تونس - حياة الغانمي
أعلنت الفنانة والممثلة التونسية لبنى نعمان، أنها تراجعت عن قرار الاعتزال الذي وصفته بالمتسرّع والانفعالي، مشيرة إلى أنّ ما دعم تراجعها هو ردود الفعل التي استقبلتها من قبل متابعيها، وأنّ الفنان الملتزم في تونس لا يلقى حظه من الترويج كغيره من الفنانين الذين يعملون مثلا في الصنف التجاري من الغناء والفن، ومبيّنة أنها لا تنوي أبدًا الاعتزال، وأنها ستواصل في درب المقاومة الفنية .
واعتبرت لبنى نعمان، في مقابلة خاصّة مع "المغرب اليوم"، فكرة نشر بيان اعتزالها الذي كان تعبيرًا عن إحساسها الخاص في لحظة وجودية صادقة، مبرزة أن هذا الاعتزال بمثابة استراحة المحارب، وأن كل ما كتبته في بيان اعتزالها، إشكال حقيقي يعيشه العديد من الفنانين والمبدعين في تونس.
وأوضحت نعمان أنّ "مهنة الفنان، محترمة ونبيلة لها آلياتها ومرجعياتها، لكنها في لحظة تأمل وجودية وجدت أنها لا يمكن أن تكمل مسيرتها كفنانة، وكرامتها لا تؤخذ بعين الاعتبار، الفنان لا يمكن أن يعيش دون كرامة ودون حرية"، مشيرة إلى أنّها "كتبت ما عاشته في لحظات وجودية، لكنها شعرت بالمسؤولية تجاه الناس الذين يعملون معها، لا فقط ردود فعل الجمهور، الذي يحبها وتحبه، حتى شريكي في الحياة وفي مشروعنا الفني مهدي شقرون "زوجها" قال لي كيف تأخذين مثل هذا القرار بمفردك ونحن معا في نفس المشروع وفي منتصف الطريق، ونعيش نفس الألم".
وشدّدت نعمان، على أنها لم تكتب بيانها للإثارة و أنها تحتقر ما يسمى بـ "البوز"، مشيرة إلى أن ما كتبته ليس مسألة شخصية وإنما هي نابعة من ألم ذاتي يعيشه عديد الفنانين، وبالتالي ثمة دعوة إلى أن يصطف الفنانون وإن لزم الأمر يقع تكوين جبهة إنقاذ للفنان في تونس لأن عديد الفنانين يموتون واحدا تلو الآخر معنويًا وجسديًا، وعما إذا كانت المسألة مادية بالأساس، قالت لبنى إن المال ضروري لعمل الفنان ولكرامته، لكنها لا تطمح إلى فيلات فخمة ومسابح وإنما ضمان العيش الكريم، حتى تكون قادرة على الإبداع
وأكدت نعمان أن الفنان تداس كرامته، لالتزامه ويظل ينتظر مندوبيات الثقافة لمدة 3 أشهر ليتحصل على حقه، والحال أنه من المفروض أن يتقاضى الفنان أجره بمجرد نهاية العرض الذي يقدمه، وأثنت نعمان على مشاركتها في مسلسل “فلاش باك2” في دور “ساندرا” وأنّ "الدور على سلبيته هو محطة فنية مهمة بالنسبة لها"، مشيرة إلى أنّ "تدريبها الأساسي هو في التمثيل وقد نالت سابقا جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم “باستاردو” لنجيب بالقاضي، ولكنها تحبّذ المشاركة في المسرح والسينما".