الرئيسية » مقابلات
الدكتور مجدي بدران

القاهرة- شيماء مكاوي

أكد الدكتور مجدى بدران استشاري الأطفال، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة في مقابلة خاصة مع "المغرب اليوم"، أن وفاة الأم عقب الولادة أشد أنواع اليتم ألمًا للجنين، حيث يخرج إلى الحياة دون أن يسمع صوت أمه الذي اعتاد عليه داخل رحمها، كما يفتقد الحضن الدافئ اللازم لنموه ولطمأنته نفسياً، مشددًا على ضرورة إعطاء جميع الأيتام حقوقهم النفسية والمعنوية بما فيهم الأيتام أبناء الخارجين على القانون، حتى لا يتحولون إلى مرضى نفسيين حانقين على المجتمع وثائرين بلا قضية، فلا ذنب لهم فيما ارتكبه الآباء.

وقال: "هناك ما يقرب من 140 مليون طفل يتيم في العالم 52 مليون طفل يتيم في أفريقيا، يشكلون أكثر من 30 في المائة من مجموع الأيتام في العالم". وأوضح أن أشد أنواع اليتم معاناة ينجم من وفاة الأم عقب الخروج للحياة، فالوليد ربما يرتبط في ذهنه صراع الحياة مع الموت، وأنه قاتل لأمه، ولولا مجيئه لعاشت أمه، وتتضخم عقدة الذنب لديه خاصة في المجتمعات قليلة الثقافة التي تكرر تفاصيل ولادته، وتزامن عيد ميلاده بميعاد وفاة الأم.

وألمح بدران إلى أن الإيدز من ضمن مسببات اليُتم، حيث إن ثلثي المصابين بفيروسات الإيدز في جميع أنحاء العالم أفارقة يعيشون جنوب الصحراء، وأيتام الإيدز في العالم حاليا 16.5 مليون طفل أقل من 18 سنة، وهناك 14 مليون طفل يتيم في أفريقيا فقدوا الأم أو الأب أو كليهما بسبب الإيدز، ويعانون من الفقر والطفولة البائسة وغياب الرعاية الصحية والحرمان من التعليم والاستغلال الجنسي، وممارسة الجنس في أعمار مبكرة.

وكشف أن "الأطفال الرومان" غير المرغوب فيهم كانوا يطردون للشارع حتى يموتون ونشأت تجارة اصطياد هؤلاء الأطفال وتربيتهم كعبيد من أجل بيعهم، مطالبًا بوضع نص قانوني يجرم عملية بيع الاطفال وتغليظ العقوبة على صابات سرقة الاطفال والمتاجرة بهم.

وكشف بدران، أن الفراعنة كانوا أول من اهتم بمحاربة العنف ضد الأطفال حتي قبل أن يولدوا؛ فاعترفوا بحق الإنسان الأصيل في الحياة، وكانوا يؤجلون تنفيذ حكم الإعدام في المرأة الحامل إلي أن تضع حملها، ولم يسمح المصريون القدماء بوأد الأطفال برغم أنه كان حقاً في الحضارة الرومانية وجاهلية العرب قبل الإسلام.

أكد استشاري الأطفال أن التنشئة السوية تستلزم أن يعيش الطفل في جوٍ أسري سليم بوجود الأب والأم في بيئة مشبعة بالحب والعطف والأمان، لأن علاقة الطفل بأسرته لها تأثير كبير على التطور النمائي للطفل، واتزان المثلث الأسري المتكون من الأب والأم والطفل هام للصحة النفسية لأفرادها، واختلال هذا الاتزان يولِّد غالباً اضطرابات نفسية للأطفال.

وبيّن أن فقدان أحد الوالدين أو كليهما يترك آثاراً سلبية كبيرة على الصحة النفسية للأطفال، ويعانى الطفل اليتيم غالباً من فقدان الحاجة لإشباع الحب والجوع العاطفي الذى ربما يشوه نموه النفسى، ويشعر أنه مغضوب عليه والدليل أنه فقد أحد والديه أو كليهما، خاصة  في المدرسة حيث يفتخر الأطفال بوالديهم ، ولربما عانى من الإضطرابات النفسية نتيجة ذلك.

وأوضح أن الطفل يتيم الأب أو الأم دائم الشعور بالنقص والعجز وعدم الثقة بالنفس والدونية، إلا أن تقديره لذاته أفضل من يتيم الوالدين معاً، مشددًا على أن حماية الأطفال من العنف والاستغلال والإساءة عنصر أصيل في حماية حقهم في البقاء والنمو والنماء، حيث أن الأطفال الأيتام أكثر عرضة من الأطفال الآخرين لمخاطر انتهاكات الحماية خاصة في حالة عدم توفر رعاية بديلة ملائمة.

وعن دور الأيتام، شدد مجدي بدران على أن الأطفال الذين يعيشون فيها تكثر لديهم السلوكيات العدوانية خاصة لدى المراهقين، والقلق، والتوتر، والشعور بالظلم، وانخفاض الروح المعنوية، والاضطرابات السلوكية والوجدانية، وإنخفاض التحصيل الدراسي، والسلس الليلي، وقلة الانتباه وفرط الحركة، مؤكدًا أنه "لا تستطيع أي مؤسسة إجتماعية أن تحل محل الأسرة".

وأشار إلى ضرورة توفير جو أسرى للأطفال الأيتام في تلك الدور، حتى لا يتفاقم لديهم الشعور بالتوتر الذي بدوره يقلل المناعة، ويفاقم الحساسيات، ويؤدى إلى زياده الوسائط الكيماوية التي تزيد من  ترسب الدهون في الشرايين  واحداث تصلب الشرايين، كما يزيد من أمراض القلب، ويعوق التفوق والنجاح.

وحذر بدران من تزايد أنواع العنف ضد الأطفال، والذي  يتمثل في الايذاء الجسدي، والعنف الجنسي، والعنف النفسي، والإهمال في التربية أو التعليم، والإهمال الثقافي والعاطفي والصحي، موضًا أن هذا العنف ينشأ عنه مشاكل نفسية وسلوكية، وجسدية، وإعاقات مختلفة، وأمراض مزمنة،  واختلالات في الإدراك، ومحاولات الانتحار، ومشاكل سلوكية، وتعاطي المخدرات والشروع في ممارسة الجنس مبكرا، والسلوكيات العدوانية، مؤكدًا أن الأيتام خاصة المراهقين بحاجة إلى الثقيف ضد الإدمان، والتعاطي والادمان، حيث تبدأ مشكلة (ثلاثي التجريب والتعاطي والإدمان) خلال سن المراهقة من سن 13 وحتى 23 عامًا

ولفت مجدي بدران إلى أنه يجب حماية الأيتام خاصة مقيمي دور الإيواء وأطفال الشوارع من جرائم الإتجار بالبشر وتجارة الأعضاء، حيث يتحول هؤلاء البشر إلي قطع غيار يدفعون حياتهم ثمنا لشفاء المرضي الأثرياء فيتم خطف الأطفال حديثي الولادة من المستشفيات، وحجز الاطفال غير الشرعيين، وإيواء الحوامل بالحمل السفاح في معسكرات  سرية لانتاج أطفال لسد النقص في سوق الأعضاء البشرية.

قد يهمك أيضًا:

مجدي بدران يتحدَّث عن إدمان الطعام والحساسية على قناة "القنال"

استشاري أطفال يكشف مدى تأثير تدخين الأم خلال فترة الحمل على الجنين

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

خبيرة تغذيةٍ تكشفُ الخصائصُ المفيدةُ للشوكولاتةِ الداكنةِ
طبيب يُوصي بـ7 إجراءات لمواجهة موجة الحرارة وتفادي الجفاف
طبيبة روسيةٍ توضحُ كيفَ تغيرَ الحرارةَ تأثيرَ الأدويةِ
تغييرات بسيطة لتسهيل الالتزام بالنظام الغذائي
تحذيرات من تأثير درجات الحرارة المرتفعة على القلب

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة