ريو دي جانيرو - ا ف ب
يزور البابا فرنسيس الاربعاء مزار اباريسيدا للعذراء مريم من اجل الصلاة في حضرة شفيعة البرازيل عن نية شبان اميركا اللاتينية حتى يعمدوا الى تجسيد كنيسة فقيرة ورسولية.وسيصل اول بابا من اميركا اللاتينية في الساعة التاسعة والنصف بالتوقيت المحلبي (13,30 ت غ) الى اباريسيدا الواقعة بين ريو دي جانيرو وساو باولو (جنوب شرق) حيث ينتظره عشرات الاف الاشخاص.ويستطيع 15 الفا فقط من المحظوظين الجلوس في الكاتدرائية، لكن عدد المشاركين في الخارج سيناهز 200 الف. وعهد الى حوالى خمسة الاف شرطي وجندي تأمين الحماية للبابا الذي اقلق المحيطين به لدى وصوله مساء الاثنين الى ريو عندما توقفت سيارته وسط الحشود.وسيجتاز البابا على متن سيارة مكشوفة الكيلومترات الاخيرة في هذه المدينة التي يحمل 35 الفا من سكانها اعلاما ولافتات ترحب بمجيئه.وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال الفنزويلي لويس رودريغيز (22 عاما) عشية زيتارة البابا "بتواضعه وبساطته، نأمل في ان يرسخ البابتا ايماننا، ويعطنا الرجاء بمستقبل كنيستنا".وتواجه الكنيسة الكاثوليكية التي تعصف بها الفضائخ المالية وفضائح التحرش بالاطفال، تراجعا لاتباعها في اميركا اللاتينية امام ازدهار الكنائس الانجيلية.واباريسيدا، محطته الوحيدة خارج ريو خلال زيارته التي تستمر اسبوعا، مهمة في نظر البابا فرنسيس الذي يحتفظ من ايام طفولته بتمسكه الكبير جدا بالايمان الشعبي وبالتعبد للعذراء، على غرار المؤمنين في اميركا اللاتينة الذين يكرمون من غوادالوبي الى المكسيك الى اباريسيدا، العذراء مريم من خلال تظاهرات الصلاة العملاقة.وقد زار في 2007 كنيسة اباريسيدا للمشاركة في المؤتمر الاسقفي الخامس لاميركا اللاتينية والكاراييب، حيث تمكن من ان يصالح بين اسقفية انقسمت في الماضي بسبب الجدال الناجم عن لاهوت التحرر.واعد الوثيقة النهائية التي احتوت على مضمون اجتماعي وسياسي، وشددت على "الخيار من اجل الفقراء" في هذه المنطقة التي تشهد تباينات اجتماعية حادة والتي يعيش فيها 40% من الكاثوليك في العالم.وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال الاب روني دو ريس احد المتحدثين باسم مزار اباريسيدا ان "البابا يأتي الى اباريسيدا بسبب تعبده للعذراء مريم وللاحتفال بقداسه الاول امام الشعب البرازيلي ولمخاطبة المنطقة بأكملها".واضاف "اعتقد انه بالنسبة الينا نحن الاميركيين اللاتينيين، هنا في اباريسيدا، سيعرض خطابه الاجتماعي الذي يتضمن التزاما بمدن الضواحي واعطاء الكرامة للناس".واخذ البابا الذي يبلغ السادسة والسبعين من عمره قسطا من الراحة الثلاثاء من رحلته المرهقة، ولم يحضر افتتاح سهرة الايام العالمية على شاطىء كوباكابانا الشهير على يد رئيس اساقفة ريو المونسنيور اوراني جواز تيمبيستا.وشارك نصف مليون شاب في القداس الذي اقيم تحت مطر خفيف بارد، لكن خللا في التنظيم اعترف الاحتفال بعد توقف مترو ريو ساعتين فعمت الفوضى المدينة.وعقد اجتماع رفيع المستوى الثلاثاء في مقر اقامته في سوماري لتقييم برنامج الرحلة والتدابير الامنية.ونظمت مساء الاثنين تظاهرة احتجاج على نفقات الايام العالمية للشبيبة التي تحولت مواجهات عنيفة مع قوات الامن واسفرت عن اعتقال بعض الاشخاص وسقوط جرحى، منهم مصور وكالة فرانس برس.وقال المتحدث باسم البابا الاب فيديريكو لومباردي ان تنقل البابا مساء الاربعاء في ريو سيتم على متن سيارة مكشوفة وليست مقفلة كما كان مقررا.وسيزور البابا مستشفى القديس فرنسيس الاسيزي الكاثوليكي في ريو الذي يعالج فيه المدمنون على المخدرات والكحول.وهو يؤكد بهذه الزيارة اهتمامه بالمعذبين الفقراء، على غرار ما سيفعل لدى زيارته في الايام المقبلة الى احدى ضواحي ريو ولقائه سجناء.وشدد مدير المستشفى الاب الفرنسيسكاني فرنشيسكو بيلوتي في لقاء مع الصحافيين الثلاثاء على تأثره بهذا "اللقاء بين الذين يحملون اسم فرنسيس".وقال ان "المخدرات هي مثل البرص ايام فرنسيس الاسيزي، تضعف الاشخاص وهذا يؤدي الى زيادة عمليات الاجهاص والعنف لدى العائلات المصابة".وفي هذا المركز الاستشفائي، اصغر المرضى صبي في الثامنة من عمره يعالج في الآن نفسه مع ابيه وامه المدمين.وعلى ارض الكنيسة كتبت الثلاثاء عبارة "فرنسيس انت بطرس".