غزة - محمد حبيب
أعتبر مدير عام صحيفة "فلسطين المحلية" في غزة الإعلامي إياد القرا، أن قضية القدس تعاني من غياب وتهميش واضح على الساحة الإعلامية كافة، مشيراً إلى أن المتابع لوسائل الإعلام الفلسطينية والعربية يلحظ غياب أخبار وقضايا المدينة المقدسة
وما تتعرض له من انتهاكات تتنوع من هدم المنازل والحفريات وطرد للمقدسيين وتهجيرهم وغيرها من الاعتداءات التي ترتكب من قبل الاحتلال بشكل مستمر بهدف تهويدها كلياً، وذلك على الرغم من أنها قضيتنا الجوهرية.
وأكد القرا، في مقابلة خاصة مع "المغرب اليوم"، أن الإعلام المحلي الفلسطيني والعربي مقصر إلى حد ما بحق مدينة القدس وأهلها.
وشدد على ضرورة إعطاء مدينة القدس والقضايا التي تحدث فيها من ممارسات الاحتلال وأبعادها على الأهالي عناية أكبر والاهتمام الذي تستحقه كعاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأوضح أن الكثير من أبناء شعبنا ابتعدوا كثيرًا عن هموم القدس وأوجاعها، رغم أن شعبنا دفع الدم غاليًا لتبقى القدس منارة القضية الفلسطينية وتبقى على الخريطة الدولية والعربية، لوضع حد للسياسات الإسرائيلية الممنهجة ضد القدس.
وأشار إلى أن ما يحدث في القدس من سياسات تهويد، يشدد على ضرورة تحرك إعلامي واسع في مدينة القدس لنقل الوقائع والأحداث بشكل أوسع وأسرع، لنقل هموم القدس وأهلها بشكل يومي ومختلف عما ينقل هذه الأيام للعالم.
وشدد على ضرورة نقل كل ما يدور في القدس عبر وسائل الإعلام المختلفة، وضرورة نشر المعرفة والثقافة داخل القدس خصوصًأ مع لجوء بعض المدارس في القدس للمناهج الإسرائيلية، ونحتاج إلى حراك إعلامي كبير يخلق حراكًا رسميًا شعبيًا وإقليميًا.
وأكد القرا الحاجة الملحة لإستراتيجية إعلامية فلسطينية عربية لدعم الوجود الفلسطيني في القدس، وطرح القضايا والإشكاليات التي تدور في المدينة المقدسة وتسليط الضوء عليها وهي قضايا التعليم، والإسكان، والإنسان.
وأشار إلى أن الإعلام من الإذاعات والصحف والفضائيات يتناول قضية القدس بعناوينها وليس بتفاصيلها، ولا يوجد تعمق في القضايا والأحداث التي تدور.
وأوصى بإنشاء صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي بلغات مختلفة تحمل في طياتها أهم الأخبار والصور والفيديو عن ما يحدث في القدس، والممارسات الإسرائيلية فيها.
ودعا القرا إلى إعطاء مساحة أكبر في وسائل الإعلام من أجل متابعة ملف مدينة القدس المحتلة وما تتعرض له من انتهاكات إسرائيلية، موضحاً أنه ومن أجل إبراز قضية القدس بشكل صحيح في الإعلام العربي، وأوصى بتوحيد المصطلحات الإعلامية وتعميمها، والاعتماد على متخصصين في صياغة المصطلحات أو ترجمتها، والسعي نحو إنتاج الأخبار وتصديرها بدل الاقتصار على استيرادها، وتخصيص زاوية يومية للحديث عن القدس وأخبارها، ووضع خطة إعلامية متحركة تتابع المستجدات على ساحة المدينة المقدسة، ورصد دعم مالي كبير للتعريف بقضية القدس وما يجري فيها من تهويد من خلال إنتاج الأفلام الوثائقية والتقارير المصورة والقصص الإنسانية، واعتماد منهج دراسي بشأن القدس يدرس في فلسطين والبلاد العربية لخلق جيل واعي بقضيته، وجعل القدس قضية أساسية جوهرية للعالم.