الرئيسية » صحة وتغذية
المرضى النفسيين

الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم

لا تكاد الصحف المغربية تخلو من حوادث انتحار تندَس بين أعمدتها، وقصاصات تروي أحداثا حزينة لأشخاص تقطعت بهم السبل وقرروا وضع حد لحياتهم. أحدث تقرير للبنك الدولي رصد 7.2 حالة انتحار من بين كل 100 ألف نسمة في المغرب، وهو رقم كبير بالمقارنة مع باقي الدول العربية.

ويتصدر إقليم شفشاون شمالي المغرب، المدن التي تعرف أكبر عدد من حالات الانتحار، حيث كشفت أرقام حديثة نشرتها جمعية السيدة الحرة، أن الإقليم سجل في السنوات السبع الأخيرة 240 حالة، بمعدل حالة انتحار في الأسبوع.

وبحسب التقرير الذي أعدته الجمعية فإن السبب وراء هذا المعدل المهول في عدد حالات الانتحار بالإقليم، يعود بالأساس إلى "التهميش والبطالة، كما تعود بعض حالات انتحار الفتيات للعلاقات العاطفية وزنا المحارم والحمل خارج مؤسسة الزواج، والعنف النفسي."

 حالات في ارتفاع

بدوار أغلا بضواحي شفشاون المعروفة باسم المدينة الزرقاء التي يعشقها السياح لجمالها وطبيعتها الفاتنة ومياهها العذبة التي تتدفق دون توقف من الصنابير المنتشرة في الأحياء، تحكي السعدية، امرأة خمسينية، تعيش بهذا الدوار، كيف أنها صُدمت بانتحار فلذة كبدها.

الانتحار.. مشاكل نفسية أم فجوة تواصل مع الأهل

بالدموع تحكي الفلاحة، كيف أن ابنتها الراحلة التي أنهت حياتها بلف حبل حول عنقها، أصبحت تنحو إلى العزلة والصمت بعد أن كانت تضح بالحياة وقهقهاتها تُسمع من بعيد.

وتقول الأم المكلومة إن ابنتها التي كانت تبلغ قيد حياتها السادسة عشرة، كانت مُجدة في دراستها، وقد تكون علاقة مع أحد شباب القرية وراء دخولها في حالة من الكآبة، حتى أنها أصبحت نحيلة بسبب عدم مواظبتها على تناول وجبات الطعام.

حالة هذه المراهقة ليست معزولة، إذ قال الفاعل الجمعوي بإقليم شفشاون نور الدين عثمان، إن غياب فرص العمل للشباب، وأبسط ضروريات العيش الكريم من ماء وكهرباء وبنيات تحتية، ومستوصفات صحية، إلى جانب انتشار الإدمان، والهشاشة والفقر، يساهم في انتشار الإحباط ومشاعر القلق لدى شرائح واسعة، لا سيما الشباب.

جمعيات تدخل على الخط

في غياب معطيات وأرقام رسمية دقيقة حول ظاهرة الانتحار في المنطقة، حذّرت جمعية "نعم للحياة.. شباب ضد الانتحار"، من تواتر حالات الانتحار بإقليم شفشاون، مشدّدة على أن الأمر تحول إلى "ظاهرة مقلقة جداً"، في ظل اتساع رقعة وأعداد المنتحرين بالمدينة الزرقاء.

وأكدت الجمعية التي رأت النور في يوليو 2021،  أن "الجميع أصبح يتقبل الظاهرة بصمت ودون أن يتم اتخاذ أي مبادرة من طرف السلطات والمسؤولين."وطالبت الجمعية القائمين على القطاع الصحي بإقليم شفشاون، بـ"إعطاء الاهتمام للعلاج النفسي وتوفير الأدوية والقيام بحملات للعلاج تستهدف المرضى النفسيين والعصبيين، وذلك على غرار الحملات الطبية الأخرى."

رأي التحليل النفسي

يفسر الخبير النفسي عثمان زيمو، لجوء بعض الأشخاص للانتحار بوقوع خلل في التوازن النفسي لهؤلاء، بحيث يصبحون يفضلون الموت على الحياة، ويفقدون أي تقدير لأنفسهم.

وقال الخبير في معرض حديثه، إن الفعل الانتحاري له علاقة مباشرة بالدوافع النفسية التي يتم استثمارها بشكل خاطئ، بحيث يحدث خلل في التوازن بين حب الحياة من جهة وحب التدمير والموت من جهة أخرى وهما صفتان تدخلان في التكوين السيكولوجي للبنية الإنسانية.

وأكد المتحدث في تصريح أن "الأطفال يبدؤون حياتهم بالدموع أولا ثم يتحول البكاء إلى ابتسامة، لأنه حسب فرويد يزداد الإنسان بحب التدمير ويكتسب لاحقا حب الحياة."

وتابع الخبير: وعند وجود خلل في البنية النفسية بسبب مجموعة من الأمراض التي تتجسد في الحزن الشديد أو عدم تمثل الواقع عن طريق الهذيان والهلاوس التي قد تكون نتاج تعاطي المخدرات بشكل مفرط، فإن البنية النفسية تنهار، وتختفي الصلة مع الذات تاركة المجال إلى دافع الموت، كنتيجة لغياب حب الذات اللاواعي الذي يندثر، وهو ما يسمى في علم النفس النرجسية البدائية."

ويتجه الشخص في هذه الحالة إلى مجموعة من السلوكيات العدوانية تجاه نفسه من بينها إيذاء النفس أو في بعض الحالات تعاطي مخدرات قوية، وقد يبلغ به ذلك إلى الانتحار، وهنا يظهر جليا دور المتابعة النفسية في الحد من هذه الظاهرة.

 التكفل بالمرضى النفسيين

أوردت البرلمانية فدوى محسن الحياني عضو فريق الحركة الشعبية، أن الصحة النفسية للمغاربة تستلزم إيلاء الكثير من الاهتمام في ظل ارتفاع عدد المصابين بالأمراض النفسية والعقلية.

وذكرت البرلمانية أن الدراسة تفيد بأن ما يقارب 42.1 في المائة من المغاربة يعيشون اضطرابات نفسية أو عقلية في فترة من الفترات و26 في المائة يعانون الاكتئاب، بينما يعاني الباقون أمراضا نفسية أخرى مثل القلق والاضطرابات الذهنية وانفصام الشخصية.

وأضافت "يعني هذا وجود حاجة ماسة إلى الأطباء النفسانيين وخاصة وأن عددهم لا يتعدى 430 طبيبا نفسيا."

وطالبت البرلمانية، الحكومة، بضرورة التدخل لاتخاذ إجراءات لمعالجة هذا الخصاص، خاصة وأن الظاهرة في تزايد مستمر ما يتسبب في مشاكل عدة بالنسبة للأسر خاصة وللدولة عامة

قد يهمك أيضا

المرضى النفسيون يواجهون فرص بقاء أطول في غرف الطوارئ

 

وزير "الصحة" المغربي يتعهد بإخلاء الأضرحة من المرضى النفسيين

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

مغربية تضع 4 توائم إناث بولادة طبيعية
تناول الخبز والرز الأبيض يُزيد فرص الإصابة بمرض الشريان…
فوائد عظيمة لحمض الفوليك أبرزها تأثيره على السلوك الانتحاري
خلايا عصبية خارقة تحمي بعض المسنين من ألزهايمر
اكتشاف علمي جديد قد يحدث فرقًا في علاج السرطان

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة