واشنطن ـ المغرب اليوم
يُخيل للمستخدم العادي أن عملاقة التكنولوجيا "غوغل"، التابعة لشركة "ألفابت" حاليًا، لا تفعل أي شيء خاطئ عندما يتعلق الأمر بمحرك بحثها الشامل ومجموعتها الواسعة من المنتجات والخدمات الأكثر مبيعًا مثل أندرويد وجيميل Gmail وخرائطها Google Maps، ومع ذلك، فإذا كنت متابعًا للأخبار فلابد أنك سمعت بأنها قد أعلنت نيتها إغلاق شبكتها للتواصل الإجتماعي المسماة غوغل بلاس +Google بعد أن عثرت في شهر مارس/آذار على ما أسمته "خللا برمجيا" دام لسنوات يمكنه عرض الأسماء وعناوين البريد الإلكتروني وغيرها من البيانات الخاص لما لا يقل عن 500 ألف مستخدم من مستخدمي المنصة.
ويُعد هذا الإعلان بمثابة تذكير بأن غوغل لا تتعامل بالقدر ذاته من الدقة والحرص مع جميع منتجاتها وخدماتها التي أعلنت عنها سابقًا كما يعتقد الكثير من الناس، حيث إنها أطلقت وأوقفت العديد من المنتجات على مر السنين، ونحاول في التقرير التالي إلقاء نظرة سريعة على عدد قليل من هذه المنتجات، بما في ذلك شبكتها الاجتماعية +Google.
+Google
أعلنت غوغل في شهر يونيو/حزيران 2011 عن إطلاق شبكتها الاجتماعية غوغل بلاس +Google كطريقة لمنافسة الشبكات الاجتماعية العملاقة مثل فيسبوك، حيث مثلت هذه الشبكة رابع مشروع للشركة في عالم التواصل الاجتماعي، وبعد تحقيقها نموًا قويًا في سنواتها الأولى مع امتلاكها 90 مليون مستخدم بحلول نهاية عام 2011 فقط، فقد قامت الشركة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015 بإعادة تصميم شبكتها الاجتماعية من أجل تجربة مستخدم أكثر بساطة، وذلك بالرغم من قيامها بإعادة إدخال العديد من السمات السابقة بشكل تدريجي.
وأعلنت الشركة في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018 أنها سوف تغلق +Google بعد أن تم الكشف عن خطأ برمجي أدى إلى خرق كبير للبيانات وتسبب في اختراق المعلومات الشخصية لحوالي 500 ألف مستخدم.
كما أشارت غوغل في بيان الإعلان عن إيقاف +Google إلى أن خدمة الشبكة الاجتماعية قد فشلت في إيراز إمكاناتها الكاملة نظرًا لمحدودية تفاعل المستخدمين، معتبرة أن المنصة لم تحقق تبنيًا واسعًا من قبل المستهلك أو المطور، وشهدت تفاعلًا محدودًا من قبل المستخدمين مع التطبيق، ويحتوي الإصدار المخصص للمستهلكين من +Google حاليًا على نسبة استخدام ومشاركة منخفضة، حيث إن 90 في المائة من جلسات مستخدمي Google+ تستمر لأقل من خمس ثوان.
Google Answers
وكان مشروع غوغل الأول المسمى "إجابات غوغل" Google Answers بدأ كإحدى بنات أفكار المؤسس المشارك للشركة لاري بيج Larry Page، وتم إطلاق هذا المشروع في شهر أبريل/نيسان 2002 كسوق للمعرفة حيث يطرح المستخدمون أسئلة ويتم الإجابة عليها بتعمق من قبل فريق من المتعاقدين مع الشركة يطلق عليهم اسم باحثين إجابات غوغل Google Answers Researchers، لكن هذا المشروع توقف عن قبول أسئلة جديدة في شهر ديسمبر/كانون الأول 2006، وذلك بالرغم من أن أرشيف الأسئلة والأجوبة لا يزال متاحًا للجمهور.
Google Lively
وانطلقت "غوغل" إلى العوالم الافتراضية في شهر يوليو/تموز 2008 من خلال Google Lively، وهي عبارة عن بيئة افتراضية مستندة إلى الويب تسمح للمستخدمين بالتفاعل مع أصدقائهم والتعبير عن أنفسهم بطرق جديدة على شكل لعبة متعددة اللاعبين عبر الإنترنت تركز على المجتمع، وكانت هذه اللعبة مدعومة من قبل متصفح مايكروسوفت إنترنت إكسبلورار Internet Explorer وموزيلا فايرفوكس Mozilla Firefox فقط على أنظمة ويندوز إكس بي Windows XP وويندوز فيستا Windows Vista، ولكن، ولسوء حظ غوغل، فإن الخدمة لم تنطلق بالشكل الذي كان متوقعًا وتم إلغاؤها بعد بضعة أشهر فقط من إطلاقها في شهر ديسمبر/كانون الأول 2008.
Google Buzz
وقامت عملاقة البحث بإطلاق Google Buzz في شهر فبراير/شباط 2010، وهي عبارة عن أداة للشبكات الاجتماعية والمدونات الصغيرة والمراسلة وتم دمجها في برنامج البريد الإلكتروني المستند إلى الويب جيميل Gmail، بحيث يمكن للمستخدمين مشاركة الروابط والصور ومقاطع الفيديو ورسائل الحالة والتعليقات في المحادثات ورؤيتها في صندوق بريد المستخدم، ومثلت هذه الأداة محاولة من الشركة لدخول عالم التواصل الاجتماعي، ولكنها عانت من عدد من المشكلات القانونية ومشكلات الخصوصية أثناء وجودها وتم إيقافها نهائيًا في شهر كانون الأول/كانون الأول 2011 حتى يتسنى للشركة التركيز على +Google.
Google Wave
وعرضت غوغل Google Wave خلال فعاليات مؤتمرها السنوي للمطورين Google I/O في شهر مايو/أيار 2009، وجرى تصميمها لتكون خدمة تحرير تشاركية عبر الإنترنت في الوقت الفعلي، بحيث تسمح للمستخدمين بمراسلة بعضهم البعض وتعديل المستندات معًا، ولكن نظرًا إلى الإرباك الكبير الذي حصل بسبب واجهتها وتنسيقها، فإنها لم تكن مجدية، وأعلنت عن إلغاء هذه الخدمة أغسطس/آب 2010، وتوقفت عن تطويرها كمنتج مستقل في شهر أبريل/نيسان 2012.
Google Video
وتم إطلاق Google Video كخدمة مجانية من غوغل لاستضافة الفيديو في يناير/كانون الثاني 2005، حيث سمحت باستضافة مقاطع الفيديو على خوادم الشركة وتضمينها ضمن مواقع الويب الأخرى، مما وفر لمواقع الويب إمكانية استضافة الكثير من مقاطع الفيديو عن بعد دون التعرض إلى مشكلات في النطاق الترددي أو سعة التخزين، وبعد استحواذها على منصة يوتيوب في عام 2006، فقد أوقفت الشركة إمكانية تحميل مقاطع الفيديو إلى هذه الخدمة في 2009، وتم إغلاقها رسميًا في أغسطس/آب 2012.
Google Nexus Q
كشفت عملاقة البحث عن مشغل الوسائط الرقمية المسمى Google Nexus Q خلال فعاليات مؤتمرها السنوي للمطورين Google I/O في شهر يونيو/حزيران 2012، وجرى تصميم Google Nexus Q لتوصيل جميع أجهزة الترفيه الرقمي المنزلي وخدمات جوجل الخاصة بها مثل Google Play Music و Google Play Movies، ولكن الجهاز فشل بسبب ارتفاع سعره بشكل كبير وعدم توفر ميزات مقارنة بمنتجات مشابهة مثل Apple TV و Roku، واختارت الشركة في نهاية المطاف إيقاف هذا المشروع في يناير/كانون الثاني 2013، وذلك بعد بضعة أشهر فقط من الإعلان عنه وقبل إطلاقه رسميًا للبيع للجمهور.
Google Health
وكانت Google Health عبارة عن خدمة مركزية للمعلومات الصحية الشخصية التي قدمتها غوغل في شهر مايو/أيار 2008، وصممت بحيث تمنح المستخدمين إمكانية الوصول إلى البيانات الصحة الهامة عن طريق تحميل سجلاتهم الطبية إلى حساب مركزي، وتم إيقاف الخدمة في شهر يناير/كانون الثاني 2011 بعد أن اعترفت غوغل بأن الخدمة لم يكن لها التأثير الواسع الذي كانت تأمل أن تحدثه.
Google Reader
وكان Google Reader عبارة عن برنامج قراءة خلاصات RSS / Atom يسمح للمستخدمين بسحب الأخبار من مواقع الويب والمدونات، وتم إصدار هذه الخدمة بواسطة مهندس غوغل Chris Wetherell من خلال Google Labs في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2005، وكانت في البداية مشهورة للغاية، لكنها توقفت عن العمل في شهر يوليو/تموز 2013 بسبب انخفاض الاستخدام، مما أدى إلى خيبة أمل للمستخدمين في جميع أنحاء العالم.
iGoogle
وطرحت غوغل iGoogle في شهر مايو/أيار 2005، وكان المقصود منها أن تكون بمثابة إصدار أكثر تخصيصًا للمستخدم من صفحة غوغل الرئيسية، بحيث يمكن للمستخدمين تخصيصها بشكل كبير، وهي عبارة عن صفحة بدء تشغيل أو قاعدة إلكترونية مخصصة قابلة للتهيئة بلغة أجاكس Ajax، لكن الشركة أوقفت خدمة iGoogle في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2013 نظرًا إلى أن الشركة تعتقد أن الحاجة إليها قد تآكلت مع مرور الوقت وحتى تتمكن من تركيز جهودها بشكل أكبر على +Google.
Google Glass
وتم الكشف عن Google Glass بشكل علني في شهر أبريل/نيسان 2012 بعد نقاشات طويلة حول مثل هذه النظارات الذكية التي يمكنها عرض المعلومات إلى جانب ما يراه مرتديها باستخدام شاشة بصرية محمولة على الرأس، وتم توفير النموذج الأولي منها للمؤهلين ضمن برنامج Glass Explorers في الولايات المتحدة بتاريخ 15 أبريل/نيسان لفترة محدودة وبمبلغ 1500 دولار أميركي قبل أن تصبح متاحة للشراء على نطاق واسع في شهر مايو/أيار 2014.
وامتلكت النظارة كاميرا فيديو مدمجة بدقة 5 ميغابيكسل لتصوير فيديوهات، ولكن سرعان ما أصبحت Google Glass نقطة جذب للنقد، لا سيما فيما يتعلق بالخصوصية والمخاوف القانونية والمتعلقة بالسلامة، ودفعت هذه الانتقادات، إلى جانب القضايا الأخرى التي أعاقت المنتج مثل ارتفاع الأسعار ومشاكل البرامج ، شركة غوغل إلى إنهاء مبيعات المستهلكين للنموذج الأولي في شهر يناير/كانون الثاني 2015، وذلك بالرغم من استمرار مبيعاتها للشركات، ويتم حاليًا تطوير إصدار أحدث