الرباط _الدار البيضاء اليوم
شكل قرار الولايات المتحدة الأمريكية القاضي باعتراف بلاد "العم سام" بسيادة المغرب على صحرائه، كما جرى الإعلان عن ذلك عقب محادثات هاتفية جمعت رئيسي البلدين، الملك محمد السادس ودونالد ترامب، نقلة نوعية في ملف الصحراء قد تدفع العديد من الدول العظمى إلى اتخاذ قرارات مماثلة. ويرى الباحثون في العلاقات الدولية أن القرار الرئاسي الأمريكي يعد ثمرة وحصيلة عمل كبير للدبلوماسية المغربية التي يقودها الملك محمد السادس منذ سنوات، ويعكس تحولا في العلاقات بين البلدين، على اعتبار أنه يأتي في إطار تحول استراتيجي للسياسة الأمريكية. وفي هذا الصدد، اعتبر الباحث في العلاقات الدولية عبد الفتاح نعوم أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه، "يعد أولى البواكر على صعيد القوى العظمى،
بحيث إن هذا القرار ستليه قرارات أخرى للدول الكبرى، لكون الدبلوماسية المغربية لم تتوقف عن إقناع المجموعة الدولية عن عدالة الوحدة الترابية"، مشيرا بهذا الخصوص إلى كون "دول من الاتحاد الأوروبي وآسيا ستسير على نفس المنوال". وأضاف نعوم، عضو مركز دراسات المغرب الأقصى، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "هذه الخطوة تعكس الرؤية المغربية للتشبيك الأطلسي الذي بات لغة السياسة الدولية"، وأن المملكة صارت مركز ثقل في المنطقة. وأوضح الباحث ذاته أن "المغرب انتهج داخل الأمم المتحدة أسلوبا دبلوماسيا يقضي بالتعامل وفق مبدأ الأطر الثنائية، بمعنى مخاطبة كل دولة على حدة، بعدما جرب هذا الأسلوب في القارة الإفريقية، الذي ساهم في سحب مجموعة من الدول اعترافها بالجمهورية الوهمية، وتأسست
على إثره مجموعة من القنصليات في جنوب المملكة". وأكد الباحث في العلاقات الدولية أن هذه الآلية "سيعتمدها المغرب على صعيد الأمم المتحدة، من خلال العمل والنقاش الثنائي مع القوى العظمى، وبطبيعة الحال ستتكلل بقرارات في مجلس الأمن، على اعتبار أننا ندرك أهمية الولايات المتحدة في صياغة تقارير مجلس الأمن الأخيرة التي تكرس وتدعم مقترح الحكم الذاتي". وكان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب أكد في محادثة هاتفية جمعته بالملك محمد السادس، أنه وقع قرارا رئاسيا يقضي باعتراف بلاده بسيادة المغرب على صحرائه، وهو القرار الذي يعد ثمرة لمشاورات مكثفة حول الموضوع بين قائدي البلدين منذ سنوات عديدة، وفق بلاغ للديوان الملكي. وفي هذا السياق، يضيف المصدر نفسه، "وكأول تجسيد لهذه الخطوة السيادية الهامة، قررت الولايات المتحدة فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لا سيما لفائدة ساكنة أقاليمنا الجنوبية".
قد يهمك ايضا
الوزير حفيظ العلمي يكشف موعد دخول المستثمرين الإسرائيليين إلى الرباط
الملك محمد السادس يؤكد أن موقف المغرب ثابت من القضية الفلسطينية