القاهرة - الدار البيضاء
حددت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، 27 سبتمبر (أيلول) الجاري، موعداً مقترحاً جديداً لإطلاق الصاروخ «أرتيميس» إلى القمر، وذلك بعد تأجيل المهمة مرتين بسبب أعطال ترتبط بتسرب الوقود.
وكان المخطط أن ينطلق الصاروخ في 29 أغسطس (آب) الماضي، حاملاً كبسولة أوريون، وبها ثلاث دمى تجريبية، تمهيداً لاستبدال هذه الدمى برواد فضاء حقيقيين على متن الرحلة التالية، ولكن تقرر حينها تأجيل الإطلاق حتى يوم 2 سبتمبر بسبب «تسرب للوقود»، وتكرر العطل في الموعد الجديد، وتأمل «ناسا» أن يكون يوم 27 سبتمبر هو الموعد النهائي.
وربطت الوكالة الأميركية نجاح الإطلاق يوم 27 سبتمبر بنجاح فرق هندسية في إجراء اختبار لتزويد صاروخ نظام الإطلاق الفضائي بالوقود، وإذا لم يحدث ذلك، فسيتعين إعادة الصاروخ من مركز كينيدي للفضاء التابع لـ«ناسا» بعجلات إلى مبنى التجميع، ما يدفع بالجدول الزمني إلى الوراء، ليكون الموعد القادم المحتمل في 2 أكتوبر (تشرين الأول)، كما قالت الوكالة في بيان الاثنين.
وبالنسبة لتاريخ 27 سبتمبر، ستكون نافذة الإطلاق مدتها 70 دقيقة في الساعة 11:37 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وبمجرد إطلاق الصاروخ حاملاً المركبة الفضائية أوريون، سيستغرق الأمر عدة أيام حتى تصل المركبة الفضائية إلى القمر، وتطير لمسافة 60 ميلاً (100 كيلومتر) في أقرب اقتراب لها.
وتمهد هذه الرحلة لصعود رواد فضاء على متن الرحلة التالية، حيث يطيرون حول القمر ويعودون في أقرب وقت في عام 2024، ويمكن أن يتبع ذلك هبوط لشخصين على سطح القمر بينهم أول امرأة وأول شخص من أصحاب البشرة الملونة بحلول نهاية عام 2025.
ويعكس اختيار اسم «أرتيميس» لهذه المهمة، الرسالة التي تريد «ناسا» توصيلها، وهي أنه كما تمكنت من إرسال البشر إلى القمر قبل 53 عاماً، من خلال رحلة «أبوللو» - إله الأساطير اليونانية المعنيّ بالتنبؤ بالمستقبل - فإنها تريد تأكيد ريادتها من خلال رحلة تحمل اسم شقيقه «أرتيميس»، وفق الأساطير اليونانية، كما يؤكد عصام جودة، رئيس الجمعية المصرية لعلوم الفلك.
وبالإضافة إلى هذه الرسالة الرمزية، تعتبر وكالة «ناسا» هذه الرحلة إعداداً جيداً لرحلتها الطموحة إلى كوكب المريخ عام 2030.
ويقول جودة لـ«الشرق الأوسط»: «المهمة إلى المريخ بدءاً من السترات التي سيرتديها رواد الفضاء، مروراً بكيفية الإقامة والتنقل هناك، وانتهاءً بالتزود بالوقود في رحلات العودة، كل هذه أمور تحتاج الوكالة الأميركية إلى اختبارها في القمر، قبل الذهاب إلى المريخ».
وخلال الرحلة إلى القمر ستختبر الوكالة الأميركية سترات جديدة واقية للإشعاع تم إعدادها لرواد الفضاء، كما ستبني محطة على سطح القمر لاختبار إمكانية البقاء على قيد الحياة في مهمة فضائية طويلة جداً، حيث لم تستغرق مهمة أبوللو سوى أيام، بينما من المقرر أن تكون مهمة القمر الجديدة أطول كثيراً، وتستمر لأسابيع، كما ستختبر الوكالة الأميركية استخدام الموارد الموجودة على سطح القمر، وأهمها المياه الموجودة على شكل جليد لتحويلها إلى وقود، حيث يتكون الماء من الأكسجين والهيدروجين الذي تستخدمه الصواريخ كوقود.