاعات الأسرية على وجه التحديد، التي تتطلب حسب رأيه آليات مهمة من دوي الاختصاص، لرأب الصدع بين كل الأطراف، وخلق جو من التواصل والتفاهم، وبالتالي إشاعة عنصر الحب بينهم.
وذيل الملتقى العلمي الثاني للتنمية الذاتية والكوتشيتغ، قبل الكلمة الاختتامية لمدير الملتقى ياسين زروالي حول تيمية الفكر الإيجابي في حياة الفرد والمجتمع، " تمسك بحلمك"، بتقديم قصة حياة شاب مغربي قادم من عاصمة البوغاز طنجة، "الشاب حسن البرنوصي"،الذي حضر لوجدة لمشاركة قصته مع المرض، وكيف استطاع تحدي كل الصعاب، بالرغم من إخضاعه لعمليات جراحية عدة، تمسك وتشبث في الأخير بفكره الإيجابي، بعدما تلقى دروسًا في التنمية الذاتية والكوتشيتغ، متجاوزًا كل التحديات بالعلم والمعرفة وصناعة الأمل.