الجزائر - كمال السليمي
عندما تنظر للكثبان الرملية البرتقالية المتجمدة بالثلوج لأول مرة، يمكنك أن تتخيلها صورًا مجمدة للقمر وهو يحلق حول كوكب بعيد، ولكن في الواقع تم تشكيل التلال مع قمم بيضاء غريبة المظهر وتعتبر غير عادية وتسمى تلك الظاهرة "الثلوج في الصحراء".
وذكرت تقارير إخبارية في الجزائر، أن نحو 15 بوصة من الثلوج سقطت يوم الأحد في منطقة "عين سيفرا" في شمال غرب البلاد، حيث كانت الصحراء في ذلك اليوم لا تنسى فهي شديدة الحرارة نهارًا، ولكن متجمدة خلال الليل، فالصحراء تشتهر بدرجات الحرارة القصوى دائمًا، وقال الخبراء إن تساقط الثلوج كان نادرًا هنا وعلى الرغم من أن لا أحد يعرف تمامًا أين وقعت الثلوج وكم من المساحة غطت لأن الصحراء واسعة جدًا، وهناك عدد قليل نسبيًا من المراقبين .
وقال ستيفان كروبلين، عالم الجيولوجيا في جامعة كولونيا في ألمانيا، الذي كان يبحث في المناخ الصحراوي لأعوام، في مقابلة هاتفية: "المشكلة في الصحراء هي الرطوبة وليست درجات الحرارة"، وأضاف "أن تلك الصحراء كبيرة مثل الولايات المتحدة، وهناك عدد قليل جدًا من "محطات الطقس" والمتابعات قليلة جدًا"، متابعًا "لذلك من السخرية القول إن هذه هي المرة الأولى أو الثانية أو الثالثة التي تتساقط فيها الثلوج، حيث لا أحد يعرف عدد المرات التي تساقطت فيها الثلوج في الماضي, فنحن لم نكن هناك".
وحذر رين هارسما، الباحث في المناخ في معهد ’هولندا المالى‘ للأرصاد الجوية، من وصف الكثبان الرملية البيضاء ودرجات الحرارة المتغيرة بسبب التلوث، وقال في مقابلة: "إنه أمر نادر الحدوث لكنه حدث، فهناك طقس استثنائي في جميع الأماكن، وهذا لم يحدث بسبب تغير المناخ ".
ويسقط الثلج في الصحراء على ارتفاعات أكثر من 3000 قدم، حيث درجات الحرارة المنخفضة أمرًا عاديًا على أي حال، ولكن "هارسما" قال إن الهواء البارد الذي ينفجر من شمال الأطلسي هو المسؤول، موضحًا أن هذه الانفجارات الجليدية تجتاح عادة الدول الاسكندنافية وأجزاء أخرى من أوروبا، ولكن في هذه المرة، أدت أنظمة الضغط العالي في القارة إلى تحويل الطقس إلى الجنوب.
وبيّن كامل سيكوري، الذي نشأ في منطقة عين سيفرا، أنه شاهد الثلوج هناك خمس مرات خلال الأربعين عامًا الماضية، ووصف المشهد بكلمات متقطعة "لا يصدق، سحرية، مثيرة، وعندما تسير في الكثبان الرملية، تشعر وكأنك في المريخ أو أورانوس".