باريس ـ إفي
تختبر فرنسا استعداداتها الأمنية في الملاعب التي ستحتضن منافسات بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016)، في الفترة ما بين 10 يونيو (حزيران) وحتى 10 يوليو (تموز) المقلبين، وذلك من خلال عمليات تجريبية لإطلاق نار ببنادق كلاشينكوف وطائرات بدون طيار، تقوم بإلقاء قنابل كيميائية أو بهجمات تستهدف أماكن تجمع المشجعين.
وتأتي هذه التدريبات التي تقوم بها القوات النظامية بالإضافة إلى بعض الأجهزة الأمنية الأخرى مثل المفرقعات، في ظل حالة التأهب التي تعيشها البلاد، لاسيما وأنها باتت هدفاً للهجمات الإرهابية، كالتي ضربت العاصمة باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأسفرت عن مقتل 130 شخصاً بالإضافة إلى مئات الجرحى.
وكان ملعب دو فرانس، في ضاحية سان دوني شمال العاصمة الفرنسية، والذي كان يحتضن مباراة ودية بين فرنسا وألمانيا في ذلك التوقيت، مسرحاً لإحدى هذه الهجمات.
وانطلقت هذه التدريبات منذ شهر وسط تكتم شديد في الـ10 مدن التي ستحتضن المباريات، ومن الممكن أن تكون هدفاً لهجمات إرهابية مماثلة.
وشهدت هذه التدريبات التي تمت في عديد من الملاعب، محاكاة لبعض السيناريوهات مثل الهجوم بطائرة بدون طيار مزودة بقنبلة كيميائية على ملعب أليانز ريفيرا في مدينة نيس، أو هجوم آخر بغازات سامة في سانت إيتيان، أو عمليات إطلاق نار ببنادق على محطتي قطار بوردو ومارسيليا.
هذا بالإضافة إلى تأمين المناطق المخصصة للجماهير (المنطقة المختلطة) ضد أي هجمات محتلمة باستخدام "مواد ضارة".
وقالت إحدى المصادر المقربة من هذه التدريبات، التي تعتبر جزءاً من خطة أمنية موسعة ومحكمة منذ 3 سنوات، في تصريحات لصحيفة لو فيغارو اليومية: "الغرض من هذه الفكرة كان السيطرة والحد من حالة الذعر المحتملة بدافع وحيد، هو الهرب من 'المنطقة المختلطة' من خطر التعرض لهذه المواد الخطيرة".
ومن جانبه، شدد وزير الداخلية الفرنسي، برنارد كازينوف، على أن القوات الأمنية في البلاد على أهبة الاستعداد لأي هجمات إرهابية محتملة خارجية أو داخلية.
وقال في هذا الصدد: "لم يسبق للبلاد أن تعرضت لمثل حالة التهديد الحالية".