صنعاء ـ عبدالرحمن سالم
أنهت قوّات موالية للحكومة اليمنية مدرّبة إماراتيا عملياتها العسكرية في منطقة قتال رئيسية مع المتمردين جنوب مدينة مأرب الاستراتيجية، قائلة إنّ أهدافها تحقّقت، وذلك بعد هجمات شنّها الحوثيون ضد أبوظبي وعلى وقع تهديدهم بضربات جديدة. وكان تقدّم "ألوية العمالقة" في محافظة شبوة الغنية بالنفط ومحافظة مأرب المحاذية لها من جهة الشمال، سببا رئيسيا في مهاجمة المتمردين للإمارات في الاسبوعين الأخيرين، مطالبين الدولة الخليجية الثرية بوقف تدّخلها في اليمن. وقالت قوّات "ألوية العمالقة" في بيان إنّها "استكملت... عملية إعصار الجنوب، والتي تكللت بتحرير مديريات بيحان في محافظة شبوة ومديرية حريب في محافظة مأرب من قبضة المليشيات الحوثية".
يحاول المتمردون منذ أشهر التقدم نحو مدينة مأرب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، للسيطرة عليها ووضع أيديهم بذلك على كامل الشمال اليمني. لكن عملية "العملاقة" التي انطلقت من شبوة جنوب مأرب ألحقت خسائر بهم وشكّلت تهديدا لحملتهم. وبعد استعادة مديريتي بيحان وحريب، والاعلان عن "تأمين شبوة"، بدا كأنّ "ألوية العملاقة" ستواصل تقدمها لاستعادة المناطق التي سبق أن سيطر عليها المتمردون جنوب مدينة مأرب، لكنّهم أوقفوا حملتهم الجمعة. وبحسب البيان، فإنّ الألوية قامت "بإعادة تموضع لقواتها في محافظة شبوة بعد تحرير مديريات بيحان وحريب وتأمينها لمحافظة شبوة بشكل كامل من مليشيات الحوثي".
وأضاف: "بعد النجاح الكبير التي حقّقته قوات العمالقة الجنوبية في عملية اعصار الجنوب، بدأت بنقل ألويتها الى عرينها". شُكلت تلك الألوية في أواخر العام 2015 في منطقة الساحل الغربي، وقد درّبتها الإمارات العضو في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن دعما للحكومة ضد الحوثيين. وقد سحبت الإمارات في 2019 قوّاتها من البلد الفقير الغارق في نزاع مسلّح منذ 2014، لكنّها لا تزال لاعبا مؤثرا فيه. وبدأت قوات "ألوية العمالقة" التحرك من مقر عملياتها الرئيسي في غرب اليمن جنوب محافظة الحديدة على ساحل البحر الاحمر نحو مناطق أخرى في تشرين الثاني، بينما كان المتمردون يتقدمون نحو مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة في الشمال.
وفي 27 كانون الأول، أعلنت "ألوية العمالقة" أنها أرسلت قوات عسكرية باتجاه محافظة شبوة بهدف "تحرير المديريات التي سقطت بأيدي ميليشيات الحوثي في محافظة شبوة". ودفع تقدّمها السريع في شبوة الحوثيين إلى مهاجمة الإمارات، مطالبين أبوظبي بوقف العملية. وأعلنت أبوظبي الإثنين أنّ دفاعاتها اعترضت ودمّرت صاروخين بالستيين، في هجوم وقع بعد أسبوع من مقتل ثلاثة أشخاص في هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ على أبوظبي، في أول هجوم دام على أراضي الإمارات أكد الحوثيون مسؤوليتهم عنه وأعلن عنه الإماراتيون.
يدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014. وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.
قد يهمك أيضاً :
الحوثيون يرتكبون مجزرة ويحاولون عرقلة تقدم المتواصل لـ"ألوية العمالقة" في مأرب
التحالف يستهدف منصات إطلاق الصواريخ البالسيتية في البيضاء وألوية العمالقة تعلن عن تحرير مناطق جديدة