لندن ـ كاتيا حداد
الإصابة بفيروس كورونا لا تُعدّ خطيرة على الأطفال، ولا تدعو إلى القلق، إنّما تبيّن أنّها تتسبّب بأعراض غريبة لديهم، منها حالة الـ parosmia التي تؤدّي إلى امتناعهم عن الأكل، أو إلى وجود صعوبات كبرى في الأكل.ويُعاني كثيرٌ من الأطفال بسبب هذا النوع من الاضطرابات في الأكل، بعد إصابتهم بفيروس كورونا، إذ تُصبح رائحة الشوكولاتة أقرب إلى رائحة النفط، ورائحة الليمون الحامض أقرب إلى رائحة الملفوف الفاسد.وبسبب الفيروس تتزايد أعداد الأطفال الذين يعانون حالة الـparosmia، حيث يعاني الأطفال اضطرابات في حاسة الشمّ، بحسب ما تبيّن للباحثين، ممّا يجعل من الصعب بالنسبة إليهم أن يأكلوا الطعام.
ويبدو بالنسبة إلى الخبراء أن هذه الحالة يُمكن أن تنتج عن تراجع عمل مستقبلات الروائح، ويُصبح من العسير انتقاء المكونات جميعها، إذ يقتصر التفاعل على مكوّنات معينة، من مزيج معيّن من الروائح.وكان 250000 شخص تقريباً قد أصيبوا في بريطانيا بهذه الحالة، بعد إصابتهم بالفيروس، ولم يكن الاعتقاد السائد أن المعاناة تشمل الأطفال إلا في الأشهر الأخيرة مع تزايد معدّلات الإصابة بينهم، إذ تبيّن أن اضطرابات غذائيّة ونحولاً أصابهم بسبب قلّة الأكل؛ وذلك ينطبق أيضاً على المراهقين الذين يجدون مذاق الطعام غريباً، ويعجزون عن تقبّله، ممّا يتسبّب بانخفاض أوزانهم حكماً، علماً بأن الحالة يمكن أن تدوم لفترة بعد الإصابة بالفيروس والتعافي منه.
لمواجهة هذه الحالة، طلب الخبراء من الأهل تدوين كلّ ما يتناوله أطفالهم من أطعمة، مع الإشارة إلى أن بعض الأطعمة يُمكن أن تزيد المشكلة سوءاً، وعلى رأسها اللحوم المطهوّة والبصل والثوم ورائحة البن المطحون.لذلك، من المهم أن يشجّع الأهل أطفالهم على الاتجاه إلى أطعمة ذات مذاق أخفّ، كالمعكرونة والبطاطا والجبنة، ومتابعة ما يستمتعون أكثر بتناوله. كذلك، يُمكن أن يتناولوا الميلك شايك الغنيّ بالفيتامينات فيساعدهم على الحصول على المكوّنات الغذائية، التي يحتاجونها، من دون أن ينزعجوا من المذاق.
قد يهمك أيضَا :
المغرب يبقي علاج أعراض الجائحة بـ“مولنوبيرافير” في المستشفيات