الرباط - الدار البيضاء
انضمت روسيا إلى قائمة أعضاء مجلس الأمن الدولي الداعمين لاستئناف المفاوضات السياسية بين أطراف نزاع الصحراء المغربية، على الرغم من تصويته بالامتناع على مشروع قرار الأمم المتحدة بخصوص تمديد “بعثة المينورسو” في الصحراء حتى 31 أكتوبر من العام المقبل.سيرغي لافروف، وزير الشؤون الخارجية الروسي، دعا إلى جلوس المغرب وجبهة “البوليساريو” على طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن، داعما بذلك ما أسماه “النهج السياسي الروسي” في حلحلة الصراعات الإقليمية، من خلال الانخراط في المفاوضات المباشرة بين أطراف النزاعات.
وأورد لافروف، في مقابلة إعلامية أجراها مع قناة “تين تيفي” المصرية، أنه “ينبغي حل أزمة الصحراء بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي على غرار كل الأزمات الدولية؛ مما يستدعي ضرورة احترام تلك القرارات وتنفيذها”، مشيرا إلى “غياب أي تطور في المواقف خلال الظرفية الحالية”.وأردف المسؤول الروسي أن “القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي يطالب بإجراء حوارات مباشرة بين البوليساريو والمغرب، بما قد يؤدي إلى التوصل إلى حل وسطي متوافق بشأنه”، مشددا على “أهمية منطقة الساحل والصحراء للدولة الروسية بسبب تنامي نشاط الحركات الإرهابية في القارة”.
ويأتي الموقف الروسي في ظل رفض الجزائر، ومعها جبهة “البوليساريو”، استئناف المفاوضات الأممية بخصوص نزاع الصحراء المغربية، على الرغم من الديناميكية السياسية التي يعرفها الملف من لدن المبعوث الجديد ستافان دي ميستورا، الذي يعقد سلسلة متواصلة من اللقاءات مع الأطراف المباشرة وغير المباشرة المعنية بالقضية.الشرقي الخطري، باحث في العلوم السياسية والإعلام، قال، في هذا الإطار، إن “الموقف الروسي يتماشى مع قرارات مجلس الأمن الدولي والخيارات التي طرحها المغرب إزاء الملف منذ سنة 2007″، معتبرا أن “السياسة الخارجية الروسية تتفادى التصعيد في الملفات التي تعنيها بشكل مباشر، بالنظر إلى مصالحها الجيو-إستراتيجية بالمنطقة”.
وأضاف الخطري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “روسيا تبحث دائما عن تفاهمات بين المغرب والجزائر، إثر العلاقات القوية بين موسكو والرباط في السنوات الأخيرة؛ وهو ما جسدته الزيارة الملكية إلى روسيا سنة 2016، التي توجت بتوقيع اتفاقيات شراكة في شتى الميادين”.وواصل الباحث في العلاقات الدولية بتأكيده على أن “الموقف الروسي إزاء ملف الصحراء عكسه قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 2602″، ثم زاد شارحا: “روسيا تحاول لعب أدوارها الطلائعية في منطقة الساحل والصحراء، وبالتالي، ليس من مصلحتها الدخول في مناكفات مع المغرب الذي يحتضن مصالحها الإستراتيجية”.
وتابع المتحدث ذاته بأن “الموازنة الجيو- إستراتيجية تسعى من خلالها روسيا إلى البحث عن موطئ قدم في منطقة الساحل والصحراء”، مشيرا إلى “احتضان المغرب لمنتدى الحوار العربي-الروسي، وتعزيزه المبادلات التجارية مع روسيا في الصيد البحري والفلاحة، واتجاهه نحو التعاون مع روسيا في الصناعات العسكرية الثقيلة”.ولفت الشرقي الخطري إلى أن “وزير الخارجية الروسي يبعث رسائل سياسية جديدة إلى الجزائر التي رفضت العودة إلى طاولة المفاوضات، في ظل دعوة مجلس الأمن الدولي إلى استئناف المشاورات السياسية بين جميع أطراف النزاع؛ وهو ما يشتغل عليه المبعوث الأممي الجديد بالمنطقة”.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
نائب المستشارة أنجيلا ميركل ينتقد الرحلات إلى "مايوركا"
وسطاء التأمينات يراسلون ميركل لمراقبة "تجاوزات" شركة ألمانية في المغرب