واشنطن - رولا عيسى
يجد الاشخاص الذين يبحثون عن تابلت في عام 2016 أنفسهم امام ثلاث خيارات هي اندوريد، وأيباد أبل أو تابلت وندوز 10 من مايكروسوفت، وبالرغم من أن الخيارين الاولين يناسبان الهاتف المحمول اكثر، ولديهما أنظمة تشغيل ذكي، يأتي ويندوز 10 مع جانب آخر من الحوسبة وهو سطح المكتب التقليدي.
ويعتبر هذا الجهاز الجديد بين التابلت واللابتوب، مع القدرة على التحول بين الاثنين، وهو يبدو مثل المزيج المثالي بين التابلت والكمبيوتر بدون الحاجة الى شراء الجهازين، وبدأت الشركات المصنعة مثل مايكروسوفت وسامسونخ وهواوي بصناعة هذه الأجهزة أفضل من غوغل وأبل.
وصنع تابلت تابور أس سامسونغ بطريقة جيدة وجذابة، وهو كبير ورقيق وخفيف بالنسبة لجهاز لاتبوت، ولكن بالرغم من أن مايكروسوفت قطعت شوطا مع تابلت ويندوز 10 الا أن هناك بعض الامور الكبيرة التي تنقصه، والتي يمكن حل بعضها فيما بعضها الاخر يصعب حله.
ويتحدث الناس عن فجوة في التطبيقات بين اندرويد واي او اس، وهناك المزيد من التطبيقات المخصصة لايباد أبل من الموجودة على اندرويد ولكن ويندوز 10 متخلف عن الاثنين بمراحل كثيرة، ولا يفهم من هذا الحديث العدد الكبيرة للتطبيقات، أو غياب تطبيقات سطح المكتب، وإنما افتقار وجود التطبيقات عالية الجودة والتي تعتبر أفضل بكثير من تلك الرديئة بغض النظر عن عددها.
ويفتقر ويندوز 10 الى التطبيقات الممتعة التي تجعل من استخدامه جذابا، فعلى سبيل المثال تطبيق الفيديو نيتفيلكس متاح في متجر ويندوز وهو أمر جيد، ولكن يغيب عنه تطبيق بي بي سي أي بلاير، واي تي في هب، وامازوم برايم فيديو، وللوصول الى هذه التطبيقات يجب على المستخدم استخدام المتصفح من خلال سطح المكتب.
ويمتد القصور الى معظم التطبيقات المختلفة، ولكنه يملك تطبيق الفيسبوك، ولكنه لا يمتلك تطبيق الانستغرام، ويمتلك تطبيق كيندل ولكنه لا يمتلك تطبيق كومياسولوجي أو مارفيل يونايتد، وفيما يتعلق بتطبيقات الموسيقى على المستخدم أن يلجأ الى تطبيقات سطح المكتب من سبوتيفي أو تيونز وغيرها من المتصفحات، وهناك العديد من التطبيقات التي لا تتماشى مع منصات أخرى، فعلى سبيل المثال لا يتماشى توتر مع الخادم جيفي، ولا يعتبر استخدام تطبيقات سطح المكتب في هذا التابلت تجربة تبعث على السرور.
وتكمن مشكلته الثانية في سوء تعامل مايكروسوفت مع الشاشات ذات الدقة العالية، فقبل خمس سنوات استطاعت الشاشات عالية الدقة أن تجعل من كل شيء عليه صغير، ولكن اليوم زادت كثافة الشاشات لذلك فان الصور والنصوص والرموز أصبحت تبدو مثل نهاية الدبوس.
وتعتبر مقاسات تطبيقات متجر ويندوز جيدة ونصوصها وضاحة على شاشة التابلت حسنة الشكل مثل الموجودة في تابور أس سامسمنج، ولكن تطبيقات سطح المكتب في ويندوز تبدو في كثير من الأحيان ضبابية، مما يخلق تجربة استخدام سيئة ولا سيما على التابلت، لدرجة انها تدفع المستخدم الى تجنب استخدام تطبيقات سطح المكتب، مما يخلق بالفعل فجوة في التطبيقات.
ويعد عمر البطارية بالنسبة للتابلت الجديد مشكلة حقيقية، ولا يعني هذا عمر الاستخدام الفعلي للبطارية وإنما زمن الانتظار، فعلى سبيل المثال عندما يضغط المستخدم على زر الطاقة لوضع السكون في ايباد واندرويد فانه يكون واثق من انه سيعود في وقت لاحق ليجد بطارية في الجهاز، ولكن هذا لا يحدث مع تابلت ويندوز 10.
ولا يستطيع الجهاز بالتالي التحكم في البطارية أثناء وضع السكون، مما سيصدم المستخدمون عندما يتوقعون استجابة معينة عندما يعودن لاستخدام التابلت، وتفوق عليه كل من اندرويد واي او اس، ويبقي أيباد برو على أهبة الاستعداد لأكثر من أسبوع، مثل بكسل سي من غوغل، على عكس ويندوز 10.
وتستمر صناعة التابلت في التضاؤل لصالح الجهازين في جهاز واحد، ومعه فان مايكروسوفت لديها فرصة ممتازة لإعادة حصتها من سوق الهواتف النقالة، ولكنها تحتاج للعمل بجد أكبر للقضاء على هذه المشاكل وتضيق فجوة التطبيقات، ويمكن أن يكون ويندوز 10 مذهل، ولكن بالرغم من أن الجهاز وصل إلا أن برامجه تحتاج الى التطوير.