حوار- جهاد التوني
أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي ثنيان الغانم، أنَّ دولة الكويت جادة في دعم مصر اقتصاديًا، موضحًا أنَّ "هذا سيؤدي إلى نتائج ايجابية خاصة بالنسبة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين"، مشدّدًا على أنَّ التزام دولة الكويت بالوقوف إلى جانب مصر هو التزام إخاء ووفاء مستحق لا خيار فيه.
وأوضح الغانم في مقابلة مع "المغرب اليوم" أنَّ الالتزام بقضايا مصر هو بذات الوقت التزام راسخ لا خلاف حوله ولا رجعة عنه، مضيفًا أنَّ "دولة الكويت تربطها علاقات تاريخية وثيقة مع مصر في كل المجالات لاسيما الاقتصادية"، مشيرا إلى أن ثقة القطاع الخاص الكويتي باقتصاد مصر وقدرته على عبور جسر التغيير بكل كفاءة يسرع بالتنمية ويرسخ دعائم العدل.
وبيَّن أنَّ "الاستثمارات الكويتية في مصر باقية وتحظى بأعلى مستويات الضمان والتشجيع على الصعيدين الرسمي والشعبي، كما أنها في زيادة مستمرة ويأتي ذلك في إطار العلاقات العميقة بالاقتصاد المصري التي تستند إلى كثير من الحقائق والمؤشرات منها استقرار سوق المال وانسياب الملاحة عبر قناة السويس والاحتياط الكبير من العملات الحرة والالتزام بضمان الودائع وحماية الاستثمارات، فضلًا عن الأصالة الحضارية التي تجعل من السياحة في مصر ضرورة عالمية ثقافية".
وكشف الغانم أنَّ عددًا من المستثمرين الكويتين يدرسون عددا من المشاريع للاستثمار في مصر، مشيرًا إلى أنَّ "هناك بعض المشاريع وصلت تقريبًا إلى مرحلة التوقيع مع بعض الأشقاء في مصر"، مؤكدًا أنَّه لمس جدية لدى الحكومة المصرية في التعاون مع رجال الاقتصاد بخاصة الكويتيين.
وأشار إلى أنَّ رئيس مجلس الوزراء المصري إبراهيم محلب حل أكثر من 60 في المائة من مشكلات المستثمرين الكويتيين في مصر في وقت قصير، موضحًا أنَّ باقي المشاكل ستحل في القريب العاجل، منوهًا بأنَّ تذليل الحكومة المصرية جميع المشكلات أمام المستثمرين يعبر عن الجدية في توثيق المزيد من العلاقات الاقتصادية مع جميع دول العالم خصوصًا مع دولة الكويت.
ووصف، السوق المصري بأنه جذاب للاستثمار لعدد السكان الذي يربو على 90 مليون نسمة، واصفا إياه بأنه "سوق كبيرة وواعدة وتستوعب استثمارات كبيرة من جميع دول العالم وهو ما يتطلب من رجال الأعمال العرب كل المشاركة فيه".
وأضاف أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي "أصبحت على أعتاب مرحلة جديدة ونتمنى التوفيق لها" موضحًا أن الرئيس المصري استطاع خلال فترة قصيرة أن يصل إلى بعض أهدافه، مضيفا "إن نجاح مصر وتقدمها ينعكس على المنطقة ككل واليوم أصبح في إمكاننا الاطمئنان إلى أن مصر تتجاوز الصعوبات وتمضي بخطى ثابتة نحو المستقبل".
ونوَّه الغانم بأنَّ الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر تلقى اهتماما كبيرا من جانب المستثمرين في الكويت بخاصة في مجال التعليم، مضيفًا أنَّ "الله أراد لمصر أن تكون بلدا آمنا، على الرغم من أنها تواجه اليوم إرهابا خسيسا، يقتل ويدمر، إرهابًا لا دين له ولا وطن، وأصبح تجارة منظمة، وصناعة متقدمة، وبالتالي الخطر كبير، ويواجه المنطقة كلها، بل العالم كله، وكتب على مصر أن تكون في المقدمة، حيث نواجه التطرف بإيمان بالله وبإرادة وثقة أنه سيتم اجتثاثه من مصر الكنانة، وجميعنا جاهز للتضحية، ونيل الشهادة، من أجل أن يحيا الوطن آمنًا مستقرًا".
وأشار إلى أنَّ التعجيل بالانتخابات البرلمانية، يصل بمصر إلى أن تكون دولة ديمقراطية حديثة، بحيث يكون هناك وطن يحتل مكانته اللائقة والتي يستحقها عربيا وأفريقيا ودوليا، وبشأن الرؤية الكويتية للاستثمار في مصر، قائلًا: "نحن نؤمن بالاقتصاد الحر، المبني على الأسس العلمية والتنمية المستدامة، والمبني على أسس واضحة، من الشفافية والحوكمة، ومكافحة حقيقية للفساد".
وأبرز الغانم، أنَّ معوقات الاستثمار في مصر حلها تنقية التشريعات، وحماية مناخ الاستثمار على رأسها قوانين الاستثمار، مع تحليل حقيقي لما نواجهه من مشاكل، سواء التعقيدات البيروقراطية، أو المماطلة في استخراج الموافقات، وغيره.
وبين أنَّه بعد ثورات الربيع العربي أصبح هناك حاجة ملحة لأحداث تغييرات اقتصادية كبيرة في المنطقة العربية وأنَّه يقع على عاتق دول الخليج أن تساهم في إحداث التنمية الاقتصادية في الدول العربية، مشيرًا إلى أن المستثمر العربي بدأ يتجه إلى الاستثمار في المنطقة العربية بدلا من الاستثمار في الدول الغربية، لاسيما بعد القيود التي بدأت تفرض على هذه الاستثمارات بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، وأعرب عن أمله بأن تستقبل مصر مزيدًا من الاستثمارات العربية لأن استقرارها يضمن استقرار دول الخليج.