الرئيسية » صحة وتغذية
ذكريات الطفولة تدعم الصحة النفسية

واشنطن ـ رولا عيسى

نبدأ في وضع الخطط التي نرغب في تحقيقها، مع بداية العام الجديد، وربما من بينها الصحة النفسية، ووفقا للدكتور ميغ أرول، وهو طبيب نفسي متخصص في مجال الصحة، فإن تغييرا بسيطا في استيعابنا لبعض المفاهيم يمكن أن يكون أكثر فعالية في تحقيق نمط الحياة الصحي الذي نرغب. ووجد استطلاع حديث للعلم النفس، صممه الدكتور أرول، أن ثلثي الناس يشعرون بالسعادة بعد القيام بالأشياء التي تذكرهم بأيام الطفولة وذكرياتها، حيث أن مجرد رؤية الألعاب القديمة، أو خوض مغامرات عفوية يمكن أن يشعر الأفراد بأنهم أكثر نشاطا وحيوية.

هذا ليس من قبيل المصادفة فقد أظهرت عشرات الدراسات أن النوستالجيا وهي الحنين إلى الماضي، والتي نشعر به من خلال ألعاب الأطفال يساعدنا على الشعور بالراحة أكثر والاسترخاء، مما يخفف من الضغوط الخانقة للبلوغ. وهنا، الدكتور أرول يشرح كيفية الاستفادة من الطفل داخلنا مع الحفاظ على هيكل ونضج ومتعة حياة الكبار. يوضح الدكتور أرول أن مصلح "kidult"، يعبر عن التمتع بالأشياء  والألعاب والأنشطة التي تناسب تقليديا للأطفال، ولكن هذا لا يعني الرغبة في عدم الكبر،  وإنما تجريد طبقات من سن البلوغ لتصبح مغمورة بمتعة الألعاب، وكتب التلوين أو الانشطة الفنية.

كما أنه يعني أيضا أن تستمتع بقضاء بعض الوقت مع الأطفال  فقط اترك عالم الآباء والأجداد والأسرة والأصدقاء وأدخل واحتضن عالم الطفل من خلال اللعب. وكشفت دراسة أجراها معهد الصحة "Healthspan " عبر OnePoll.com، أن اتباع ذلك المفهوم جيد لصحتنا، حيث أوضحت الدراسة أن ثلاثة أرباع الناس شعروا بأن تبني طفلهم الداخلي أو القيام بشيء ما من طفولتهم يشعرهم بالسعادة.

ولكن لا يعني ذلك المفهوم بأنك تصبح تصرفاتك طفولية، ولكن الطفولة هنا مرادفة للشعور بالخيال والمرح. ومع ذلك، فإن هناك خط رفيع بين الطفولة والبلوغ. وأظهرت قاعدة البيانات الإحصائية ستاتيستا أن "ديزني لاند" كانت أكثر المعالم جذبا سياحيا في عام 2017.  حيث تضاعف عدد السياح مقارنة مع الوجهة الشعبية برج إيفل - أكثر من 4.6 مليون صورة تمت مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي. بالتأكيد، ديزني وغيرها من مراكز الجذب للأطفال والأفلام التي تستهدف الطفل أصبحت تجذب مجموعة كبيرة من البالغين والكبار.

وقد استغلت ذلك شركات السينما، والألعاب وقامت بالمشاريع التجارية الكبيرة، وكان أفضل خمسة أفلام إحصائية لعام 2017  مبنية على مواضيع خيالية شائعة مثل أفلام "الجميلة والوحش، حرب النجوم، الرجل العنكبوت، حراس المجرة، العودة للوطن".

ووجدت احصاءات "Healthspan" أن أكثر من نصف المجيبين شاهدوا الأفلام القديمة والبرامج التلفزيونية من أجل الشعور بالحنين للماضي- الأمر الذي يجعل من المنطقي تحقيق تلك المشاريع نجاحا كبيرا في شباك التذاكر. وأكثر من هذا، فإن الشعور بالحنين للماضي يمكن أن يكون جيدا لصحتك النفسية. وقد وجدت الأبحاث أن إعادة التذكير بالماضي والطفولة يمكن أن يساعدك في الحد من أعراض الاكتئاب. وذلك لأن التفكير في الماضي يعزز الثقة بالنفس والتفاؤل ويعطينا إحساسا أعمق بمعنى الحياة.

كما أن الشعور بالحنين يبدو أن له تأثيرا ماديا أيضا. كشف الباحثون في الصين انه في كثير من الأحيان يشعر الناس بالحنين لتذكر الماضي متعلقا بالطقس، ووجد الباحثون أنه في الأيام الباردة، كانت مستويات مشاعر الحنين أعلى. واكتشف أيضا أن الناس يمكن ألا يشعروا بالبرد  عندما يفكرون في الموسيقى والأفلام والبرامج التلفزيونية والأماكن والناس في الماضي. ألامر لا يتعلق بالذكريات الإيجابية أو السلبية - ببساطة أن الشعور بالحنين في حد ذاته يدفئ.

كما يساعد الحنين على تقليل مشاعر الوحدة، وهي مشكلة متزايدة - وليس فقط عند كبار السن. فإن الناس تحت سن 25 سنة وأكثر من 65 لديهم تجربة أعلى في الشعور بالوحدة. ويرتبط الشعور بالوحدة إلى ضعف الصحة العقلية والجسدية. كما أن الحنين يسمح لنا أن نشعر بأننا أكثر تعاطفا تجاه الآخرين مما يؤدي إلى السلوك الخير مثل العمل التطوعي، وإعطاء المال ودعم البنوك الغذائية. وهذه الأنشطة بدورها تجعلنا نشعر بالرضا - حتى اذا كانت جنونية كما تبدو.

 

كما أن تلوين الكبار في الكتب المخصصة للأطفال تزايد بشكل كبير، وبدأ انتشار كتب االتلوين للكبار على نطاق واسع الآن وازدادت الخيارات التي لا نهاية لها - من كاما سوترا إلى بيل موراي، ويمكن لأي شخص أن يجد كتابا لتناسب تفضيلاتهم. وبدأت كتب التلوين الكبار مع أشكال الماندالا المعقدة  من خلال الخطوط العريضة للدوائر المتشابكة المستخدمة كشكل من أشكال التأمل. وقد تبين هذا الشكل من التلوين في وضع الناس في مزاج أكثر إيجابية والحد من مشاعر القلق.

أنك لا تحتاج إلى أي تدريب سابق في الفن أو التعليم أو المواد المتخصصة لمحاولة التلوين، لذلك فهو وسيلة سهلة وغير مكلفة لإعادة الاتصال مع الطفل الداخلي الخاص بك وإدارة القلق والاجهاد والضغوط اليومية. ووجدت دراسة بحثية أسترالية عن النساء المصابات بأمراض القلب أن الرسم ساعدهن على فهم أفضل لحالتهن. وتناولت دراسة أخرى مجموعة من الأعمال الفنية بما في ذلك المنسوجات وصنع البطاقات والكولاج والفخار والألوان المائية والأكريليك لدى النساء المصابات بالسرطان. وقد ساعدت هذه الأنواع من الملاحقات الإبداعية للنساء في عدد من الطرق، مثل التركيز على تجاربهن الإيجابية في الحياة. وقد قلل ذلك من انشغالهن المستمر بالسرطان.

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

مغربية تضع 4 توائم إناث بولادة طبيعية
تناول الخبز والرز الأبيض يُزيد فرص الإصابة بمرض الشريان…
فوائد عظيمة لحمض الفوليك أبرزها تأثيره على السلوك الانتحاري
خلايا عصبية خارقة تحمي بعض المسنين من ألزهايمر
اكتشاف علمي جديد قد يحدث فرقًا في علاج السرطان

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة