القاهرة - محمد عبد الحميد
بلغ الإيطالي فابيو فونييني المصنف خامسًا الدور الثاني من دورة ميونيخ الألمانية الدولية لكرة التنس البالغة جوائزها 520 ألف يورو، بفوزه على الألماني ماكسيميليان مارتيرر 6-3 و6-1 الأربعاء.
ويلتقي فونييني في الدور المقبل الكازاخستاني ميخائيل كوكوشكين. وتأهل إلى الدور ذاته الألماني الكسندر زفيريف الثامن على حساب التونسي مالك الجزيري بالفوز عليه 4-6 و6-3 و6-2، ليواجه التشيكي لوكاس روسول. وتأهل أيضًا الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو بفوزه على الألماني داستن براون 7-6 (7-2) و6-4، والهولندي ايغور سييسلينغ بفوزه على الإيطالي ماركو شيكيناتو 6-2 و6-4، والألماني يان-لينار شتروف بفوزه على الكندي فاسيك بوسبيسيل السابع 6-7 (5-7) و6-3 و6-2، والدومينيكاني فيكتور ايستريلا بفوزه على اللأماني سيدريك-مارسيل شتيبه 7-5 و6-2.
وكان البريطاني اندي موراي توج بلقبه الأول على الملاعب الترابية عندما ظفر بنسخة العام الماضي من الدورة الألمانية أثر تغلبه على الألماني فيليب كولشرايبر 7-6 (7-4) و5-7 و7-6 (7-4) في المباراة النهائية، وهو يغيب عن نسخة هذا العام.
أطلقت البرازيل اليوم الاربعاء العد التنازلي لآخر 100 يوم على افتتاح أول دورة العاب اولمبية تقام في أميركا الجنوبية مع تأكيد السلطات فضلًا عن اللجنة الاولمبية الدولية على تجاوز الازمة السياسية التي تضرب البلاد, ومن المتوقع ان يشارك في الالعاب الاولمبية المقررة في ريو دي جانيرو من 5 الى 21 آب/أغسطس المقبل 10500 رياضي ورياضية من 206 دول، كما ستجذب الالعاب نحو 450 الف سائح لمتابعة منافساتها, وأقيمت احتفالات رمزية بالمناسبة في اماكن مختلفة من العالم، كما ان المنظمين للألعاب سيتسلمون اليوم بالذات الشعلة الاولمبية التي اضيئت في 21 الجاري في المعبد الاولمبي في اليونان مهد الالعاب الاولمبية الحديثة.
ورقص في نيوزيلاند، رياضيون رقصة "هاكا" التراثية على شاطيء اوكلاند احتفالا بهذا اليوم، في حين ان بريطانيا كشفت مثلا عن الزي الاولمبي لرياضييها من تصميم ستيلا ماكارتني, وعبرت الشعلة الاراضي اليونانية والمواقع القديمة الكبرى، وباتت من اليوم في عهدة المنظمين البرازيليين للألعاب, ومرت الشعلة في مخيم ايليوناس للاجئين في ضاحية اثينا الذي زاره رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الالماني توماس باخ في كانون الثاني/يناير, وحملها السوري ابراهيم الحسين (27 عامًا) الرياضي المتكامل برغم بتر احدى قدميه، لتذكير العالم اجمع بالمأساة التي يعيشها اللاجئون خصوصا السوريين والجهود التي تبذلها اليونان لمواجهة ازمة الهجرة.
وبالرغم من تأكيد السلطات البرازيلية الرسمية واللجنة الاولمبية الدولية ان كل الامور ستكون جاهزة وان اولمبياد ريو سيكون رائعا، فان الغيوم تتلبد بعد توالي الازمات وآخرها احتمال اقالة رئيسة البرازيل ديلما روسيف, ويقول المنظمون ان الملاعب باتت جاهزة بنسبة 98 بالمائة، في حين ان باخ وعد "بألعاب رائعة"، ولكن الألعاب تواجه تحديات كبيرة حتى قبل انطلاقها.
وجاء الاعلان عن وفاة 11 عاملا في ورش البناء في منشآت الالعاب الاولمبية منذ 2013، مقارنة بوفاة 8 عمال في جميع انحاء البرازيل ابان الاستعداد لاستضافة مونديال 2014، ليلقي بظلاله القاتمة على الوضع, وأعلنت مفتشية العمل في ولاية ريو وفاة 11 عاملا في ورش الاعداد للألعاب بين 2013 و2016, وقال المسؤول عن مفتشية العمل في ولاية ريو روبسون ليتي في تصريح لوكالة فرانس برس: "انه رقم مخيف. توفي 11 عاملا في محيط المواقع الاولمبية منذ 2013", واضاف "كانت هناك 8 وفيات في ورشات العمل الاعدادية لنهائيات كأس العالم 2014 لكرة القدم ولكن في البرازيل بأسرها (12 مدينة مضيفة) وفي ريو وحدها لدينا 11 وفاة".
وتواجه البرازيل أزمة سياسية حادة حيث اقر مجلس النواب البرازيلي بأغلبية ساحقة يوم الاحد اجراءات اقالة الرئيسة اليسارية ديلما روسيف المتهمة بالتلاعب بالحسابات العامة, واقر اجراء التصويت بموافقة 367 نائبا، اي بزيادة 25 نائبًا على الثلثين (342 نائبًا) المطلوبة للسماح لمجلس الشيوخ باتهامها, وشكل مجلس الشيوخ البرازيلي الاثنين الماضي لجنة خاصة للنظر في اجراءات إقالة روسيف التي يمكن ان تخسر منصبها خلال بضعة اسابيع.
وإختار مجلس الشيوخ، المؤلف من 81 عضوا، 21 سيناتورا لتشكيل هذه اللجنة التي يتعين عليها ان تقدم في غضون عشرة ايام على الاكثر توصية للمجلس كي يصوت في جلسة علنية ما اذا كان سيقرر المضي قدما في إقالة الرئيسة او ان يصرف النظر عن هذه القضية, ويرجح ان يعقد مجلس الشيوخ جلسة التصويت هذه في 12 ايار/مايو وحينها تكفي الاكثرية البسيطة (41 صوتا من اصل 81) لمحاكمة روسيف, فضلًا عن التحديات الاقتصادية في البرازيل وكلفة الالعاب المرتفعة التي ستصل الى 11 مليار دولار، وايضا تفشي وباء زيكا بشكل واسع, وقال الخبير الرياضي فونداساو جوتيليو فارغاس "ان الالعاب هي احتفالية كبيرة"، مضيفا "لكننا نحتفل دائما عندما نكون سعداء".
وارتفعت نسبة البطالة في البرازيل التي حصلت على حق استضافة الالعاب عام 2009 الى 2ر10 بالمائة، كما تواجه ازمة سيولة وولاية ريو غير قادرة على دفع رواتب موظفي الحكومة في الوقت المحدد, واضطر منظمو الالعاب ايضا الى تخفيض كلفة الاستضافة بدءا من ماكينات الطباعة وصولا الى تقليص عدد المقاعد في المنشأة التي تستضيف منافسات التجذيف, ولن تكون شبكة المترو جاهزة إلَّا في الاول من تموز/يوليو، اي قبل خمسة اسابيع على الانطلاق, كما ان الحديث عن التلوث في الخليج الذي سيحتضن الالعاب المائية ليس جديدا، وعلق لي لاي-شان من هونغ كونغ والفائز بميدالية ذهبية في منافسات الالواح الشراعية في هذا الصدد "انه ملوث جدا. بمجرد ان تمرض تكون انتهيت".
وربما لا يهتم السياح كثيرا الى الازمة السياسية والاقتصادية في البرازيل، ولكنهم سمعوا بالطبع عن وباء زيكا القاتل الذي انتشر بسرعة في البرازيل ومعظم دول أميركا الجنوبية, وانتشر زيكا في البرازيل أواخر 2015 حيث أعلن لاحقًا عن عدد من الوفيات وعن اصابة أكثر من 5ر1 مليون برازيلي بالعدوى, ولكن روسيف اكدت في شباط/فبراير الماضي ان وباء زيكا الذي يضرب بلادها لا يشكل خطرًا على استضافة اولمبياد ريو، داعية البرازيليين الى مكافحة البعوض الناقل للفيروس.
وينتقل فيروس زيكا بلسع بعوض يسمى "البعوض النمر", وهو يتسبب باعراض شبيهة بالانفلونزا (ارتفاع الحرارة ووجع في الرأس والم في المفاصل)، لكنه يمكن ان يؤدي لدى الحامل الى تشوه خلقي لدى الجنين الذي يمكن ان يولد بجمجمة اصغر من الحجم الطبيعي وهو ما يعرف بصغر الرأس, وظهرت معضلة جديدة ايضا بعد انتشار فيروس "اتش 1 ان 1" الذي ادى الى وفاة 46 شخصا في اقل من شهرين في البرازيل، وتحديدا في جنوب شرق البلاد, ويعتبر العنف من العوامل المقلقة ايضا في ريو التي يقتل فيها اربعة اشخاص كل يوم, وستنشر السلطات البرازيلية 85 الف شرطي وجندي لحماية الالعاب، اي ضعفًا العدد عن الالعاب السابقة في لندن 2012.
ولا يبدو ان الازمات التي تواجهها البرازيل ولا سيما السياسية ستؤثر على تنظيم الالعاب, وقال الناطق باسم اللجنة الاولمبية الدولية قبل ايام "ان اللجنة الاولمبية الدولية تتابع عن كثب التطورات الاخيرة فيما يتعلق باجراءات اقالة الرئيسة ديلما روسيف", وتابع "ان الاستعدادات للالعاب الاولمبية دخلت الان في مرحلة متقدمة من العمليات حيث يكون هذا النوع من القضايا السياسية اقل تأثيرا كما في مراحل أخرى من تنظيم الالعاب", واضاف بعد زيارة تفقدية الى ريو "رأينا تقدما كبيرا قد حصل، وما زلنا واثقين من نجاح الالعاب الاولمبية هذا الصيف، وهي ستترك ارثا مهما وتقدم فرصة مهمة لتوحيد الشعب البرازيلي بغض النظر عن خلفيتهم او آرائهم السياسية".
وأعربت روسيف عن أن الاستعدادات للألعاب الاولمبية في "وضع مناسب جدا", وأضافت "لقد عملنا لكي تصبح اقامة الالعاب ممكنة. اليوم، جميع البنى التحتية جاهزة من امن وملاعب كرة قدم وتجمعات مائية واماكن اقامة مسابقات الكانوي كاياك، اي باختصار جميع البنى التحتية الرياضية. كما جهزنا البنى التحتية للاتصالات والطاقة".