القاهرة ـ شيماء مكاوي
كشفت استشاري الطب النفسي الدكتورة هبة عيسوي أنَّ التعامل مع المراهق أمر صعب، لأن شخصيته تحمل الكثير من التناقضات.
وبيّنت عيسوي، في حديث إلى "المغرب اليوم"، أنَّ "التعامل مع المراهق له طريقة خاصة جدًا، حيث أن هناك من بينهم من يصاب بحالة من الانطواء الشديد".
وأشارت إلى أنَّ "التواصل مع المراهقين ليس بالأمر السهل، لأنّ مرحلة المراهقة تعد من المراحل العمرية المليئة بالتناقضات، فكلما شعر المراهق برغبة ملحة لأن يكون قريباً من أهله، ازداد ابتعاداً عنهم، وحرص على إيقافهم على مسافة منه".
وأبرزت أنَّ "المراهق يعتبر أية محاولة لمناقشة أحواله، والصعوبات التي يواجهها، من التدخل في حياته الخاصة، فهو يحمي نفسه من ذلك بعدم الكلام والصمت".
ونصحت استشاري الطب النفسي الأم بأن "تحترم صمت ابنها أو ابنتها، فلا داع لأن تدفعه بأي حال من الأحوال إلى الحديث، حتى لو كان عن طريق المزاح، وحاولي أن تقتنعي بأنه يحتاج إلى هذا الابتعاد، حتى ينمو نموًا سليمًا".
وأضافت "أشعريه بأنك دائماً على استعداد تام للإنصات إليه باهتمام، ولا تصري على دفعه لأن يقص عليكي يومياته، أخبريه بأنك تشعرين بالقلق من ناحيته حين تشعرين يا سيدتى بأنه يمر بفترات عصيبة، ومدي له يد المساعدة والعون".
وتابعت "إن أصر على عدم الحديث إليك بصفتك أمه، اقترحي عليه التحدث مع الأقارب المقربين، الموثوق في آرائهم".
وشدّدت على "ضرورة الحرص في التعامل معه بأن تكون الأم فوق مستوى الصراعات، دون عنف مهما أبدى عدم الاهتمام بما تقوله".
ودعت عيسوي الأمهات إلى "القيام مع المراهقين بأنشطة مشتركة، أو أعمال يومية يحبونها، ما يساعدهنَّ على الاقتراب منهم"، مشيرة إلى أنَّه "عادة ما يبوح المراهق بأسراره في هذه اللحظات".