الرباط - الدار البيضاء
منذ سنة 2003، جرى الشروع في إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية، وعُلقت على هذا القرار آمال الفاعلين الأمازيغ ليكون المنطلق الحقيقي للنهوض بهذه اللغة، غير أن مسلسل الإدماج سرعان ما تباطأ مع مرور السنوات، ليتقهقر إلى الخلف خلال السنوات الأخيرة، رغم المكتسبات التي جاء بها دستور 2011.
وإذا كان تراجع عدد مدرّسي الأمازيغية من أهم مظاهر تعثر مسلسل إدماجها في المنظومة التربوية فثمّة عنصر آخر يعكس هذا التعثر، وهو عدم تجديد الكتاب المدرسي الأمازيغي، ذلك أن التلاميذ مازالوا يدرسون في الكتاب القديم الذي لم يتمّْ تحيينه. وحسب المعلومات التي حصلت عليها هسبريس من مصدر بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية فإن الكتب المستعملة في تدريس الأمازيغية بالتعليم الابتدائي يعود تاريخ صدور أغلبها إلى س2003، ولم يجْر تجديدها إلى حد الآن، وهو ما يشكل مخالفة للقانون المنظم للكتاب المدرسي، الذي ينص على أن المقررات الدراسية يجب أن تُجدد كل خمس سنوات.
وفي تصريح اعلامي ذهب أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إلى القول إن استمرار تمدرس التلاميذ بنفس الكتاب المدرسي الأمازيغي القديم، في أغلب مستويات التعليم الابتدائي، “فيه تبخيس للأمازيغية، لأن مناهج وفلسفة تدريس اللغات تتغير باستمرار، ويجب أن تتجدد كذلك الكتب المدرسية”.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها فإنّ الكتاب المدرسي الأمازيغي الوحيد الذي تمّ تجديده هو كتاب السنة الأولى ابتدائي، وذلك سنة 2009، وخلال السنة الجارية، بينما لم تُجدّد كتب باقي المستويات الدراسية بالتعليم الابتدائي.
وأفاد عبد السلام خلفي، مدير البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغي، بأن “مهمة المعهد بشأن تجديد الكتاب المدرسي الأمازيغية انتهت حين الانتهاء من إنجاز التوجيهات التربوية والبرامج الدراسية الخاصة بمادة الأمازيغية”، مضيفا أن مديرية المناهج التربوية بوزارة التربية الوطنية أصدرت هذا العمل في أبريل الماضي.
وتابع المتحدث ذاته بأنه جرى تشكيل أربعة فرق من أجل تجديد الكتاب المدرسي الأمازيغي، بناء على التوجيهات التربوية للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وجرى تجديد كتاب السنة الأولى، بينما لم تصدر النسختان الجديدتان من كتابي السنتين الثانية والثالثة، علما أنهما كان مقررا أن تصدرا بدورهما هذه السنة، مشيرا إلى أنه “لا تتوفر أي معلومة حول ما إن كانتا ستصدران أم لا”.
قد يهمك ايضا:
العثور على صحافية في القناة الأمازيغية المغربية مذبوحة داخل شقتها