الرباط ـ الدارالبيضاء اليوم
ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، الجمعة، اجتماع مجلس إدارة المؤسسة.وذكر بلاغ لمؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، أن صاحبة السمو الملكي أثنت في مستهل أشغال المجلس على قرار لجنة التراث العالمي الأخير بشأن وضعية المحافظة على مواقع الرباط المدرجة في قائمة التراث العالمي.
وأشارت سموها إلى أهمية العمل المنجز منذ إدراج “الرباط، عاصمة حديثة ومدينة تاريخية: تراث مشترك” ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو سنة 2012.وقام مجلس الإدارة بالمصادقة على حسابات السنتين الماليتين 2020 و2021.
هذا، ويهدف التزام صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، المُنصب على التربية والتحسيس بالتراث وكذا تظافر الجهود حول هذه القضايا، إلى تعزيز الوعي بالتراث الثقافي بشتى أشكاله التعبيرية بغية المساهمة في تملكه وتثمينه والمحافظة عليه.
وقد كانت السنة المنصرمة غنية بالنسبة للمؤسسة. حيث قامت بتنفيذ خطة عمل طموحة، شملت إطلاق عملية تحديث خطة إدارة المواقع المدرجة في قائمة التراث العالمي، علاوة على اللقاءات العملية العديدة وأنشطة تهم توعية الجمهور العريض، ولاسيما الشباب.
ونظمت المؤسسة ثمانية لقاءات علمية وورشات تقنية، قام بتنشيطها 40 خبيرا وطنيا و31 خبيرا دوليا، وشهدت مشاركة 259 شخصا حضوريا و1400 شخص عن بعد عبر الإنترنيت، من 20 بلدا مختلفا.
كما تم تقديم خطة عمل المؤسسة لسنة 2022 للمجلس الإداري، والتي ترتكز على تربية وتحسيس الشباب عبر تنفيذ برامج وأنشطة تربوية وكذا التوعية عبر الوساطة وتيسير النفاذ والوصول إلى التراث والتعبئة وتظافر الجهود القائم على الحوار والتبادل وحشد مختلف الفاعلين والأطراف المعنية حول أفكار طموحة.
وفي هذا الإطار، قامت المؤسسة بالتوقيع على ثلاث اتفاقيات شراكة مهمة مع كل من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية. وستوفر الشراكات المذكورة دعما كبيرا لأنشطة المؤسسة في مجال التربية والتحسيس بأهمية المحافظة على التراث.
وعبر هذه الشراكات، قامت المؤسسة بوضع أربعة برامج هيكلية تتماشى مع لبناتها الثلاث: التربية والتوعية وتظافر الجهود:
وفي هذا الصدد تقوم المؤسسة بتنفيذ برنامج “أكتشفُ تراث مدينتي” لفائدة تلاميذ وتلميذات 62 ثانوية إعدادية في العاصمة عبر موائمة ملف المصادر التربوية الصادر عن اليونسكو “تربية الشباب حول التراث العالمي” لإنجاز العدة التربوية حول التراث الثقافي العالمي لمدينة الرباط وتجلياته المتعددة في علم الآثار والتخطيط الحضري والهندسة المعمارية والطبيعة، مع إدراج مفاهيم حول التراث الحديث والتراث العالمي.
وقد تم إطلاق برنامج “اكتشف تراث مدينتي” بشراكة مع كل من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، وبتعاون مع اليونسكو ومركز التراث العالمي. وتمثل ملاءمة العدة التربوية مع الخصوصيات المحلية وبعدها التربوي عنصران أساسيان من أجل تعزيز مكانة الثقافة في العمليات التربوية.
وبغية إدراج التراث في العمليات التربوية، أطلقت المؤسسة برنامج “أرسمُ تراث مدينتي” لفائدة 600 تلميذ وتلميذة بالمدارس الابتدائية بمناسبة اليوم العالمي للآثار والمواقع الذي يحتفى به هذه السنة تحت شعار “التراث والمناخ”. ويسعى هذا البرنامج إلى توعية التلاميذ والتلميذات بقيم تراث مدينة الرباط وذلك عبر الإبداع الفني والتشكيلي.
وخلال هذه السنة، ستقوم المؤسسة بمعية شركائها بتنظيم مجموعة من الورشات واللقاءات حول مواضيع ذات صلة بالاحتفالات بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية والرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، والذكرى العاشرة لتسجيل الرباط في قائمة التراث العالمي وخطة الإيكوموس العلمية الثلاثية 2021-2024 بشأن التراث الثقافي والعمل المناخي… وسيكون البرنامج المنتظر غنيا بالأنشطة التربوية والثقافية والعلمية، وذلك بغية بناء منصة حقيقية للتبادل بين مهنيي التراث والباحثين والفعاليات المؤسساتية والمجتمع المدني.
ومن أجل تشجيع النفاذ إلى الثقافة والتراث والوصول إليهما، ستعمل المؤسسة على إحداث منصات رقمية وأدوات تربوية، ولاسيما زيارات افتراضية تفاعلية مفتوحة للجمهور العريض والمؤسسات والجامعيين والأكاديميين، على اعتبار أن هذا النوع من المنصات يصعب النفاذ إليه أو حتى يستحيل بالنسبة للجمهور العريض. وسيشمل البرنامج أيضا ألعابا تربوية خاصة بالشباب واليافعين. حيث ستبدأ مرحلته التجريبية بتوفير زيارة افتراضية تفاعلية لبرج هرفي.
وتُستمَد الديناميكية المتجددة التي تجسدها العناية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه وتثمينه في كل ربوع المملكة الشريفة، من منهجية مستمرة ومستدامة.
وتتبع مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، هذه المنهجية وتكرس عملها لتنسيق وتظافر كل المجهودات التي تتطلبها القيمة العالمية الاستثنائية والفريدة لمدينة الرباط.
وقد تم إنشاء مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط نتيجة إدراج “الرباط، عاصمة حديثة، مدينة تاريخية: تراث مشترك” على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
ويتكون التراث العالمي لمدينة الرباط المصنف سنة 2012، من مساحة 348 هكتارا مما يشهد على القيمة العالمية الاستثنائية لهذه المدينة، فمظهرها الحالي بالفعل ناتج عن حوار فريد ومثمر يجمع تراثا مشتركا بين العديد من الثقافات العظيمة في تاريخ البشرية: الماضي العتيق، الإسلامي، الإسباني – المغاربي والأوروبي.
وتكمن مهمة المؤسسة في التربية والتحسيس بأهمية المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، حتى تتمكن جميع فئات المجتمع من الاستفادة منه في الوقت الحالي ونقله كذلك إلى الأجيال القادمة. وتعمل المؤسسة على توحيد وحشد مختلف الجهات الفاعلة المعنية وتحفيز جهود جميع المتدخلين لتثمين والمحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط وفق منهجية تشاركية تضم المؤسسات والمجتمع المدني والهيئات الدولية والخبراء وكل الفاعلين في هذا المجال.
وتسعى المؤسسة كذلك إلى تكريس ونقل القيم التاريخية والمعمارية والفنية المادية واللامادية المرتبطة بالتراث الثقافي لمدينة الرباط.
قد يهمك أيضا
اقتراح باعتبار "طقوس الحانات" ضمن التراث الثقافي غير المادي لفرنسا