بكين ـ المغرب اليوم
أثار شي جين بينغ، على مدار السنوات الخمس منذ توليه منصب الرئيس في الصين، دهشة وتعجب المراقبين، حيث حظى على حد سواء بإعجاب وازدراء القادة الأجانب بسبب قدرته على تعزيز سلطته بسرعة.
وجعل الرئيس شي نفسه مسؤولاً عن مختلف القطاعات الاقتصادية، مجرداً بذلك مجلس الدولة ورئيس الوزراء من السلطة. وقال النقاد إنه استخدم حملة كاسحة لمكافحة الفساد للتخلص من المعارضين السياسيين.
كما قام شي أيضاً بتفكيك الفصائل القديمة داخل الحزب الشيوعي، وأنشأ تكتلات خاصة به، حيث قام بالدفع بالزملاء والأصدقاء القدامى في كل المؤسسات. وأعاد هيكلة الجيش، وشدد السيطرة على وسائل الإعلام والمحاكم.
وفي الخريف الماضي، التف الحزب حوله، وأطلق عليه الزعيم "المحوري"، وهو لقب مرموق تم إطلاقه في السابق على ماو تسى تونغ ودنغ شياو بينغ وجيانغ تسه مين.
وقال ريتشارد ماكغريغور، من معهد لوي للدراسات والأبحاث في أستراليا: "لقد أحدث ارتباكاً في التوافق واسع النطاق، بأن عصر الزعيم الأوحد القوي في الصين قد ولى".
وفي مؤتمر الحزب الشيوعي التاسع عشر الذي سيبدأ في 18 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري فى بكين، من المتوقع أن يرتقي بوضعه ويدعمه، أولاً من خلال ترسيخ فكره السياسي في ميثاق الحزب، ثم الدفع بالمزيد من الأصدقاء في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي وهي الهيئة العليا الحاكمة.
ولا تُعقد مثل هذه المؤتمرات إلا مرة واحدة كل خمس سنوات لتقرير القيادة المستقبلية لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وسيكون المؤتمر بداية فترة ولاية شي الثانية في منصبه، وإعادة تشكيل النخبة الحاكمة فى البلاد. وقد يعطي المؤتمر أيضاً لمحة عن طبيعة السياسات الاقتصادية والاجتماعية والخارجية التي سيتم انتهاجها في المستقبل.
وقال المعلق السياسي دنج يووين إن المؤتمر يحظى باهتمام دولي لأنه "غامض جداً!"، مضيفاً: "لا أحد يستطيع أن يرى بوضوح ما يحدث في هذه الدائرة الصغيرة".
لكن محللين قالوا إن صفقات الغرف الخلفية للحزب الشيوعي باتت أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة للعالم، لأن الحزب في ظل قيادة الرئيس شي هو من يسيطر بقوة على توجه الصين، وليس الدولة أو الجيش أو الأسواق.