الرئيسية » مقابلات
الدكتور مجدي بدران

القاهرة / شيماء مكاوي

كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال ، وزميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس الدكتور مجدي بدران، أن السعادة التي نشعر بها في العيد ترفع المناعة. وقال لـ" المغرب اليوم ": مهما كانت مخاوفك أو أوهامك، فالعيد فرحة لنبتعد عن الكآبة، ودعوة للتسامح والإحتفال.
 
وأضاف: أن غياب الحوار أفة إجتماعية تسبب العزلة الإجتماعية والسلوكيات العدوانية ، والسعادة ترفع المناعة، مشيرًا الى أن الأعياد فرصة رائعة لترميم العلاقات الإجتماعية، لان العلاقات الإجتماعية  الناجحة تزيد من فرص السعادة و تقلل من توابع التوتر، لافتًا الى أننا أصبحنا نعتبر ضعف العَلاقات الاجتماعية يهدد الحياة بما يوازي تدخين التبغ وإدمان الخمر.
 
وقال بدران: إن الإنسان كائن إجتماعى خُلِق كي يعيش مع غيره ويتفاعل معهم ، وإعتزال الأخرين يسبب مجموعة من الأمراض النفسية و الصحية، والعديد من الدراسات العلمية الحديثة بينت أن الدعم الإجتماعي يفيد الصحة الجسدية والنفسية .و التكنولوجيا الحديثة جعلت  من أفراد الأسرة الواحدة الذين يعيشون تحت سقف واحد، جزراً مقطوعة.
 
ورأى أن الإستخدام العشوائي المفرط لوسائل التكنولوجيا الحديثة ساهم في فتور العَلاقات الاجتماعية ، و زيارة الأقارب والاصدقاء حل محلها الهاتف أو رسالة نصية عن طريق البريد الإلكتروني أو الهاتف المحمول , وأصبح البعض  يصل الرحم عن طريق مكالمة  هاتفية .
 
و اعتبر بدران أن شاشات التلفزيون والكمبيوتر و الهاتف المحمول حرمت الناس من إقامة علاقات إجتماعية ناجحة، و بالرغم من  ثورة التواصل الإلكتروني فالشبكة العنقودية لا تستطيع أن تكون بديل التواصل الإجتماعي الفعلي ، مؤكدًا أن قضاءَ وقتٍ سعيدٍ مع الأهل والأصدقاء، يُقلِّل من خطر الموت المبكر بنسبة 50%، و العَلاقات الاجتماعية القوية مفيدة للصحة العامة و تدعم المناعة ، و  الأفراد الذين يفتقدون للعلاقات الإجتماعية القوية أكثر عرضة للموت المبكر  .
ولفت الى أنه كلما قلت العلاقات الإجتماعية القوية فى مرضى الشرايين التاجية تضاعفت فرص الموت المبكر لديهم مقارنة بالمرضى ذوى العلاقات الإجتماعية القوية .وأن التوتر يسبب الحيرة والارتباك والقلق وقلة الشعور بالأمان , الاكتئاب والاضطرابات الجسدية والنفسية، التفاؤل يكسب المرء الطمأنينة.
 
و اشار الى أن حالة التوتر السائدة لدى الأميركيين اليوم، هي عشرة أضعاف توتر أجدادهم ، و تبين حديثاً أن الأشخاص المتفائلين  هم أكثر قدرة على مواجهة التوتر والضغوط النفسية وتحدي العوائق التي تعتريهم  مقارنة بغير المتفائلين ، وأن 80% من أمراض البشر لها علاقة بالتوتر ، و التوتر يزيد من كيمياء الغضب داخل أجسامنا , و تشمل كيمياء الغضب  : الكورتيزول , الأدرينالين و النور أدرينالين. موضحًا أن كيمياء الغضب  ترفع ضغط الدم وتسرِّع ضربات القلب وتسدُّ الشهية  وترفع مستوى السكر في الدم و تخفض المناعة ، و تزيد كيمياء الغضب من مضاعفات الأمراض المزمنة.
وأضاف بدران: ان التوتر يقلل من قدرة الجسم على مواجهة الشوارد الحرة و الشوارد الحرة هي جزيئات تحمل أعدادا فردية من الإليكترونات مما يجعلها غير مستقرة تبحث عن إليكترونات تسرقها بتدمير الخلايا و الشفرات الوراثية و بالتالي أنسجة الجسم  , و تدمر خلايا الجسم ، و تُضعف جهاز المناعة ، و تسبب السرطانات و تصلب الشرايين و امراض الحساسية و الشيخوخة.   والكورتيزول  يتم إنتاجه بواسطة  قشرة الغدة الكظرية  نتيجة التوتر ويسمى  هرمون الإجهاد، و  يسبب إرتفاع مستوى الكورتيزول ، و إرتفاع ضغط الدم، و زيادة مستويات السكر في الدم، و يقلل من كفاءة الجهاز المناعي.
 
كما أن أجنة الأمهات اللاتي تعانين من الاكتئاب المزمن أثناء فترة الحمل يعانون من ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول  في دمائهم مما يزيد من إحتمالات إصابتهم بأمراض العصر فيما بعد يلعب الكورتيزول دورا هام فى البرمجة السلبية لأنسجة الجنين .
 
و يقلل من نمو  و تطور الأنسجة ، و يزيد من إحتمالات الإجهاض ، ويزيد من إحتمالات الولادة المبكرة ، و  يقلل من وزن الوليد و طوله ، و نقص المناعة، و  ربما يمتد التأثير على الطفل  بعد الولادة ، و يزيد من إحتمالات الإصابة بنقص الإنتباه و التركيز، و  يقلل من ذكاء الطفل ، و الإصابة بمشكل سلوكية ، و زيادة الحركة.
و التوتر يرفع معدلات العدوى بالميكروبات ، و التوتر يضاعف  معدلات الإصابة  بالبرد : الذين يعانون الإحباط وتنتابهم حالات الغضب والعصبية أكثر عرضة للبرد ، و التوتر يزيد من حالات الربو    ، و يسبب التوتر والكبت العاطفى الأزمات التنفسية و زيادة  شدة النوبات المتكررة التى يعانى منها الأطفال المصابون بحساسية الصدر، و 16% من المراهقين  المصابين بحساسية الشعب الهوائية  يعانون من التوتر أو الاكتئاب،  مقارنة مع 9 % فى المراهقين الطبيعيين. وأضاف: القرحه المعديه تصيب رجال المرور أضعاف  الأشخاص العاديين  خاصة  العاملين في المطارات الكبرى بعكس العاملين في المطارات  الصغرى بسبب التوتر الذي يتسبب في تصلب الشرايين.
 وأكد أن التوتر يؤدى الى زيادة الوسائط الكيماويه التي ثبت حديثا دورها المهم في ترسيب الدهون، واحداث تصلب الشرايين والتوتر يؤديان الى اضطراب الشهية وربما يؤدى التوتر الشديد زياده الشهية وبالتالي  السمنه والسكر .كما ان التوتر قصير الأجل يحفز المخ على تحسين فعاليته ويساعد على تقوية الذاكرة، على أن إدمان التوتر يجعل  كيمياء الغضب تعوق توريد الطاقة لخلايا الدماغ المسئولة عن الذاكرة .
وبدراسة  مستويات كيمياء الغضب  لدى المتفائلين والمتشائمين  بقياس الكورتيزول هرمون التوتر الشهير خمس مرات يومياً، نجد أنها  ترتفع بشدة لدى المتشائمين مقارنة بالمتفائلين , و عند التوتر ترتفع مستويات كيمياء الغضب عند المتشائمين  بنسب أعلى بكثير  من المتفائلين.   والتفاؤل يزرع الأمل و يعمق الثقة بالنفس و يحفز الهمم على الإقبال على العمل، و التفاؤل يرتبط بالمناعة الجيدة و الصحة السليمة و طول العمر، كما ينير الدروب المظلمة و يضيئ النفس فتشع مشرقة لمن حولها تنمحهم شحنات التغلب على مصاعب الحياة و محطات الإحباط، و التفاؤل يعلمنا أنه مهما طال ظلام الليل لابد أن تشرق شمسٌ جديدة كل يوم تمحو سواد الليل مهما كان دامسا، و مهما طال. فالتفاؤل مرآة لعمق الإيمان , يجعلك واثقا أن الله معك هنا وهناك و أنه سيوفر لك مخرجا من كل أزمة و سيفتح لك أبواباً موصدة لساحات رحبة تنطلق فيها بكل حيوية ونشاط، و التفاؤل يجعلك تشعرك بإنك أفضل من قبل وأفضل من كثيرين يفتقدون نعما كثيرة تمتلكها دونا عنهم , و تتذك أنه يوجد دائما من هم أشقى منك، و التفاؤل  يقصر لك طرق النجاح و يجعلك مرنا قادرا على التكيف مع الأخرين و مقبولا إجتماعياً فالناس تميل  إلى المتفائل و تنفر من المتشائم.
وختم الدكتور مجدي بدران حديثه قائلا : تمتع بالعيد و انطلق بحثا عن السعاده لترفع المناعه و تعود مجددا الى عملك بنشاط وافر.
 

 

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

خبيرة تغذيةٍ تكشفُ الخصائصُ المفيدةُ للشوكولاتةِ الداكنةِ
طبيب يُوصي بـ7 إجراءات لمواجهة موجة الحرارة وتفادي الجفاف
طبيبة روسيةٍ توضحُ كيفَ تغيرَ الحرارةَ تأثيرَ الأدويةِ
تغييرات بسيطة لتسهيل الالتزام بالنظام الغذائي
تحذيرات من تأثير درجات الحرارة المرتفعة على القلب

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة