الرئيسية » عالم البيئة والحيوان
التحدث إلى الحيوانات مرتبط بالذكاء الاجتماعي

لندن - كاتيا حداد

أكد علماء وجود سبب علمي وراء ميل البشر إلى التحدث إلى الحيوانات أو الأشياء وهو مرتبط بالذكاء الاجتماعي، وتعدّ أحد أسباب تحدث الإنسان إلى الحيوانات أو الأشياء والكائنات المختلفة قدرته الفريدة على التعرف على الوجوه في كل مكان.

وأفاد الدكتور نيكولاس إيبلي أستاذ العلوم السلوكية في جامعة شيكاغو وخبير التجسيم قائلا: "تاريخيا تم التعامل مع التجسيم أو التحدث إلى الأشياء باعتباره إشارة إلى الصبيانية أو الغباء لكنه في الواقع نتيجة طبيعية للاتجاه الذي يجعل البشر كائنات فريدة ذكية على هذا الكوكب، ولا يوجد أي كائن آخر لديه هذا الاتجاه"، مشيرا إلى أن البشر يتحدثون إلى الأشياء والأحداث في كل وقت سواء أدركنا ذلك أو لا.

ويعد النوع الأكثر شيوعا من التجسيم أو "الأنثروبومورفيزاتيون" إطلاق أسماء البشر على الأشياء، وهناك 3 أسباب فطرية لذلك هي القدرة على التعرف على الوجوه في كل مكان ونسب العقول للأشياء التي نحبها، مع الميل إلى ربط التقلب بالبشر، ويستطيع البشر التعرف على الوجوه في كل مكان وهي الغزيرة التي تساعدهم على التمييز بين الأصدقاء والحيوانات المفترسة الخطرة، وتكون هذه الغريزة قوية أحيانا لدرجة رؤية الوجوه في الأشياء وهذا ما يسمى "باريدوليا"، وهناك حساب على "تويتر" يتبعه 561 ألف متابع مخصص لتبادل صور الوجوه التي تُرى في الأشياء المختلفة.

وتابع الدكتور إيبلي "العيون الوهمية هي خدعة نقع فيها تقريبا كل مرة، فربما ننخدع برؤية شخص في حين أنه غير موجود، باعتبارنا نوعا من أكثر الأنواع الاجتماعية على الكوكب، فنحن حساسون للغاية تجاه العيون لأنها تمثل نافذة الشخص على عقل شخص آخر"، وعند هجمات 11/9 على برجي التجارة في أميركا أشارت بعض الروايا إلى رؤية وجه شيطان في الدخان بعد تحطم الطائرة 175 في إحدى البرجين، ومن أمثلة رؤية الوجوه في الأشياء من الثقافة الشعبية فيلم Castaway للنجم توم هانكس، حيث رسم هانكس وجه على كرة القدم وأطلق عليه ويلسون وأصبح يتحدث له وارتبط به تدريجيا.

وأظهرت دراسات أن الأشياء التي تحتوي على عناصر مثل العيون تجعل الناس يشعرون أنهم مراقبون، وكشفت دراسة أجريت عام 2010 في جامعة نيوكاسل أن وضع ملصق مع صورة للعيون في كافتيريا الجامعة قبل من احتمالات فوضى الأشياء مقارنة بملصق للزهور، ومن الأسباب الأخرى لميل البشر إلى التجسيم هو ربط العقول الوقورة بالأشياء التي نحبها، وأظهرت دراسة أجريت في عام 2006 أن إسناد العقل كان أكبر بالنسبة إلى هدف محبب لكنه انخفض بالنسبة لهدف يعاني من سوء الحظ.

وأثر ذلك على النقاشات السياسية مثل الإجعاض وحقوق الحيوان حيث تساءل الناس عما إن كان لدى الجنين مشاعر وما إن كانت الحيوانات تعاني، ووجدت دراسة أخرى أن الأشخاص الذين عُرض عليهم صور لحيوانات بالغة أو صغيرة فضلوا الحيوانات الصغيرة وكانوا أكثر عرضة للتحدث معهم وتجسيدهم وإعطائهم اسما معينا، ويمكن للناس نسب العقول أيضا لأشياء مثل السيارات، على سبيل المثال كشفت دراسة استقصائية شملت 900 مستمع من "car talk" أنه عندما قال الناس إنهم يحبون سيارتهم أشاروا لها باعتبارها لديها شخصية وعقل، ويتمثل السبب الأخير في ميل البشر لتجسيد الأشياء في تفسير التقلب كعلامة على الإنسانية.

وطور معهد ماساتشوستش للتكنولوجيا روبوت "كلوكي" وهو ساعة روبوتية تقفز إلى السرير الخاص بك وتسير على الأرض عبر عجلتين لتجعل النائم يستيقظ ويسير وراءها لوقف صوت الإنذار الشديد الذي تصدره، وعندما ينشط التنبيه تندفع العجلات إلى الأمام، ويمكن للروبوت تحمل السقوط من الأسطح حتى ارتفاع 3 أقدام، وأجرى الدكتور إيبلي دراسة باستخدام عقارب الساعة لمعرفة متى يميل الناس إلى تجسيد الأشياء، وأخبر مجموعة من الناس أن كلوكي متقلب ووصفه لمجموعة أخرى بأنه غير متقلب وأنه يجري بعيدا عن المستخدم أو يقفز عليه، وعندما سأل إيبلي الناس عما إن كانوا يعتقدوا أن الروبوت لديه عقل خاص به صنفت المجموعة التي أخبرت أن الروبوت متقلب بكونه أكثر وعيا وعقلا، وأظهر التصوير بالرنين المغناطيسي للمشاركين نشاط نفس المناطق في الدماغ عند التفكير في عقول الآخرين أثناء التفكير في الروبوت كلوكي.

وأوضحت دراسة أن التقلب هو السبب في كون البشر أكثر عرضة للتحدث إلى السيارة إذا حدث بها خلل ما غير متوقع مثلا، وفي حين أن الدراسات لم تثبت صلة واضحة بين التجسيد والذكاء الاجتماعي إلا أن الدكتور إيبلي أشار إلى وجود ارتباط قوي لأنه كلما تفاعل الناس مع عقول أخرى نجحوا في تفسير نواياهم وهو ما يجعلهم أكثر ذكاء اجتماعيا.

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

مطالب بوقف زراعة "البطيخ" في إقليم طاطا المغربي
زخات رعدية ورياح قوية بدءا من يوم السبت بعدة…
تفاصيل نسبة ملء السدود الرئيسية في المغرب
القنصلية المغرب في نيويورك تُساند أفراد الجالية لتجاوز إعصار…
إعصار "إيان" يُخرج تمساحًا طوله نحو 3 أمتار إلى…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة