طهران ـ مهدي موسوي
كشف القضاء الإيراني أدلة جديدة تتعلق بعملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق "القدس" بالحرس الثوري الإيراني. وقال غريب عبادي أمين لجنة حقوق الإنسان التابعة للسلطة القضائية، إنه تم تقديم قرابة 300 صفحة من الوثائق الإيرانية حول قضية اغتيال سليماني ورفاقه إلى الأطراف العراقية. وأوضح أن "القضاء الإيراني أصدر قرارات التمثيل القضائي لنحو 129 متهما. واليوم قمنا بتزويد القضاء العراقي بنتائج تحقيقاتنا بخصوص 63 شخصا و7 كيانات حيث تم تقديمها بوثائق مكونة من 300 صفحة". وكان قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني قد قتل مع المسؤول في الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد فجر 3 كانون الثاني/ يناير 2020.
اقدام الجنرال الإسرائيلي تامير هايمان على الإقرار رسميا وللمرة الأولى "بأن جهاز الموساد الإسرائيلي لعب دورا بارزا الى جانب نظيره الأميركي في عملية اغتيال اللواء قاسم سليماني رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني في الثالث من كانون الثاني اذار (مارس) عام 2020 اثناء وصوله الى مطار بغداد قادما من دمشق، ولكن هذا الاعتراف، وعلى هذه الدرجة من الوضوح والعلانية، ستترتب عليه تبعات خطيرة ابرزها “تشريع” أي اعمال انتقامية ضد اهداف إسرائيلية خارج فلسطين المحتلة في المستقبل المنظور. الجنرال هايمان رئيس المخابرات العسكرية (امان) الذي تقاعد قبل شهر فقط، لم يعطي معلومات اكثر دقة عن دور "الموساد" في تنفيذ هذه الجريمة، فهل كانت الطائرة المسيرة التي نفذت عملية الاغتيال للراحلين سليماني وابو مهدي المهندس قائد الحشد الشعبي العراقي إسرائيلية، وليس أميركية، مثلما اشيع في حينها، ام ان هذا الدور استخباريا، أي تقديم المعلومات للقيادة الامريكية عن تحركات القياديين المستهدفين، أي سليماني ورفيقه المهندس؟
اعتراف الجنرال هايمان الذي كرره في مقابلة على موقع "واللا" الاستخباري امس الذي شمل أيضا اغتيال الشهيد بهاء أبو العطا القائد الميداني لحركة الجهاد الإسلامي في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2019، أي قبل شهرين من اغتيال سليماني بغارة جوية اسرائيلية، ربما يأتي في اطار الحرب النفسية التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام لطمئنة الرأي العام الإسرائيلي الذي يعيش قلقا ورعبا غير مسبوقين هذه الأيام في ظل تقارير متزايدة عن احتمالات قرب نشوب حرب مع ايران في ظل تعثر مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا وانتهاء جولتها السابعة دون التوصل الى اتفاق.
جهاز “الموساد” تجاوز كل الخطوط الحمراء بإقدامه على تنفيذ عمليات اغتيال لعلماء ذرة إيرانيين داخل ايران ابرزهم فخري زادة الذي يوصف بأب البرنامج النووي الإيراني، ولكن ان ينقل هذه العمليات الى خارج الحدود الإيرانية، والعراق على وجه الخصوص، فهذا ربما يشجع فصائل الحشد الشعبي العراقي وخلايا تابعة للحرس الثوري، وربما “حزب الله” أيضا، لفعل الشيء نفسه، أي “مهاجمة اهداف اسرائيلية في مختلف انحاء العالم، خاصة ان جميع هذه الاذرع العسكرية “غير الحكومية” موضوعة على قوائم الإرهاب من قبل معظم، ان لم يكن كل، الحكومات الغربية، أي انها لن تخسر الكثير. ايران انتقمت لاغتيال قاسم سليماني بقصف قاعدة “عين الأسد” الامريكية غرب العراق، مما أوقع اكثر من مئة إصابة في صفوف الجنود الأمريكيين، اما حركة “الجهاد الإسلامي” فردت فورا على اغتيال القائد أبو العطا بإطلاق 400 صاروخ وقذيفة على المستوطنات الإسرائيلية شمال قطاع غزة، ودفعت بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء في حينها الى الهرب مهرولا مذعورا مثل “الفأر” من اجتماع انتخابي كان يرأسه في مدينة عسقلان.
قد يهمك أيضاً :
السفارة السعودية في القاهرة تكشف تفاصيل الاعتداءات على بعثة المملكة في طهران